{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31الحج)}.
نجد أن لكل واحد من المفسرين نكهته التى يضيفها للعمل فيسمه بميسمه ولو نظرنا الى تفسير تلك الآية وجدنا للزمخشرى نقطة ينفرد بها عن الطبرى, أو الرازى الذى يشاركه فى المدرسة العقليه ومن ثم نجد ان تجميع تلك النقاط المنيره فى تفسير واحد وضمه فى قالب كالدرع الموشى فإنه صنيع العالم بمداخل العقول الفاطن لمكان الرحيق من الزهور.
فإذا نظرنا الى (جار الله محمود) فى ذلك وجدنا تجليته فى (من أشرك بالله فقد أهلك نفسه إهلاكاً ليس بعده نهاية، بأن صور حاله بصورة حال من خرّ من السماء فاختطفته الطير، فتفرق مزعاً في حواصلها، أو عصفت به الريح حتى هوت به في بعض المطاوح البعيدة. وإن كان مفرقاً فقد شبه الإيمان في علوه بالسماء، والذي ترك الإيمان وأشرك بالله بالساقط من السماء، والأهواء التي تتوزع أفكاره بالطير المختطفة (الكشاف3/ 157).
وقال الطبرى (فهكذا مثَل المشرك بالله في بُعده من ربه ومن إصابة الحقّ، كبُعد هذا الواقع من السماء إلى الأرض، أو كهلاك من اختطفته الطير منهم في الهواء. (جامع البيان 18/ 620).
وقال القرطبى (أي هو يوم القيامة بمنزلة من لا يملك لنفسه نفعا ولا يدفع عن نفسه ضرا ولا عذابا، فهو بمنزلة من خر من السماء , فهو لا يقدر أن يدفع عن نفسه. ومعنى {فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ} أي تقطعه بمخالبها (الجامع لأحكام القران13/ 55).
وذا طالعنا الخازن وجدناه حوي هذا كله فى تركيب جميل (أنّ من أشرك بالله بعيد من الحق والإيمان كبعد من سقط من السماء فذهبت به الطير أو هوت به الريح فلا يصل إليه بحال وقيل شبه حال المشرك بحال الهاوي من السماء لأنه لا يملك لنفسه حيلة حتى يقع حيث تسقط الريح فهو هالك لا محالة.
إما باستلاب الطير لحمه أو بسقوطه في المكان السحيق.
وقيل معنى الآية من أشرك بالله فقد أهلك نفسه إهلاكاً ليس وراءه إهلاك بأن صور حاله بصورة حال من خر من السماء فاختطفته الطير ففرقت أجزاءه في حواصلها أو عصفت به الريح حتى هوت به في بعض المهالك البعيدة.
وقيل شبه الإيمان بالسماء في علوه والذي ترك الإيمان بالساقط من السماء والأهواء التي توزع أفكاره بالطير المختطفة والشياطين التي تطرحه في وادي الضلالة بالريح التي تهوي بما عصفت به في بعض المهاوي المتلفة. (لباب التأويل5/ 17)
فقد صاغ لنا الخازن أسلوب الزمخشرى والذى يوافقه أسلوب الرازى وأضاف إليه فحوى كلاً من القرطبى والطبرى فقد حوى المثال بأكثر من احتمال فى تأويله معتمدا على بصيرته فى جمع الآراء وصياغتها.
المسأله الثالثه:- شرح شىء كان غامضاً
المثال الأول:-
نجد أن هناك فى القرآن الكريم 29 سوره تبدأ بالحروف بدءً من البقره وإنهاء بالقلم وقد تركت تلك الحروف فى معظم التفاسير تحت قول أنها حروف ابتدأ بها العلى القدير ليثبت للكفار أن القرآن من نفس لغتهم واورد آخلاون انها تحوى اسم الله الأعظم وقال آخرون أن لها معانى وسنعرض بعض الآراء فى ذلك:
1:- الحروف التي بنى عليها كلام العرب تسعة وعشرون حرفا وعدد السور التي افتتح فيها بذكر الحروف ثمان وعشرون سورة وجملة ما ذكر من هذه الحروف في أوائل السور من حروف المعجم نصف الجملة وهو أربعة عشر حرفا ليدل بالمذكور على غيره وليعرفوا أن هذا الكلام منتظم من الحروف التي ينظمون بها كلامهم. (إعجاز القران44)
2:- أسماء مسمياتها الحروف المبسوطة التي منها ركبت الكلم فقولك ضاد اسم سمي به ضه من ضرب إذا تهجيته وكذلك را با أسمان لقولك ره به وقد روعيت في هذه التسمية لطيفة وهي أن المسميات لما كانت ألفاظا كأساميها وهي حروف وحدان والأسامي عدد حروفها مرتق إلى الثلاثة اتجه لهم طريق إلى أن يدلوا في التسمية على المسمى فلم يغفلوها وجعلوا المسمى صدر كل اسم منها كما ترى إلا الألف فإنهم استعاروا الهمزة مكان مسماها لأنه لا يكون إلا ساكنا (الكشاف1/ 63).
3:- روي عن ابن عباس وعلي: أن الحروف المقطعة في القرآن اسم الله الأعظم، إلا أنا لا نعرف تأليفه منها. (الجامع لأحكام القرآن1/ 155)
4:-قسم أقسمه الله وهو من أسمائه (الدر المنثور فى التفسير بالمأثور1/ 57)
¥