تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تسجن (عائشة) ويفرج عنها بعد أربعة أيام، وعند خروجها من السجن تذهب إلى غرفة (إبراهيم) ولكنها لاتجده، فتذهب إلى القرية وتتناول الطعام، وإذ بفلسطين تدخل المنزل لتنقل خبر سجن (جابر) لطعنه (إبراهيم) في مدخل مستشفى هداسا، فتنزل (عائشة) من بيت خالها نحو الشارع حاملة حقيبتها، ثم تتصل بأحلام لتطمئن عليه، فتخبرها أنه في غيبوبة، تقفل (عائشة) الخط وتتهجم على السماء صارخة: " أمطري مصائبا ً هيا أمطري مصائبا ماذا عندك أكثر؟ " ثم تسقطت على الشارع، ويرتطم رأسها بالإسفلت وتفقد الوعي وتنقل إلى المستشفى، وترافقها والدتها، ولكن والدتها تعود إلى القرية في اليوم التالي بسبب وفاة أختها (زينب).

تتحسن حالتها فتأخذها أحلام _ تتدرب في المستشفى_ إلى غرفة إبراهيم، تدخل (عائشة) وحدها، فتجده نائماً فتقبله على جبينه، وعند يقظته يجدها بملابس المستشفى فيطلب منها الجلوس بقربه، فتحاول احتضانه، ولكنه يتألم بسبب الجروح، فتبكي (عائشة) لأن ما حصل كان بسببها، ثم تسأله عن أهله وعن غضبهم ليخبرها أنه شرح لهم ما حصل مع (راجي)، فتسأله عن مستقبل العلاقة وتخبره بأنهما لن يكونا معاً بالمعنى الجسدي فيخبرها بأنهما فوق كل هذه الدنيا وخرابها لأنهما يملكان أحلاماً وسوف يحققانها معاً.

وبعد صمت يخبرها أنه سيترك القدس في آخر السنة، فتوصيه أن يجعل القدس فيه أينما ذهب؛ لأن القدس أكبر من أن نرحل عنها ولا نعود، إنها كل شيء، ففيها عرفت نفسها واكتشفت الحقيقة " وأخذا يتذمران من الحياة.

تنهي (عائشة) قصتها "برضاها بالقدر الذي حرمها الزواج من إبراهيم، ولكنها لن ترضى بحكمه على شعبها لذا توصلت الى نفي القدر والرضا بشكل شخصي وعام، فهي صابرة على كل شيء و لكن على الجميع العمل وعدم انتظار (المسيح) لأنه لن باتي ما دام هنالك من ينتظره، بل يجب العمل على أرض الواقع وذلك بتخليص الناس من الظلم والطغيان (الفكري، والطائفي) وهنا نحقق ما نريد وتقول لنفسها في نهاية القصة:"قلت لنفسي في هذه البلاد لا نستطيع إلا أن نتشاءل لكن لا بأس" وهنا تبدو متأثرة بإميل حبيبي في "المتشائل "


ما بين علاء مهنا و شخصياته الروائية: يبدو الكاتب (علاء مهنا) في روايته مختفياً خلف شخصيتي روايته الرئيستين (عائشة وإبراهيم)، فهو يوجه نقده للمجتمع العربي (المسلم، والدرزي) من خلال عائشة الراوية (الضمنية/الذات الثانية للكاتب)،لهذا "تعد الرواية سيرة لراويها (كاتبها) الشاب (علاء مهنا) حيث يقدم الكاتب تصوراً جديداً للذات (العربية/الطوائف)، ويبرز جانباً من النضال الطلابي المشترك (العربي/ اليهودي) لفلسطينيي 48".، ويطرح بجرأة أسئلة صعبة حول انكماش الذات الفلسطينية وتراجعها وقصورها عن مواجهة الآخر (الاحتلال الإسرائيلي)، فالاحتلال سبب رئيس لمعاناة الفلسطينيين ولكن هنالك أسباب أخرى- يبرزها الراوي- تزيد من معاناة الفلسطينيين مثل: الطائفية، والعادات والتقاليد البالية، وتعدد الآراء في المقاومة، وعدم إعطاء المرأة حقوقها. ولهذا يغدو تحرير القدس صعب المنال ".
(عائشة) الساردة المسلمة و (إبراهيم) الدرزي شخصيتان رئيستان في الرواية، تربطهما علاقة حب قوية وتحول العادات والتقاليد دون زواجهما، وهناك شخصيات ثانوية ولكنها تبرز موقفها وتشارك في الأحداث السياسية والاجتماعية، مثل: أحلام وداني والدكتور (ج. ق) وتغريد وابتهال وصافي وراجي والدتها ووالدها (حامد) وخالها مسعود وزوجه وابنته فلسطين، وعمها ابوجابر وزوجه وابنه (جابر) وخالتها (زينب) وأبو إلياس
على الرغم من المصائب التي تحل ب (عائشة/الراوية الضمنية) إلا أنها تبدو ثائرة متمردة على كل القيود: قيود الاحتلال، والمجتمع بعاداته وتقاليده وأفكاره , فتقول الراوية:" لماذا أينما حللت حل خراب، وأينما مشيت سدّ عني الطريق، ولدت لأتحداه فلا أتقبل ما لا يروقني أحيا نفيا لما أرى وأرى البؤس يسكن صدري وصدر بلادي، فها نحن نمر في القدس مرور الكرام لا نحرر أنفسنا من سلطة التخلف ولا من قيد الاحتلال ".
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير