(5) أحد كتبها غير المترجمة، من مقال التناص و إشاريات العمل الأدبي، صبري حافظ / مجلة (ألِف) ع4 1984م:23.
1. أشكال التناص:
إن العمل الأدبي يدخل في شجرة نسب عريقة وممتدة كالكائن البشري. فهو بذرة خصبة تؤول إلى نصوص تنتج عنه، كما أنه نتاج لما سبقه حاملا معه بعض الصفات الوراثية ممن قبله. وتختلف هذه الاستفادة إما بالكتابة عن النص ذاته، أو بتفجير نص آخر في نفوسنا يتنشأ من تفاعلنا مع النصوص المقروءة. (1)
يختلف تداخل نص مع نصوص سابقة، ويتنوع بحسب الاستفادة، فللتناص أشكال متعددة، منها)
التناص القرآني:
بحث يقتبس الأديب نصاً قرآنياً، ويذكره مباشرة، أو يكون ممتداً بإيحاءاته وظله على النص الأدبي، لنلمح جزءاً من قصة قرآنية، أو عبارة قرآنية يدخلها في سياق نصه.
التناص الوثائقي:
وهذا النوع في النثر أكثر منه في الشعر كالسرد والسيرة، فيحاكي النص نصوصاً رسمية كالخطابات، والوثائق، أو أوراق أخرى كالرسائل الشخصية والإخوانية؛ لتكن نصوصهم أكثر واقعية.
التناص والتراث الشعبي:
وتكون المحاكاة فيه على مستوى اللغة الشعبية، وهذا مما يؤخذ على بعض الأدباء، إضافة إلى الاستفادة، وتوظيف القص الشعبي، والحكايات القديمة. والموروث الشعبي.
التناص والأسطورة:
وهي تتشابه مع سابقها من ناحية الاستفادة من التراث، لكنها تختلف من ناحية أن الأسطورة غالباً ما هي موروث؛ لكنه يوناني، أو غربي، وإن كان هناك بعض الأساطير العربية، غلا أنها قلة مقارنة بالغرب.
(1) انظر: ثقافة الأسئلة:111 - 113.
(2) للاستزادة: انظر: التناص والتلقي، د. محمد الجعافرة/ دار الكندي ط1 2003: 19، و آفاق الرؤيا وجماليات التشكيل، د. محمد صالح الشنطي- من إصدارات نادي حائل الأدبي (نسخة إلكترونية).
2. أنواع التناص:
تناص مباشر (تناص التجلي) أو غير مباشر (تناص الخفاء).
أما التناص المباشر فيدخل تحته ما عُرف في النقد القديم بالسرقة و الاقتباس، والأخذ والاستشهاد والتضمين، فهو عملية واعية تقوم بامتصاص وتحويل نصوص متداخلة، ومتفاعلة إلى النص. ويعمد الأديب فيه أحياناً إلى استحضار نصوص بلغتها التي وردت فيها، كالآيات القرآنية، و الحديث النبوي، أو الشعر والقصة. (1)
أما التناص غير المباشر فينضوي تحته التلميح والتلويح والإيماء، والمجاز والرمز، وهو عملية شعورية يستنتج الأديب من النص المتداخل معه أفكاراً معينة يومئ بها ويرمز إليها في نصه الجديد. (2)
ويحلو للبعض تفريعه بإيجابي وآخر سلبي، ويقصد بالأول إنتاج أفكار قديمة بأسلوب جديد، أما السلبي فهو كالصدى المكرر للنص الذي سبقه. (3)
إلا أن جميع هذه الأنواع تعتمد على فهم المتلقي، وتحليله للنص (4).
(1) انظر: التناص والتلقي: 15، و مقال نظرية التناص حسين جمعة من مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق مج75 ج2 ذو الحجة 1420هـ:356 - 357.
(2) انظر: السابق.
(3) انظر: نظرية التناص:366 - 367.
(4) انظر: منهاج البلغاء وسراج الأدباء لحازم القرطاجني ت: محمد الحبيب خوجة/ دار الكتب الشرقية د. ط د. ت.: 11 - 12، و دلائل الإعجاز:292 - 293، ونظرية التناص: 357، وتحليل الخطاب الشعري، محمد مفتاح/ المركز الثقافي العربي-المغرب ط2 1986م:131 - 132.
الاقتراض1)
اشتق هذا المصطلح من الفعل: قرض. (2)
وتكون بمعنى مضاعفة المردود، كما في قوله عز وجل: "من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً" (3)؛ إذ يقترض النص الأدبي من النصوص الأخرى ليبرز جوانب جديدة، ويخلق نصاً له إسهاماته المضاعفة عما كان عليه المقترَض منه.
وقد تكون من (قرض) التي بسورة الكهف، في قوله تعالى: "وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال" (4)، والتي تأتي بمعنى التجاوز؛ فيتجاوز المقترِض المقترَض منه، ليأتي بقيم وعناصر جديدة لم توجد في الذي قبله.
ولقد تفرّد بهذا المصطلح الدكتور سعد أبو الرضا، وقد استهواني أكثر مما يتداوله النقاد العرب مقتفين أثر نقاد الغرب (التناص)، فقد أتى (الاقتراض) كاشفاً ودالاً على هذه الفكرة، بلباسنا العربي وهويتنا الأصيلة.
(1) انظر: الأدب الإسلامي بين الشكل والمضمون، د. سعد أبو الرضا / المجموعة المتحدة ط1 1421هـ: (82 - 103).
(2) انظر: القاموس المحيط: 840 - 841.
(3) آية 245 من سورة: البقرة.
(4) آية 17 من سورة: الكهف.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[22 - 11 - 2010, 04:38 م]ـ
المواضيع كثيرة والدراسات هنا حول التناص و ما يندرج تحته.
فقط ابحثي في القسم هنا عن كلمة التناص و ستظهر لك الموضوعات.
موفقة