182 في ربعة فمشط عاج فكحلة سواك مقص مرآة كان له
صفته صلى لله عليه وعلى آله وسلم
183 صفته حسب ما قد نقلا كان وضيئا ربعة معتدلا
184 بعيد ما بين منكبين ذا افلج باه ضليع الفم أشنب
185 أبيض لن مشربا بحمرة لم يبلغن في الشيب عشري شعرة
186 شعره يبلغ شحمي أذنه كالبدر وجهه وفوق حسنه
187 أسهل خد واسع الجبين أدعج عينين أقنا العرنين
188 أجمل خلق أكمل المروة في كتفه خاتم النبوة
خلقه وشيمه صلى الله عليه وعلى آله وسلم
189 كان النبي خلقه القرآن هو لما يغضبه غضبان
190 وهو لما يرضاه راض وهو لم يكن لأجل نفسه بمنتقم
191 واشجع الورى وأجود الملا ما قال لا قط لشيء سئلا
192 لم يبت في بيته من درهم وكيف وهو منه أصل الكرم
193 لم يدخر شيئا سوى لأهله أيسر ما يوجده من سهله
194 تمرا شعيرا ثم منه يؤثر فربما احتاج لما يدخر
195 وأصدق الناس وأوفى ذمة أهنى عريكة وأعلى همة
196 أجلهم أشدهم حياء أخشعهم أعظمهم غناء
197 أعفهم أشدهم إكراما لصحبه يبدؤهم سلاما
198 لم يتقدم ركبتاه أحدا في مجلس ومن يغب تفقدا
199 يعود من مرض من غاب دعا له ومن مات عليه استرجعا
200 ومن يكن ظن أنه وجد في نفسه شيئا لبيته يفد
201 ويبسط ويستضيف إن يضف يكرم أهل الفضل مع أهل الشرف
202 وليس يطوي بشره من أحد يجي جميلا من يجيء بالردي
203 يقول لا تمشوا ورائي واجعلوا ظهري للأملاك أي تستقبل
204 وإن يكن يركب لا يدع من يكون ماش معه أو يحملن
205 فإن أبي قال تقدمني إلى مكان ما تريده حتى أصلا
206 يخدم من خدمه لا يعتلي على العبيد والإما في مأكل
207 أمره في الشاة إذ صح الخبر في جمعه الحطب وهو في السفر
208 كذاك حيث للصلاة نزلا ثم أتى ناقته ليعقلا
209 وكان لا يجلس أو يقوم إلا على ذكر وذا معلوم
210 وكان يحث ما انتهى إلى نفر يجلس حيث ما انتهى به المقر
211 وكان يعطي كل شخص جالسه نصيبه باللطف والمؤانسة
212 وكان لا يقوم أن يقعد أحد إليه حتى ينهض الذي قعد
213 وإن طرا أمر لديه استأذنا وفي أموره يرى التيامنا
214 وعند خلعه اليسار أولا جلوسه أكثره مستقبلا
215 وكان لا يقابلن أحدا بما له يكره وقتا أبدا
216 ولم يكن محتقرا فقيرا لفقره وإن يكن صغيرا
217 ولم يعظم ذا غنى لملكه ولا يهاب ملكا لملكه
218 ولم يعب شيئا من الطعام ويبسط الضيوف بالإكرام
219 ويحفظ الجيران بالإنعام واكثر الناس من ابتسام
220 ولم يكن يمضي إليهم ساعة في غير ما لله فيه طاعة
221 ولم يخير بين أمرين معا إلا ويختر الأخف الأطوعا
222 يرقع ثوبه ويحصف نعله ويركب الفرس ثم بغله
223 كذا الحمار ووراء يردف لصدره من البكاء يسمع
224 يصوم الإثنين مع الخميس مع بيض وعاشروا وغالب الجمع
225 تنام عيناه وعين قلبه يقظة ينظر وحي ربه
226 ينفخ إن نام ولا يغط ولم ينم جميع ليل قط
227 بل قائم حتى تورم القدم لكن كل الليل لم يكن يقم
خصائصه صلى الله عليه وآله وسلم
228 ولم يكن للصدقات يأكل أما الهدية فكان يقبل
229 لكن يكافي ربها عليها مع عدم احتياج إليها
230 وكان يعصب على البطن الحجر جوعا ليقتدي بفعله البشر
231 هذا وقد جاءت له مفاتح خزائن الأرض وذاك واضح
232 وأكل الدجاج والحباري والخبز بالخل وقد اشارى
233 في قوله نعم الإدام الخل وبالاصابع الثلاث الأكل
234 وأكل البطيخ والقثاء برطب واتبع الدباء
235 وكان للحلوى يحب والعسل كذا ذراع الشاة حتى قد اكل
236 والتمر بالزبد ويشرب اللبن أحب لبسه حبيرات اليمن
237 ولبس الكتان ثم الصوفا أحيانه وانتعل المخصوفا
238 أحب ثوب عنده القميص والبيض والخضر هما مخصوص
239 ويلبس الخاتم يمنى الخنصر وربما لبسه في الأيسر
240 وربما ربط فيه خيطا لاجل ذكر حاجة تعنيه
241 كان يحب الطيب والنساء وطيبه المسك إذا ما شاء
242 لا يترك الثياب من بخور بخوره العود مع الكافور
243 يواطب الكحل بكحل الإثمد ويكثر الدهن براس ويد
244 لا يترك السواك عند نومه وبعد هبة وعند قومه
245 يمزح لكن لا يقول إلا حقا وكم منقبة وفضلا
معجزاته صلى الله عليه وسلم
246 من معجزاته أتى القرآن أعظم به فإنه برهان
247 وشق صدره كذا انشق القمر له بلا شك وقد رأى البشر
248 أخباره عن شأن بيت المقدس والعير وهو حاضر في المجلس
249 ومن قريش قد تعاقد الملا وكلهم خلف أن سيقتلا
250 فعندما بدا لهم وخرجا لم يرفع الرؤوس حتى درجا
¥