ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[17 Nov 2004, 03:36 ص]ـ
الحلقة الثامنة
هناك أيضا من الشروح شرح القسطلاني واسمه " إرشاد الساري " , " إرشاد الساري " هذا يمكن أن يكون ملخص أمين من " فتح الباري " و" عمدة القارئ " مع إفادته من الشروح الأخرى , هذا الكتاب لا يغني عنه غيره لمن أراد ضبط الصحيح , ضبط رواة الصحيح , ضبط صيغ الأداء , ضبط المتون , يعني ضبطُ بالحرف , فيشير إلى اختلاف جميع الروايات , ولو لم يترتب عليها فائدة. فيشير إليه " القسطلاني " , وهذه عناية فائقة بالكتاب. وإذا نظرنا إلى معاناته عن البحث عن النسخة الأصلية اليونينية , بحث عنها مدة طويلة فلم يقف عليها , وقف على الفرع فرع اليونينية وقف عليها , ثم بعد ذلك قابل كتابه أكثر من خمسة عشر أو ستة عشر مرة , قابل نسخته على الفروع وعني بها , ثم بعد ذلك وقف على المجلد الثاني من الأصل من اليونينية , وجده يباع أي النصف الثاني فاشتراه , وقابل عليه الفرع , فوجده مطابق لا يختلف بشيء , ثم وجد المجلد الأول بعد مدة طويلة فقابل كذلك , ولذلك يقول (كذا في فرع اليونينية كهي) , ما يقول كذا في اليونينية فرعها , لأنه قابل كتابه على الفرع , ثم وجد الأصل كهي: أي كالأصل. أقول الكتاب له أهمية كبرى لطالب العلم , فهو يعني بالروايات , و من باب الإنصاف وقفنا على فروق عند الحافظ ابن رجب لا توجد عند اليونيني ولا عند القسطلاني فروق في الروايات , يدل على طول باع ابن رجب في هذا الباب , وعنايته بالصحيح أيضا. عرفنا أن عناية القسطلاني بالصحيح , فهو بالحرف يبين فروق الروايات , وقبله اليونيني , وهو اعتمد على اليونيني. واليونيني قبل ابن رجب , ومع ذلك ابن رجب وقف على فروق لا توجد لليونيني و لا عند القسطلاني , وإرشاد الساري هذا مطبوع مراراً , يعني إذا عرفنا أن بولاق ما طبعت " عمدة القارئ " , ولا طبعت الكرماني , وطبعت " فتح الباري " مرة واحدة , و طبعت القسطلاني الأولى والثاني الحجم الكبير جداً , والثالثة والرابعة حجم متوسط بدون حواشي بدون هوامش , الخامسة والسادسة والسابعة وعلى هامش القسطلاني شرح النووي على مسلم , يعني كم طبع في بولاق؟ سبع مرات , طبعته المطبعة الميمنية مرتين , و طبع في الهند وطبع في غيرها من أقطار الدنيا , أعني القسطلاني , لماذا؟ لأهميته , على أن هذه الشروح لا تسلم من المخالفات العقدية , فجلّ الشراح على عقيدة الأشعري رحمه الله. وهذه من أهم الشروح بلا شك , وهناك شروح متأخرة كثيرة جداً , فهناك " فيض الباري " لأنور الكشميري , وهناك " لامع الدراري ", وهناك " كوثرالمعاني" وهناك شروح لا تعد و لا تحصى , للمتقدمين والمتأخرين , فلا تحصي شروح البخاري.
السائل: نأخذ مسلم يا شيخ.
الشيخ: " صحيح مسلم " لمسلم بن الحجاج , هو ثاني كتب السنة , عند جمهور أهل العلم , وإن قدمه المغاربة مع أبي علي النيسابوري على صحيح البخاري , عني به المغاربة عناية كبيرة , عنوا به أكثر من صحيح البخاري.
يقول الحافظ العراقي:
أول من صنف في الصحيح محمد وخص بالترجيح ومسلم بعد وبعض الغرب مع أبي علي فضلوا ذا لونفع
وعلي النيسابوري يقول: ما تحت أديم السماء كتاب في العلم أصح من كتاب مسلم , على أنه ينازع في كون كلمة " أصح " تنفي المساواة , وهذه مسألة طويلة الذيول مبحوثة في كتب علوم الحديث. أقول صحيح مسلم عني به أهل العلم , وشروحه شروح كثيرة جدا لكنها كلها لا تسلم من إعواز, قد يحتاج طلاب العلم إلى ما يحل بعض الإشكالات مع توافر الشروح! أول هذه الشروح " المُعْلِم " لأبي عبد الله المازري , كتاب لطيف في ثلاثة أجزاء , وهو بداية باكورة.
السائل: شرح كامل لمسلم؟
¥