· أن الله عز وجل قد أعطى الشفاعة لغير النبي صلى الله عليه وسلم مثل الملائكة والأولياء والأفراط. والدليل حديث أبي سعيد مرفوعاً في صحيح مسلم قال:"فيقول الله تعالى: شفعت الملائكة, وشف النبيون, وشفع المؤمنون, ولم يبق إلا أرحم الراحمين, فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط". فهل تقول أن الله أعطاهم الشفاعة فأطلبها منهم؟ فإن قلت نعم فقد رجعت إلى عبادة الصالحين التي ذكرها الله في كتابه, وإن قلت لا. بطل قولك: أعطاه الله الشفاعة وأنا أطلبه مما أعطاه الله.
الشبهة السابعة:
نحن لا نشرك بالله! ولكن الالتجاء إلى الصالحين ليس بشرك!
الجواب:
· قل له ما هو الشرك؟ فسيقول لك لا أدري. فقل له: كيف تبرئ نفسك من الشرك وأنت لا تعرفه؟
· يقال له أيضاً: لماذا لا تسأل عن الشرك الذي حرَّمه الله تعالى أعظم من تحريم قتل النفس والزنا وأوجب لفاعله النار وحرم عليه الجنة؟ أتظن أن الله حرمه على عباده ولم يُبيِّنه لهم؟ حاشاه ذلك.
الشبهة الثامنة:
الشرك هو عبادة الأصنام, ونحن لا نعبد الأصنام!
الجواب:
· القاعدة: أن حقائق الأشياء لا تتغير يتغير أسمائها, فلا تزول هذه المفاسد بتغير أسمائها كتسمية عبادة غير الله توسلاً وتشفعاً أو تبركاً وتعظيماً للصالحين وتوقيراً فإن الاعتبار بحقائق الأمور لا بالأسماء والاصطلاحات, والحكم يدور مع الحقيقة وجوداً وعدماً لا مع الأسماء.
· دلت الآيات القرآنية على كفر من تعلق أو دعا الملائكة أو الأنبياء أو الصالحين, ومن ثم فلا بد أن يقر بأن الشرك هو عبادة ما سوى الله تعالى, سواء كان صنماً أو شجراً أو نبياً أو ملكاً أو صالحاً.
الشبهة التاسعة:
أن كفار العرب لم يكفروا بدعاء الملائكة والأنبياء, وإنما كفروا لما قالوا: الملائكة بنات الله. ونحن لم نقل أن عبدالقادر ولا غيره ابن الله!!
الجواب:
· أن نسبة الولد إلى الله تعالى كفرٌ مستقلٌ. قال تعالى:"قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد". ومن جحد هذا كفر, ولو لم يجحد السورة.
· قال الله تعالى:" ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله" (المؤمنون:91) ففرَّق بين النوعين وجعل كلاً منهما كفراً مستقلاً.
· قال الله تعالى:" وجعلوا لله شركاء الجن وخَلَقَهُم وخَرَقوا له بنين وبنات بغير علم" (الأنعام:100) ففرَّق بين الكفرين.
· أن الذين كفروا بدعاء اللات مع كونه رجلاً صالحاً لم يجعلوه ابناً لله.
الشبهة العاشرة:
إن الذين كفَّرهم القرآن لا يشهدون أن لا إله إلا الله ويكذبون الرسول وينكرون البعث, ويكذبون بالقرآن ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله, ونصدق القرآن ونؤمن بالبعث ونصلي ونصوم, فكيف تجعلوننا مثل أولئك؟ بمعنى آخر: (أن من أدَّى بعض واجبات الدين لا يكون كافراً ولو أتى بما ينافي التوحيد)
الجواب:
· أجمع العلماء على كفر من آمن ببعض الدين وكفر ببعض الدين.
· أنت تقرُّ أن من جحد الصلاة كفر, أو من جحد الزكاة أو غيرها مما هو معلوم بالدين من الضرورة كفر, فكيف من يجحد التوحيد وهي أعظم من الصلاة والزكاة؟
· أن الصحابة رضي الله عنهم قاتلوا مانعي الزكاة على الرغم من أنهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيمون الصلاة, ولكن هذا لم يكف لإسلامهم.
· إجماع الصحابة على تكفير وقتل من اعتقد في علي رضي الله عنه الألوهية مع دعواهم الإسلام, وحرَّقهم علي رضي الله عنه بالنار.
· إجماع العلماء على كفر بني عبيد (الدولة الفاطمية) مع إظهارهم الإسلام, لفعلهم ما يناقضه.
· لا يُشترط في التكفير الجمع بين مُكفِّرات عدة, وإلا ما معنى تخصيص العلماء باب حكم المرتد؟
· أن الله تعالى كفَّرَ من استهزأ بالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه مع كونهم يؤدون العبادات.
الشبهة الحادية عشرة:
أن بعض أصحاب موسى وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكفروا عندما طلبوا من النبي أن يجعل لهم ذات أنواط مع شناعة طلبهم.
الجواب:
· أنهم لم يفعلوا ما طلبوا, ولا خلاف في أن الذين نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم لو لم يطيعوه, واتخذوا ذات أنواط بعد نهيه لكفروا. قال الشيخ سليمان بن عبدالله رحمه الله في تيسير العزيز الحميد:" إن من أراد أن يفعل الشرك جهلاً فنُهي عن ذلك فانتهى لا يكفُر" ص 185.
¥