تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

5:- أنها أسماء السور وهو قول أكثر المتكلمين (مفاتح الغيب2/ 6)

6:- هو فَواتحُ يفتح الله بها القرآن. (جامع البيان1/ 205)

وبعد كل تلك الآراء نجد ان الخازن فى بداية كلامه عن هذا الخلاف يستقر على عبارة (إن حروف الهجاء في أوائل السور من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه , وهي سر الله في القرآن , فنحن نؤمن بظاهرها , ونكل العلم فيها إلى الله تعالى , وفائدة ذكرها طلب الإيمان بها قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه , في كل كتاب سر وسر الله في القرآن أوائل السور وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه إن لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي.

وأورد على هذا القول بأنه لا يجوز أن يخاطب الله عباده بما لا يعلمون , وأجيب عنه بأنه يجوز أن يكلف الله عباده بما لا يعقل معناه كرمي الجمار فإنه مما لا يعقل معناه؛ والحكمة فيه هو كمال الانقياد الطاعة فكذلك هذه الحروف يجب الإيمان بها ولا يلزم البحث عنها. (لباب التأويل1/ 26).

فقد اطمأن قلبه لهذا الحكم وأتى بالحجة الدامغه ليرد بها على المعتزله الذين أنكروا هذا القول , وهذا هو منهجهم الذى يحتم تقديم البرهان العقلى إذا اختلفت الأدلة. (قضية التأويل عند الغزالى190)

ويؤكد فى موضع آخر أن تلك الآيات من متشابهات القران وان جعل الله القران كله معلوم لهم لما آمنوا (إن المحكم ما لا يحتمل من التأويل إلاّ وجهاً واحداً والمتشابه ما يحتمل أوجهاً وروي ذلك عن الشافعي وقيل إن المحكم سائر القرآن والمتشابه هي الحروف المقطعة في أوائل السور. (لباب التأويل1/ 319) ,وبالتالى فان الله قد نثر لهم من جنس كلامهم مالم يعلموه وهم أساطين الكلام ,وهذا ما استقر عليه النسفى ان رب العزه تحداهم به ليظهر عجزهم. (مدارك التنزيل 1/ 7) ولكل نبى عجزه ومعجزة الرسول هى القرآن ذلك تحداهم الله أنيأتون بمثله ويستعينوا بما شاءوا, ومن ثم فان هذا من الإعجاز اللغوى فى القرآن وهو تحديهم للعرب فيما نبغوا فيه (معجزة القرآن13)

لكنه بعد حكمه هذا وكأنه استقر عليه نجده فى أول سورة الأعراف يورد قول ابن عباس أن الله أفضل, و أول يونس قال أن الله يرى وهكذا سار فى باقى التسع وعشرين.

ويسير على نهج خلاف ما اهتدى إليه فى أول السور (البقره, أل عمران) فراح يصيغ معنى لكل سوره وان لم يجد قال السوره المسماه ب (الر، المص ....... )

وبالتالى فان الخازن بعدما شرح لنا هذا الغامض رجع ليضعنا فى حيرة من موقفه الى أى رأى هو ينتمى وتركه غامضا كما كان.


المثال الثانى:-
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (الحج52)}
فتفسير هذه الآية من غوامض القرن والتى نجد فيها لغط كثير وانقسام بين كلا من المفسرين وشراح الحديث والمتكلمين ونجد ان الخازن يطالعنا بالقصه التى يرويها معظم المفسرين فى أول تفسيره لتلك الآية ثم يعرض علينا بعض الآراء ويخرج بمجمل (حاصل هذا أن الغرض من هذه الآية أن الأنبياء والرسل وإن عصمهم الله عن الخطأ في العلم فلم يعصمهم من جواز السهو عليهم بل حالهم في ذلك كحال سائر البشر والله تعالى أعلم. (لباب التأويل5/ 24).
وبعرض قوله (ألقى الشيطان على لسانه ما كان يحدث به نفسه ويتمناه تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى.) (نفسه5/ 22) كيف يكون هذا من رسول الله وهو معصوم وقال فيه الله فى نفس السوره {وما ينطق عن الهوى} (النجم3).والقرآن {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} فصلت42
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير