تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم تبدي (عائشة) إعجابها بالدور الذي تقوم به الجمعية اليهودية التي يعمل فيها إبراهيم، حيث تقدم دورات تدريبية جنسية في المدارس الإعدادية في القدس فتقول لإبراهيم: "كثر الله من أمثالهم" وتبدي نقدها للمجتمع العربي المتخلف في تربيته الفاشلة لأبنائه.

أما إبراهيم فيتبنى أفكار عائشة تجاه اليهود والاحتلال فنراه يشارك في المظاهرات ويسجن ويقاوم الاعتقال ولكن موقفه الأبرز كان في أحداث البقيعة. "فالبقيعة قرية يعيش فيها منذ مئات السنين الدروز، والمسلمون، والمسيحيون، واليهود – بسلام، ولكنها تقع تحت خطر التهويد منذ سنين بسبب الجمعيات الصهيونية العالمية التي تقوم بتمويل مشاريع تهويد البقيعة، ويخططون للمستقبل بهدوء دون أن ينتبه أحد، فقد اشتروا بعض البيوت القديمة هناك، ودفعوا أسعاراً هائلة، ملايين (الشواقل) قاموا بذلك بهدوء خلال سنين طويلة حتى أتى أتباع الجمعيات الصهيونية وسكنوا في البيوت فابتدأت التحرشات" والصورة- كما نلاحظ-لم تتغير عما " أشار إليه غسان كنفاني في قصة " الدكتور قاسم يتحدث لإيفا عن منصور الذي وصل إلى صفد (1965م) " فعداء العرب لم يكن مع السكان اليهود العرب بل مع الحركة الصهيونية التي تعمل خلسة وتزرع الأرض فساداً وكراهية".

و يبرز (إبراهيم) في وصفه الحدث نفسه (بعد تقصيه) عدم احترامهم للأديان وذلك باعتداء اليهود (الشرطة) على الخلوة الدرزية. أما وحشيتهم وعنصريتهم فتتجليان باستخدام السلاح ضد المتظاهرين وإصابة الكثير منهم بجراح وعدم استخدام السلاح نفسه ضد المستوطنين في غزة.

ويظهر إبراهيم إدراكه خبث اليهود (الجيش) ومكرهم، عندما أجبروا الجنود الدروز على المشاركة في اقتحام القرية، وذلك لنقل الخلافات والمواجهات بين الدروز أنفسهم، وتحقيق ما يريدون."

أما أحلام "فترفض صهيونية الدولة وتعتبرها العدو الأكبر، ولكنها تدافع عن هويتها وتقاوم الاحتلال من خلال النضال العربي اليهودي المشترك، وتعمل مع كل من لا يعرف نفسه صهيونياً، وترى انه يجب على عرب 48 أن يستقطبوا كل قوى السلام اليهودية الرافضة للصهيونية حتى يغيروا نهج الدولة ويحافظوا على هويتهم الثقافية الفلسطينية، وتؤمن أن الصراع في النهاية صراع طبقي."

وترفض أحلام المقاومة المسلحة وقتل المدنيين من الطرفين وترى أن إسرائيل تميز بين العرب واليهود في ذلك أيضاً حيث عاقبت من قتلوا ناتان زاده -المعتدي على العرب في شفا عمرو - بالسجن، وفي المقابل أظهرت في إعلامها أربعة شبان يهود يفتخرون بقتل الشاب الفلسطيني الذي داس الناس والسيارات الإسرائيلية بالجرافة فظهر الشبان اليهود مفتخرين بقتلهم الشاب العربي متسابقين على تبني قتله "

توظيف القضاء الإسرائيلي في المعركة: حيث ترى أحلام أن مصير الجندي الذي قتل والد عائشة مهم جدا لأنه جزء من مصير الاحتلال، فتبدو (أحلام) مهتمة بالقضاء الإسرائيلي، لأنها تعتبره جزءا من النضال ضد الدولة حيث تقول عائشة عن أحلام:" تقصت أحلام الحقائق وأخبرتني أن الجندي الذي أطلق النار على والدي يقبع في احتجاز بيتي، وأنه سيقدم للمحكمة العسكرية" ولكن (عائشة) لا تقتنع بعدالة المحاكم الإسرائيلية؛لأن الاحتلال لا يعاقب نفسه.

إمكانية الحياة المشتركة مع اليهود الرافضين للصهيونية: تظهر علاقة الحب الجارف لتي تربط أحلام بداني إمكانية الحياة المشتركة بين العرب واليهود غيرالصهاينة، فأحلام تشتهيه وهو كذلك، ولكنهما يقرران إقامة صداقة بعيدة عن العناق والقبل فلا يتنازلان عن بعضهما ولا يكونان معا (جسدياً)، ولذلك ينام داني على سرير آخر في غرفتها "، و من خلال هذه العلاقة يرمي الكاتب إلى إمكانية إقامة سلام بين العرب واليهود في دولتين متجاورتين متعاونتين.

النظرة إلى الذات (العربية)

تظهر الرواية نقدا لاذعاً للمجتمع العربي الفلسطيني بطوائفه، وقد تمثل هذا النقد في شخصية (عائشة/الساردة) المتمردة الناقمة على قيود العائلة والطائفة والعادات والتقاليد والدين والاحتلال، وشخصيات طلابية أخرى، وقد تمثلت في الأوصاف الآتية::

أولاً- الجانب الاجتماعي: وجهت عائشة الكثير من النقد للمجتمع الفلسطيني (المسلم) و (الدرزي)، فالمجتمع الفلسطيني:

1 - شعب خامل ينقرض " وتقول عائشة " وقد أكد ادونيس أننا ننقرض، وأكبر دليل على ذلك أننا نفكر في سياق هذا الانقراض"

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير