تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

{لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً (ال عمران28)}

جمع الخازن فى هذه الآية ما أنتجه عقول المفسرين فى أسلوب جامع محكم ونرى ذلك حين نطالع قوله (نهى المؤمنين عن موالاة الكفار ومداهنتهم ومباطنتهم إلاّ أن تخافوا منهم مخافة., إلاّ أن يكون الكفار غالبين ظاهرين , أو يكون المؤمن في قوم كفاراً فيداهنهم بلسانه وقلبه مطمئن بالإيمان دفعاً عن نفسه من غير أن يستحل دماً حراماً أو مالاً حراماً أو غير ذلك من المحرمات , أو يظهر الكفار على عورة المسلمين والتقية لا تكون إلا مع خوف القتل مع سلامة النية قال الله تعالى: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) , ثم هذه التقية رخصة فلو صبر على إظهار إيمانه حتى قتل كان له بذلك أجر عظيم , وأنكر قوم التقية اليوم قالوا: إنما كانت التقية في جدة الإسلام قبل استحكام الدين وقوة المسلمين , فأما اليوم فقد أعز الله الإسلام والمسلمين فليس لأهل الإسلام أن يتقوا من عدوهم.

قال يحيى البكاء: قلت لسعيد بن جبير في أيام الحجاج: إن الحسن يقول: التقية باللسان والقلب مطمئن بالإيمان فقال سعيد: ليس في الأمان تقية إنما التقية في الحرب.

وقيل: إنما تجوز التقية لصون النفس عن الضرر لأن دفع الضرر عن النفس واجب بقدر الإمكان) ويحذركم الله نفسه (أي ويخوفكم الله أن تعصوه بان ترتكبوا المنهي أو تخالفوا المأمور به أو توالوا الكفار فتستحقوا عقابه على ذلك كله.

) وإلى الله المصير (يعني أن الله يحذركم عقابه إذا صرتم إليه في الآخرة.) (لباب التأويل1/ 336)

فإذا نظرنا إلى القرطبى وجدناه يأخذ جزء من الكلام وعرضه فى:

1:- قال ابن عباس: نهى الله المؤمنين أن يلاطفوا الكفار فيتخذوهم أولياء؛ ومثله {لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ} [آل عمران 118]

2:- قال معاذ بن جبل ومجاهد: كانت التقية في جدة الإسلام قبل قوة المسلمين؛ فأما اليوم فقد أعز الله الإسلام أن يتقوا من عدوهم. قال ابن عباس: هو أن يتكلم بلسانه وقلبه مطمئن بالإيمان، ولا يقتل ولا يأتي مأثما. (الجامع لأحكام القرآن4/ 57)

وهذا عين ما قاله الخازن ملتزما بمنهجه من جمع المتفرق وإسقاط السند وحذف الحشو.

وإذ ذهبنا الى أستاذ مدرسة المعتزله نجده يقول أن الله نهاهم فى أكثر من موضع أن يوالوا المشركين لمحبه أو صداقه ثم يقول (والمحبة في الله والبغض في الله باب عظيم وأصل من أصول الإيمان (الكشاف1/ 380)

وهذا ما أورده الخازن (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء يعني أنصاراً وأعواناً من دون المؤمنين يعني من غير المؤمنين , والمعنى لا يجعل المؤمن ولايته لمن هو غير مؤمن نهى الله المؤمنين أن يوالوا الكفار أو يلاطفوهم لقرابة بينهم أو محبة أو معاشرة , والمحبة في الله والبغض في الله باب عظيم وأصل من أصول الإيمان) (لباب التأويل1/ 336)

كما نجد جزءً آخر عند الطبرى (لا تتخذوا، أيها المؤمنون، الكفارَ ظهرًا وأنصارًا توالونهم على دينهم، وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين، وتدلُّونهم على عوراتهم، فإنه مَنْ يفعل ذلك ="فليس من الله في شيء"، يعني بذلك: فقد برئ من الله وبرئ الله منه، بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر ="إلا أن تتقوا منهم تقاة"، إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم، فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم، وتضمروا لهم العداوة، ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر، ولا تعينوهم على مُسلم بفعل (جامع البيان في تأويل القرآن6/ 313)

يصور نهى الله للمسلمين ألا يولوا المشركين إلا عند الخوف من سلطانهم وتكون الولاية باللسان لا بالقلب بعدما يورد بعض المواقف من الصحابه تبرهن هذا الكلام مما قد أورده الخازن ويزيد عليه بعض المواقف (ومجمل القول فى جامع البيان في تأويل القرآن6/ 317:313)

ومن ثم فقد جمع الخازن أطراف الموضوع جمع العالم بكهنة الأشياء الخبير بأصول الجمع والتأليف فقد ضم خلاصة القرطبى والزمخشرى والطبرى فى اسلوب مبسط شمل تجلية كل واحد عن الآخر.


المثال الثانى:-
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير