تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم يسرد لنا الأحداث ليصل بنا إلى العقده وهى ولادة مريم وخوفها من أهلها فنجده يقول (قيل إن يوسف النجار احتمل مريم وابنها عيسى إلى غار فمكث فيه أربعين يوماً حتى طهرت من نفاسها , ثم حملته إلى قومها فكلمها عيسى في الطريق فقال: يا أماه أبشري فإني عبد الله ومسيحه , (لباب التأويل4/ 244).,فإذا نظرنا للإنجيل وجدناه يقول (قال الرجال الرعاة بعضهم لبعض لنذهب الآن إلى بيت لحم وننظر هذا الأمر الواقع الذي أعلمنا به الرب. فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا في المذود. (إنجيل لوقا8)

ليصل بنا الى الحل فى نهاية القصه التى يسردها بتسلسل عقلى موشى ببعض الاعتراضات لبيان الأمور ونجده (فأشارت إليه (أي أشارت مريم إلى عيسى أن كلمهم , قال ابن مسعود: لما لم يكن لها حجة أشارت إليه ليكون كلامه حجة لها , وقيل لما أشارت إليه غضب القوم وقالوا مع ما فعلت أتسخرين بنا) قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبياً (قيل أراد بالمهد الحجر وهو حجرها , وقيل هو المهد بعينه قيل لما سمع عيسى كلامهم ترك الرضاع وأقبل عليهم , وقيل لما أشارت إليه ترك الرضاع واتكأ على يساره وأقبل عليهم وجعل يشير بيمينه) قال إني عبد الله (قال وهب: أتاها زكرياء عند مناظرتها اليهود , فقال لعيسى: انطق بحجتك إن كنت أمرت بها , فقال عند ذلك عيسى وهو ابن أربعين يوماً , وقيل: بل يوم ولد إني عبد الله أقر على نفسه بالعبودية لله تعالى أول ما تكلم لئلا يتخذ إلهاً ...... فلما كلمهم عيسى بذلك علموا براءة مريم ثم سكت عيسى فلم يتكلم حتى بلغ المدة التي يتكلم فيها الأطفال (لباب التأويل4/ 244)

وبعد تتبع القصه بشخصياتها المحوريه:-مريم , ذكريا , يوسف النجار , الطفل) والشخصيات الثانويه:-زوجة زكريا , يحيى) والشخصيات الهامشيه:-أهل مريم

وبتقسيمه الأحداث لمقدمه وعقده وحل وخاتمه بحكمه وهى دعاء عيسى عليه السلام يمكن القول بأن الخازن قد سبق أساتذة القصه القصيره فى القرن العشرين.


المسأله الخامسه: اسقاط الحشو
المثال الأول:-
{فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32يونس)}
وقد علما أن الخازن أخذ على نفسه عهدا أن يوضح تأويل قول الحق بعيد عن الحشو والتطويل فقد وردت هذه الآية فى معرض الحديث عن توبيخ الله للكافرين بعدما عرض عليهم أنعمه عليهم {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (31يونس)} ومن ثم نجد الخازن وضعها مرتبطة بما قبلها {فذلكم الله ربكم الحق} (يعني: فذلكم الذي يفعل هذه الأشياء ويقدر عليها هو الله ربكم الحق الذى يستحق العبادة لا هذه الأصنام) فماذا بعد الحق إلا الضلال (يعني: إذا ثبت بهذه البراهين الواضحة والدلائل القطعية أن الله هو الحق وجب أن يكون ما سواه ضلالاً وباطلاً) فأنى تصرفون (يعني: إذا عرفتم هذا الأمر الظاهر الواضح فكيف تستخيرون العدول عن الحق إلى الضلال الباطل. (لباب التأويل3/ 188).
فإذا رجعنا الى القرطبى وجدنا ه يقحم أحكام أخرى ليس لها علاقه بالموقف القرآني فوجدناه يبدأ بما له صله بالوقف {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ} أي هذا الذي رزقكم، وهذا كله فعله هو. {رَبُّكُمُ الْحَقُّ} أي الذي تحق له الإلوهية ويستوجب العبادة، وإذا كان ذلك فتشريك غيره ضلال وغير حق. (الجامع لأحكام القران8/ 336).
ثم تتداعى المعانى عنده بما بين الحق والباطل (قال علماؤنا: حكمت هذه الآية بأنه ليس بين الحق والباطل منزلة ثالثة في هذه المسألة التي هي توحيد الله تعالى (نفسه)
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير