" لشرف الدين الجحاوي , وهو مختصر من " المقنع " وهو أمتن متون الفقه الحنبلي وأجمعها مسائل على اختصاره الشديد وصغر حجمه , فعني به أهل العلم قراءة و إقراءاً وشرحاً ودرساً , له شروح وله أيضاً أشرطة كثيرة سجل فيها لكثير من أهل العلم في هذه البلاد فلهم عناية بهذا الكتاب عناية فائقة , شرحه الشيخ منصور بن يونس بن إدريس البهوتي في كتابه " الروض المربع " وهذا الكتاب من أشهر الكتب التي تُقرأ في هذه البلاد , وعلى هذا الشرح حواشي للشيخ عبدالله أبابطين , وهي حاشية مطبوعة , وللشيخ عبدالله العنقري كذلك حاشية مطبوعة , وللشيخ عبدالرحمن بن قاسم حاشية اكتسحت الحواشي السابقة , فأدخلت فوائدها وزبدها فيها , وطبعت في سبعة مجلدات بعناية الشيخ عبدالله بن جبرين , " الزاد" عليه تعليقات منها " كلمات السداد " للشيخ فيصل بن مبارك , والشيخ محمد بن عبدالله الحسين آل أبا الخيل له حاشية وتعليقات على الزاد طبعها مع كتاب له سماه " الزوائد " جرد فيه زوائد " الإقناع " على الزاد , وكتب عليه حاشية وطبع الأربعة الزاد بحاشيته والزوائد بحاشيته , طبع في مجلد كبير باسم " الزوائد ". الشيخ صالح البليهي أيضاً له حاشية نفيسة مهمة في الباب اسمها " السلسبيل في معرفة الدليل " , عني الشيخ بالدليل رحمه الله تعالى عناية فائقة , وأيضا عني ببيان حكمة التشريع. وبيان محاسن الشريعة وضرر العمل بالقوانين الوضعية , وحلاه باختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية , وابن القيم , والشيخ محمد بن عبدالوهاب , وأئمة الدعوة , والشيخ محمد بن إبراهيم , والشيخ ابن باز أيضاً فقد ذكر بعض اختياراته , وأيضا ذكر بعض اختيارات - وإن كانت قليلة - شيخه الشيخ " صالح الخريصي" هذا شيخنا قرأنا عليه قديماً وشيخ للشيخ البليهي رحمه الله. إضافة إلى ذكر أقوال الأئمة الأربعة والظاهرية وغيرهم , فالكتاب أقرب ما يكون استدلال " للزاد " وبيان لمذاهب الأئمة الذين وافقوا المذهب وخالفوه.
وكوننا ننصح طالب العلم بقراءة هذه الكتب المختصرة والعناية بها , لا يعني أننا نظنها كتب معصومة من الخطأ , إذا ضربنا على سبيل المثال: " الزاد " الذي بين أيدينا فيه اثنتان وثلاثون مسألة خالف فيها المذهب , وخالف القول الراجح في مسائل. لكن لا يعني هذا أننا نجعل طالب العلم مربوط بهذه الكتب يعمل بها. لا نقول أن من حفظ " الزاد " وفهم " الزاد" صار حكما على العباد , كما يقوله بعض المغرضين الذين يروجون للتهوين من شأن كتب الفقه لأنه ظهرت دعوة تتضمن التهوين من الفقهاء وكتب الفقه , والأخذ مباشرة من الكتاب والسنة. نقول: إن الأصل الكتاب والسنة , ونحن نتدين بما جاء في كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم , لكن هذه الكتب المختصرة تخرج عليها طالب العلم , بمعنى أنه يجعلها عناصر أو خطة بحث يأتي إلى هذا الكتاب فيأخذ مسائله. المسألة الأولى في هذا الكتاب يصور المسألة ويتصور المسألة تصويراً دقيقا من خلال فهمه من قراءة على شيخ , أو نظر في شرح أو حاشية , أو سماع أشرطة , المقصود أن يتصور هذه المسألة تصوراً دقيقاً , ثم بعد ذلك يستدل لصاحب الكتاب على هذه المسألة , ثم بعد ذلك ينظر من وافق من الأئمة صاحب الكتاب في هذه المسألة , ثم بعد ذلك ينظر من خالف , وينظر في دليله ويوازن إذا تأهل للموازنة , ويرجح إذا صار أهلا للترجيح , وبهذا يخرج عالماً ولا أقول طالب علم. إذا أمكن قراءة كتاب كامل بهذه الطريقة , وقد تأهل لذلك بالإخلاص التام لله عز وجل فقصد بتعلمه نفع النفس , أولاً وأن يعبد الله جل وعلا على مراده , وأن ينفع الآخرين بهذه النية الصالحة , وجاء مع الجادة وسلك الطريق الذي ذكرناه , ومع ذلكم احترم أهل العلم وأدى ما يجب عليه تجاه النصوص من احترام , وجعلها هي النبراس الذي يُستضاء به , ومع ذلكم جُبِل وفُطِر على حافظة قوية تسعفه عند الحاجة , وفهم يسعفه لتصوير المسائل فسوف بإذن الله يبلغ.
¥