تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كيف تعمل دراسة لنص محقق؟]

ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[27 - 06 - 09, 07:53 م]ـ

الحمد لله الذي جعل عبده يدرس ما يحب ويحتاج، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله السراج الوهاج، أما بعد فلعله من المناسب ذكره أنني عندما يسر الله لي والتحقت بمعهد الدراسات والبحوث العربية بالقاهرة، لدراسة تحقيق التراث، استفدت ـ ولا زلت ـ ورأيت أن انشر بعض ما أراه مفيدا ومنه دراسة النص المحقق. مع العلم أن الفصل الدراسي الثاني بالمعهد مواده: الخط العربي، دراسة النص، قواعد تحقيق التراث، النحو.

من المعلوم أن بعض التحقيقات يسبقها دراسة، لكن هذه الدراسة لا تحرر إلا بعد الفراغ من عمل التحقيق، وفي هذه الحلقة سأسرد عناصر الدراسة على شكل خطوات:

1ـ مقدمة يسيرة تكون كمدخل تجعل القارئ ينساب مع المعلومات، ويتضمن المقدمة أهمية الكتاب، وقيمته العلمية، وماذا يضيف إلى معلوماتنا، والدافع وراء نشر هذا الكتاب.

2ـ الكتاب ومؤلفه:

ـ موضوع الكتاب وما ألف فيه من قبل، وما ألف فيه من بعد.

ـ ترجمة جديدة للمؤلف.

3 ـ تاريخ تأليف الكتاب.

4 ـ منهج المؤلف في ترتيب كتابه، وهل كان عنده نموذج سابق بنى عليه؟.

5 ـ مصادر الكتاب: من أين استقى المؤلف معلوماته؟

6 ـ نقولات المتأخرين.

7 ـ نشرات الكتاب السابقة إن وجد.

8 ـ نسخ الكتاب:

ـ النسخ القديمة: التي استخدمها القدماء، وما الذي تطابق مع الذي وصل إلينا.

ـ النسخ الموجودة: أي في مكتبات العالم الآن، حصرها وذكر أماكنها.

ـ النسخ المعتمدة: أي في هذه النشرة، يقوم المحقق بعمل وصف مادي، ويعطي كل نسخة رمزا، ويوضح فوارق النسخ وأيها الأصل والفروع.

9 ـ منهج التحقيق: ويضح للقارئ ماذا عمل.

10 ـ نماذج من المخطوط المحقق.

هذه عناصر دراسة النص المحقق بإيجاز، ودكتور المادة أيمن فؤاد سيد.

ـ[أبو الحسن علي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 10:38 م]ـ

جزاك الله خيراً أخي الحبيب، ونفعك الله بعلمك والمسلمين

ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[01 - 07 - 09, 11:16 ص]ـ

شكرا للمكرم أبو الحسن علي.

لعلي أفصل بعض النقاط الآنفة الذكر:

1 ـ المقدمة: يفضل أن تكون فيها براعة استهلال مناسبة لمحتوى الكتاب، ويذكر المحقق أهمية الكتاب من وجهة نظره، والإضافة التي يقدمها الكتاب للعالم، ويحمد الله ويشكره على نعمه الكثيرة الظاهرة والباطنة، ولا ينسَ أن يشكرا من عاونه إما جملة وإلا يصرح باسم كل شخص له على المحقق فضل.

ثم الدافع وراء نشر الكتاب:

1 ـ إما نص لم يسبق نشره من قبل.

2 ـ أو نص نشر نشرة تجارية غير علمية.

3 ـ أو نص نشر ولم يعرف الأصول التي اعتمد عليها.

4 ـ أو نص نشر نشرة علمية، لكن عثر على نسخ أتم فيها إضافات أو استدراكات على النشرة السابقة.

5 ـ أو إعادة بناء النص من خلال تجميع النصوص عند المتأخرين.

2 ـ الكتاب ومؤلفه:

1 ـ موضوع الكتاب وما ألف فيه قبل كتاب المؤلف المراد تحقيقه، ثم كتاب المؤلف المراد تحقيقه ثم من ألف في نفس الموضوع بعد المؤلف. يكون في ذلك حصر لجميع ما ألف وما هو مطبوع وما هو مخطوط بقدر الطاقة. لأن هذا العمل تراكمي، ربما يأتي بعدك أحد فيعتمد على ما كتبت ويضيف ما لم تقف عليه وهكذا.

2 ـ المؤلف إن كان هناك ترجمة جديدة تفيد وتغني القارئ فهذا حسن، وإلا المشاهير الذين أفردت لهم كتب لا يفضل أن يكرر العمل، حتى غير المشاهير إن كان هناك جديد يضيفه المحقق وإلا استغنى بالإشارة اليسيرة للمؤلف مع إحالة طالب المزيد إلى مصادر الترجمة.

وتكون حقول أو العناصر الأساسية في ترجمة المؤلف: اسمه ونسبه ومولده، موطنه، رحلته في طلب العلم، مهنته والوظائف التي اشتغل بها، شيوخه، تلاميذه، مؤلفاته ويجب هنا على المحقق أن يحصر قائمة مؤلفات المؤلف مع ذكر المفقود منها وما وصل إلينا وأين توجد أو المنشور منها ومن نشره وأي هذه النشرات تجارية أو أيها علمية ... الخ وكل مؤلف له ما يخصه؛ فبعض المؤلفين تذكر محنته، وبعضهم تذكر اعتزاله الحياة العملية ... الخ

ويقول الدكتور أيمن: من الأخطاء الشائعة التحدث عن عصر المؤلف دون الحاجة لذلك.

وإذا كان هناك خلاف في تاريخ وفاته أو نحوا من ذلك ينبغي على الدارس أن يبين سبب ترجيحه لتاريخ ما.

3 ـ تأريخ تأليف الكتاب: وهي غير تأريخ نسخ الكتاب، فإن المؤلف يكتب كتابه ويقول كان الفراغ من تأليفه في كذا وكذا ... وربما نسخ الكتاب نسخة أخرى وقال كان الفراغ من نسخه كذا وكذا ... وهذه تفيد في الكتب المتقدمة ... فتفيدنا في معرفة عمر المؤلف أثناء التأليف ورأيه وأمور أخرى.

4 ـ منهج المؤلف في ترتيب كتابه: للعلم أعرف الناس بالكتاب المحقق هو المحقق، فهو الذي عاش بين سطور الكتاب أياماً طوال، فيعرف كل دقائق النص لذا يستحضر المحقق وهو ينسخ النص أول مرة حتى آخر قراءة له أنه يتنبه لمنهج المؤلف كيف كان ترتيبه وتعامله أثناء طرح المعلومة، وهل كان عند المؤلف نموذج سابق بنى عليه عملها هذا، لأن كثيرا من كتب التاريخ والتراجم وغيرها كتب تكميلية يبني بعضها على بعض.

لعل الإكمال في الحلقة القادمة إن شاء الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير