الهند , ثم طبعت بعناية الشيخ أبي الأشبال في خمسة أجزاء , فيها فوائد وطرائف ونفائس , وكتب السنة حقيقة بحاجة إلى شروح تجمع الشروح السابقة , وتصوغها صياغة يفهما طلاب العلم , وأيضاً تضيف إليها ما استجد من حوادث ونوازل تدل عليها هذه الأحاديث , يمكن أن تستنبط أدلتها من هذه الأحاديث والله المستعان.
يتبع إن شاء الله تعالى ...
http://www.muslema.com/muslema/images/articles/klm2aatt.gif
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[28 Aug 2005, 05:15 م]ـ
الحلقة الرابعة عشر
سادساً: " سنن ابن ماجه " , وهذا هو سادس الكتب عند الأكثر, وأول من أدخله مع الأمهات: أبو الفضل بن طاهرفي شروط الكتب وفي أطرافه , وإن كان ابن الأثير وقبله رزين في " تجريد الأصول " جعلوا بدله الموطأ , وهناك من جعل " الدارمي " هو سادس الكتب , لكن بعد أبي الفضل بن طاهر كل الناس تتابعوا على جعل سنن ابن ماجه هو سادس الكتب لكثرة زوائده وفوائده , شروح سنن ابن ماجه كثيرة , لكن الموجود منها المطبوع قليل , منها شرح " مغلطاي " علاء الدين بن قليج الحنفي هذا شرح طويل ونفيس وماتع , إلا أنه لم يشرح المقدمة , ما شرح المقدمة التي في السنن فيها أكثر من ثلاثمائة حديث , تركها وبدأ من أبواب الطهارة , ثم أكمل العبادات إلى آخرها. شرح السيوطي اسمه " مصباح الزجاجة " مختصر جدا وطبع مختصره " نور مصباح الزجاجة " , فيما يقرب من مائة صفحة , انظر إلى شدة الإختصار!: شرح لكتاب كبير في مائة صفحة , شرح برهان الدين الحلبي سبط بن العجمي هذا لم يطبع , حاشية بن حسن السندي مطبوعة وفيها فوائد ولطائف , وهناك شرح زوائد سنن ابن ماجه لسراج الدين بن الملقن , وله أيضاً زوائد النسائي , وزوائد أبي داود , وزوائد الترمذي , تصدى لهذه الزوائد فشرحها , شرح زوائد ابن ماجه في ثمانية مجلدات , فهو شرح مطول. إلى غير ذلك من الشروح التي لا يمكن استيعابها.
السائل: عفواً يا شيخ , سائل يسأل حول اسم ابن ماجه هل هو بالتاء أم بالهاء؟ ويقول إني تعبت في البحث عن تحقيق هذه المسألة.
الشيخ: ابن ماجه وابن منده وابن داسه كلها بالهاء في الوقف والدرج , تقول: ماجه , منده , داسه , حتى في الدرج.
من أهل العلم من جعل السادس: الموطأ " موطأ الإمام مالك بن أنس " , وعلى هذا صنيع ابن الأثير في " جامع الأصول " وقبله رزين في " تجريد الأصول " , ومنهم من جعل السادس: ابن ماجه , تقدم الكلام عن ابن ماجه مع الكتب الخامسة السابقة , التي هي دواوين الإسلام المشهورة.الآن نتحدث عن موطأ الإمام مالك بن أنس , والموطأ كما هو معروف لإمام دار الهجرة مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي , إمام المذهب المشهور المعروف , نجم السنن , هذا الكتاب ألفه الإمام مالك رحمه الله تعالى وتلقاه عنه جمع غفير من أهل العلم , بحيث صارت له روايات متعددة , من أشهرها رواية يحيي بن يحيي الليثي , وعليها جلّ الشروح. ومنها رواية محمد بن الحسن , ومنها رواية أبي مصعب الزهري , والروايات كثيرة جدا يصعب حصرها , لكن أهمها ما يقرب من العشرين وهي مدونة ومعروفة يطول الكلام فيها , يهمنا رواية يحيي بن يحيي التي عليها الشروح , والتي عني بها أهل العلم , ومن أهم شروحها وأعظم تلك الشروح " التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد " للإمام أبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري , كتاب عظيم مكث في تصنيفه ثلاثين عاما , وأودعه من نفائس العلوم والفنون ما يعجز اللسان عن وصفه , فالكتاب عني بالموطأ , وبأقوال مالك ومذهب مالك , وأشار إلى المذاهب الأخرى , وله اختيارات وترجيحات يخالف فيها مذهب الإمام رحمه الله , فابن عبد البر حافظ المغرب وهو إمام من أئمة المسلمين مكث في تصنيف هذا الكتاب ثلاثين عاما وقال عنه ابن حزم: إنه لا يعلم في الكتب في الكلام على فقه الحديث أنفس من هذا الكتاب , بل لا يعلم ما يماثله ولا يدانيه ولا يقاربه , هذا الكتاب رتبه ابن عبد البر على شيوخ الإمام مالك في موطئه , ولذا يصعب الوقوف على الأحاديث المرادة منه إلا بعد معرفة الشيخ , ثم الشيوخ رتبهم على حروف الهجاء على طريقة المغاربة , وهي أيضا تختلف عن ترتيب طريقة المشارقة , فالصعوبة من جهتين من كونه مرتب على الشيوخ , ولو كان مرتب على الأبواب على ترتيب مالك رحمه
¥