تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

· وقد عُذِروا لكونهم حُدثاء عهد بكفر كما ورد في الحديث.

الشبهة الثانية عشرة:

أن من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله لا يحكم بكفره أبداً واستدلوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على أسامة قتل من قال لا إله إلا الله, وكذلك قوله أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله

الجواب:

· أما حديث أسامة رضي الله عنه فإنه قتل رجلاً ادعى الإسلام بسبب أنه ظن أنه ما ادعاه إلا خوفاً على دمه وماله. والرجل إذا أظهر الإسلام وجب الكفُّ عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك. قال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتَبَيَّنوا" (النساء:94) أي فتثبتوا. فالآية تدل على أنه يجب الكف عنه والتثبت فإذا تبين منه بعد ذلك ما يخالف الإسلام قُتِلَ لقوله تعالى "فتبيَّنوا" ولو كان لا يُقتل إذا قالها لم يكن للتثبت معنى. ومثل ذلك الأحاديث الأخر.

· أن النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال تلك الأحاديث السالفة الذكر, قد قال في الخوارج:" أينما لقيتموهم فاقتلوهم" "لئن أدركتُهُم لأقتلنَّهم قتل عاد" مع كونهم من أكثر الناس عبادة, وتهليلاً, حتى أن الصحابة يحقرون عبادتهم عندهم, ولكن لم ينفعهم ذلك لما ظهر منهم مخالفة الشريعة.

· وكذلك قتال الصحابة رضي الله عنهم لبني حنيفة مع أنهم يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله.

الشبهة الثالثة عشرة:

إذا جازت الاستغاثة بالأنبياء في الآخرة فمن باب أولى أن تجوز في الدنيا.

الجواب:

· أن الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه لا ننكرها كما قال تعالى:" فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدُوِّه". ونحن ننكر استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الأولياء أو في غيبتهم في الأشياء التي لا يقدر عليها إلا الله تعالى.

· أن الصحابة رضي الله عنهم قد وقعوا في مصائب جسيمة ووقائع أليمة, ومع هذا لم يُنقل عنهم أنهم قصدوا قبرَ النبي صلى الله عليه وسلم أو قبور كبار الصحابة, بل عملوا المشروع الوارد مثل خروجهم إلى الصحراء في الاستسقاء.

· أن الصحابة رضي الله عنهم لما فتحوا أرض الشام والعراق وغيرهما إذا وجدوا قبراً يُقصد الدعاء عنده غيَّبوه وأخفوه, كما أنهم عندما فتحوا بيت المقدس لم يقصدوا قبر الخليل ولا غيره من الأنبياء عليهم السلام. (التوضيحات الكاشفات للهبدان ص334 - 335 لترى الآثار).

الشبهة الرابعة عشرة:

عرض جبريل على إبراهيم أن يغيثه, فلو كان ذلك شركاً لما فعله!

الجواب:

· أن هذا من جنس الشبهة الأولى, فإن جبريل عرض على إبراهيم أمراً يقدر عليه.

· ويُشبه ذلك رجل غني له مال كثير يرى رجلاً محتاجاً فيعرض عليه أن يُقرضَهُ أو يهبَهُ شيئاً من المال. فيأبى ذلك المحتاج أن يأخذ المال ويصبر حتى يأتيَه رزقُ الله, فأين هذا من استغاثة العبادة والشرك؟؟

وختام الكتاب مسألة عظيمة مهمة يكثر الغلط فيها, فنقول:

التوحيد لا بد أن يكون:

· بالقلب: وهو يتضمن 1 - قول القلب وهو العلم والتصديق والمعرفة 2 - عمل القلب وهو الالتزام والانقياد للتوحيد. والدليل:" ولمَّا يدخل الإيمان في قلوبكم" "كتب في قلوبهم الإيمان".

· باللسان: قول اللسان والدليل قول الله تعالى:" قالت الأعراب لآمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا". وحديث:" أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ... ". إضافة إلى اتفاق المسلمين.

· بالعمل بالجوارح: والدليل قوله تعالى:" وما أُمِرُوا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة". وحديث وفد عبد القيس:"أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وأن تعطوا من المغنم الخمس" متفق عليه. وهو إجماع الصحابة كما نقله الشافعي في الأم.

فهذه الثلاث إذا اختلَّ واحد منها لم يكن العبد مسلماً.

أقسام الناس في التوحيد:

· من علم التوحيد, وعمل به ظاهراً وباطناً فهذا هو المؤمن.

· من عرف التوحيد, ولم يعمل به فهو كافر معاند كفرعون وإبليس وأمثالهما.

· من عمل بالتوحيد ظاهراً ولكنه لا يفهمه ولا يعتقده بقلبه فهو منافق.

· من علم التوحيد وعمل به باطناً لا ظاهراً للإكراه الحاصل عليه فهذا معذور.

مسألة العذر: من الذي يُعذر في الكفر؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير