تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لماذا تنتصر الهوامش على المتون، وهل ارتبطت المؤسسة التقليدية بالسلطة [السياسية أو المالية] فآثرت إغراق الناس في التفاصيل كي تلفت الأنظار عن احتكار السلطة أو المال [مقابل فتات وطموح الصعود إلى فئة أعلى وعدت به اليد الخفية!!] أم الأمر مجرد خطأ فني .... لايهم فالنتيجة واحدة!

إن الإسلام لا يترك مسألة توزيع الثروة والتوازن الاقتصادي والعدالة الاجتماعية من دون تدخل!

[إن الإسلام أيها الناس يتدخل، نعم يتدخل في توزيع المال]، ((كي لايكون دولة بين الأغنياء منكم)).

الإسلام يتدخل لإيجاد توازن اجتماعي ويقلص الفجوة بين الأغنياء والفقراء ... شاء آدم سميث أم أبى ... فالتدخل من أركان الإسلام وليست الزكاة التي يطلبها الإسلام من الغني ويعطيها الفقير هي 2.5% أو العشر أو نصف العشر .. الزكاة هي نقطة التوازن وهي حق معلوم وشعيرة عبادة ويد ظاهرة في إقامة الحق، وعندما تتخلف الزكاة لسبب ما، فإن في المال حقاً سوى الزكاة، والتي تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم كما جاء عن النبي الهادي صلى الله عليه وآله وسلم.

لايمنع الإسلام الملكية الفردية بل يصونها [وإلى حد الأمر بقطع يد من يعتدي عليها]، ولكنه لا يجعلها وحشاً كاسراً يلتهم كل مافي طريقه، ولا يضع الإسلام حداً أعلى للملكية الفردية ولكنه لايسمح أبداً بالهبوط في الحاجات الأساسية حتى لأفقر العباد [ ... (فما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جواره وهو يعلم) وهي ليست فلسفة خيالية بل بعدٌ تنفيذي صارم حريص على حقوق المستضعفين: (فمن أعطى الزكاة مؤتجراً فله أجره ومن منعها فإنا آخذوها وشطر مال، عزمة من عزمات ربنا لايحل منها لآل محمد شيء) .. كما ورد عن النبي الهادي].

ليست الزكاة فضلاً من الغني بل واجباً شرعياً، وليس لأحد مال فالمال مال الله ونحن مستخلفون فيه، والزكاة صمام أمام، وتسديد لدين المجتمع على كل فرد منا، والأنا في الإسلام تبرز بقوة لتندغم في الجماعة لا لتلتهمها، فالفرد للجماعة والجماعة للفرد والكل للإسلام!

نمو الرأسمالية يتجه نحو المال، ونماء الإسلام يتجه لما هو أكرم، يتجه إلى الإنسان، ولن يكون في مجتمع الإسلام طبقة 1% تلتهم كل شيء، لأن الكل يتدخل: الغني والفقير فيحصل التوازن في الأرض قبل أن تحويه جنة السماء.

فردوسنا أيها المسلمون مضمون على الله ((إن لك ألا تجوع فيها ولاتعرى * وأنك لاتظمأ فيها ولا تضحى)) طه:20/ 118 - 119. وليس ذلك فقط في الفردوس الأخير بل بدايته الفر دوس الأرضي الذي تظلله التقوى ويحفه الإيمان.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير