بسلاحهم: أي بمنطقهم , وبعلمهم: علم الكلام الذي جلبوه للأمة , نقضهم بكلامهم رحمة الله عليه , فكتب شيخ الإسلام لا يستغني عنها طالب علم , وإن قال فيه بعض من قال نظراً لضعف إدراكه , ونظرا للوثة في عقله ما قال عن شيخ الإسلام , سواء كان شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب أو شيخ الإسلام ابن تيمية , ونرى ونسمع من يقدح في هذين الإمامين , والسنة الإلهية تقتضي هذا , فلا بد من حساد ولا بد من أعداء , الذات الإلهية ما سلمت " يؤذيني ابن آدم ... " النبي صلى الله عليه وسلم تكلم فيه الناس , هؤلاء يتكلم فيهم الناس من باب الحسد , ومن باب العداء وتقليد الشيوخ , ومن باب الاستئجار, فبعض الأقلام مأجورة , فمثل هذا الكلام لا يجب أن يلتفت إليه.
وينبغي أن يتصدى له أهل السنة بكل ما أتوا من قدرة , أيضا تكلم فيهم الناس لما يريده الله عز وجل من رفعة لمنازلهم , تجري لهم أعمالهم وهم موتى , إضافة إلى ما دونوه في كتبهم وانتفع به الناس منهم. كتب ابن القيم أيضا لا يستغنى عنها طالب العلم , " النونية " لابن القيم كتاب نفيس فيه عقيدة السلف , وحُقق في أربع رسائل ماجستير في قسم العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود , أيضا " مدارج السالكين" كتاب مفيد في أدواء القلوب , ولا يسلم من ملاحظات يسيرة لكنه كتاب نافع , علق عليه الشيخ حامد الفقي وشدد في العبارة أحيانا على ابن القيم بكلام لا ينبغي أن يقال في جنابه , المقصود أن ابن القيم ليس بمعصوم , وحاول رحمه الله أن يقرب الكتاب الأصل المشروح , و يدنيه لطلاب العلم ويتكلم على ما فيه من ملاحظات ولم يسلم رحمة الله عليه والكتاب نفيس , والأشياء التي تلاحظ على هذا الكتاب مغمورة في بحار ما فيه من علم جم , وفيه أدوية للقلوب المريضة , وأيضا " إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان " كتاب أبدع فيه الإمام ابن القيم , كتاب مبدع حقيقة لا يستغني عنه طالب علم , فعلى طالب العلم أن يعنى به. وكتاب " بدائع الفوائد " أودع فيه ابن القيم من الفوائد من كل فن , وهو مطبوع في أربعة أجزاء , و" الفوائد " أيضا لابن القيم فيه نفائس ولطائف واستنباطات , يعني يذهل الإنسان حين يقرأه فيما يستنبطه ابن القيم من النصوص رحمة الله عليه , وأيضا " إعلام الموقعين عن رب العالمين " وسواء قلت إعلام أو أعلام كله صحيح , والموقعون هم المفتون عن الله جل وعلا , فإن أردت إعلام الموقعين: فابن القيم يعلم ويخبر الموقعين بما يجب عليهم من شروط للفتوى و آدابها , وإن قلت أعلام: فابن القيم ذكر فيه أعلام المفتين من النبي صلى الله عليه وسلم إلى عصره. وكذلك " زاد المعاد في هدي خيرالعباد " كتاب نفيس لا يستغني عنه طالب علم , ألفه الإمام ابن القيم في حال السفر وليست له عده.
هناك الكتب المسندة وهي كتب العقيدة القديمة , وسأتحدث عنها إن شاء الله.
يتبع بإذن الله تعالى ...
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[07 Sep 2005, 06:58 م]ـ
الحلقة السابعة عشر
إتصال هاتفي:
من الشيخ ناصر الحنيني عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين قسم العقيدة.
قال الشيخ عبدالكريم: عندنا الآن كتب العقيدة المسندة للمتقدمين " كالرد على الجهمية " , و " السنة " للإمام أحمد , وابن أبي عاصم , والخلال , و" شرح اعتقاد أهل السنة " و" التوحيد " ابن خزيمة , " الشريعة " للآجري , و " الرد على بشر" , الردود على المخالفين , يأتي الحديث عنها , وإن أعفانا الشيخ ناصر وذكر شيء منها باعتباره متخصص في هذه الحقبة فجزاه الله خيراً.
قال الشيخ ناصر: بعد أن حمد الله وأثنى عليه , وشكر الشيخ عبدالكريم الخضير, وأثنى على جهده في هذا الموضوع , قال أنا أود أن أنبه إلى قضية مهمة وقبل أن أدخل في مواضيع كتب العقيدة: أن السلف رحمهم الله تركوا لنا تراثا ضخماً جداً لا يمكن أن يوازى بأي حضارة أو تراث موجود على وجه الأرض , ولا أدل على ذلك مما نشاهده الآن في كل مكتبات العالم مما تركوه لنا من مخطوطات , والتي أخرج منها الآن إنما هو نزر يسير , والسلف رحمهم الله تركوا لنا حضارة كبيرة مما يدل على اعتنائهم بالعلم , وأي أمة اعتنت بالعلم واهتمت بالعلم كما كان سلفنا فسوف تحوز السبق على غيرها من الحضارات. الأمر الآخر: السلف رحمهم الله وهو أنهم لما بدأوا يدونون السنة دونوها تدوينا عاما شاملا
¥