ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[15 Nov 2006, 01:39 م]ـ
الاخ الكريم ..
اذا كنت فهمت سؤالك بشكل صحيح - فالفرد الامريكي ليس من يتبرع هنا - بل المؤسسات الكنسية التي تاخذ الاموال من الفرد
و هي مؤسسات لها دور مهم و لكنها في الوقت نفسه لا تلعب دورا كالذي يلعبه الاعلام مثلا
الفرد الامريكي يذهب الى الكنسية- بنسب عالية مقارنة باوروبا- مثلا لكن ذلك لا يؤثر على نمط حياته
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[15 Nov 2006, 05:24 م]ـ
نعم حضرتك فهمت سؤالي وإن كنت أنا لا أدري بالضبط النظام الحادث هناك.
والذي أقصده أنه مع الذاتية هو يَخْرج من جيبه مالاً ينفق لشيء لا يعود على ذاته وإنما لعقيدته.
وهي التي أظن أنه لا ينبغي أن تسقط من الاعتبار لعلو ذاته عند نفسه، فهو أيضًا له عقيدة وينفق لها ولا يستعجل رؤية نتيجتها.
وسؤالي سؤال متعلم فقط جمع بين رؤية لأستاذ وشيء في صدره فسأل.
وجزاكم الله خيرًا على اتساع الصدر
والسلام عليكم
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[17 Nov 2006, 08:00 ص]ـ
اشكرك لمتابعتك اخي الكريم و لست سوى شخص ينقل لكم بعض ما قرأ
ارجو ان اتمكن من نقل مقتبسات من كتاب"الفردوس المستعار" لتوضيح الفكرة اكثر
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[17 Nov 2006, 08:08 ص]ـ
من كتاب "الفردوس المستعار و الفردوس المستعاد"للدكتورأحمد خيري العمري دار الفكر دمشق2006 -
الثابت الثاني- الفردية
لكن الفردوس المستعار، ليس مجرد ثابت واحد وحجر واحد، إنه مجموعة ثوابت، وبناء ضخم، أقر أن كل أحجار بناءه وأركانه مرتبطة بالثابت الأول، وبحجر "الأساس".
لكن الأمر أعقد من مجرد "إيمان بالمادة".
*****************
فلنرجع الآن الى تلك السفينة التي عبرت المحيط بإتجاه ذلك الفردوس الجديد، الذي تصورت أنه سيكون بديلاً عن "الفردوس القديم".
لنرجع الى ذلك الآدم الجديد، الآدم الأمريكي، الذي خاض مغامرة عبور المحيط من أجل تشكيل العالم الجديد- لقد تشكل هذا العالم عبر هذا الآدم، وشكل هذا الآدم عبر هذا العالم، كل منهما شكل الآخر، وكل منهما كان إنعكاساً للآخر ..
.. لقد عرفنا أن دوافع هذا الآدم كانت "مادية جداً"، وهو أمر مفهوم ولا أتصور أن أحداً سيجادل فيه. أن موجة البرد التي ضربت محصول البطاطا في إيرلندا هي التي دفعت أكبر موجة للمهاجرين منها عبر المحيط، إنه الحلم بمناجم الذهب، وبالأرض الخصبة الخام .. وبذلك المناخ المعتدل الذي يساعد على الإنتاج الزراعي الوفير.
نعم، كانت تلك الدوافع الأولى مادية جداً- وقد إنعكست هذه الدوافع، بشكل أو بآخر، فلسفياً وفكرياً، على الإيمان بالمادة كالثابت الأول أو بإعتبارها "الرقم واحد" في سلم الأولويات .. ، وإتضح ذلك أيضاً في أدلجة السلوك النفعي المرتبط بالمصلحة المادية المباشرة (كما حدث مع البرغماتية، الأمريكية 100%)، .. وإتضح أكثر في أدلجة مجتمع الغابة وإعطاء الشرعية لإلتهام القوي للضعيف عبر مفهوم "البقاء للأصلح" (كما حدث مع الدارونية الإجتماعية).
نعم، النزعة المادية، ستظل في المرتبة الأولى ..
لكن ليس هذا كل شيء.
فالآدم الأمريكي، الذي خاض المحيط من أجل الوصول الى أرض أحلامه، كانت لديه شيء أكثر من مجرد "النزعة المادية" .. ، وليس كل من ضربه البرد أو الجفاف ركب البحر و هاجرالى امريكا ..
لكن هذا الآدم كانت لديه صفة أخرى .. أعمق، وأكثر تعقيداً، ربما لم تكن ظاهرة في البداية، لكنها بالتدريج، صعدت على السطح، وأصبحت أكثر بروزاً وهيمنة.
كان لديه، إحساساً عميقاً بنفسه، إحساساً عميقاً بتميزه.
روح المغامرة التي جعلته يعبر المحيط – هي في حقيقتها- إحساساً عميقاً بفرديته .. إحساساً عميقاً بكونه "فرد" مختلف و متمايز ومنفصل عن المجتمع ..
وهذا الشيء سهل عليه أمر تلك المغامرة. إنه لم يشعر بأن جذوره عميقة في المجتمع وراءه، ولذلك فهو "فرد"، وهو لم يهاجر من أجل مجتمعه، أو من أجل تحسين ظروف مجتمعه الأصلي، إنه فرد- وهجرته كانت من أجل تحسين ظروف هذا الفرد حصراً، حتى لو إصطحب عائلته معه، فالأمر هنا يتعلق بعائلة الفرد، إثنان أو ثلاثة أو عشرة "أفراد" ملتحقين .. لكن ليس المجتمع خلفه ..
¥