تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وللقاضي عياض والنووي والعيني وابن الجوزي كلام نفيس عن هذا الحديث أعرضنا عنه استغناء عما ذكره الحافظ آنفاً. ومن أرادها معتدلة فلا يعاشرها، (وذلك لأن مهمتها حنان وعطف، فشبهها بالضلع، والضلع معوج، واعوجاجه يجعله صالحاً لمهمته، فلو كان الضلع معتدلاً ما صلح لمهمته، لأنه خلق هكذا ليحمي قفص الصدر بما فيه من أعضاء لينة رقيقة. إذن فعوجه لأنه مؤد لمهمته. والشاوي، والسعداوي، والمرنيسي يفهمون خلقها من ضلع أعوج على أنه مسبة لها. لا. هذا مناسب لمهمتها، التي خلقت من أجلها، لأن مهمتها حنانية، حملته في بطنها، وحاطته بحنانها وهو في بطنها، فإذا أردنا أن نزن عملها في تكوين النشء نجد أنها أشقى من الرجل، لأنها تتعامل مع نوع لا يستطيع الإبانة عن آلامه، وتلك مهمة صعبة، ومهمتها أطول مهمة في نشأة الأشياء. مهمة المرأة إن أرادت أن تكون أمينة على مهمتها التي خلقها الله لها تحتاج إلى ضعف وقتها الذي تقضيه في هذه المهمة. فالمرأة تتعامل مع الطفل، والإنسان في طفولته يعتبرالمقياس الأعلى للطفولات في الكائن الحي) [141] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn141). ونحن نعتقد ونرى< o:p>

أن النساء رياحين خُلِقن لنا وكلنا يشتهي شم الرياحينِ< o:p>

لكن نرى ونعتقد ذلك عند ما تصبح المرأة امرأة، والرجل رجلاً، أما عند ما تخرج عن فطرتها وطبيعتها وشخصيتها عند ما تزاحم الرجل في رجوليته وهيئته فهي حينها نعتقد فيها ما قاله الشاعر < o:p>

أن النساء شياطينٌ خُلِقن لنا نعوذ بالله من شر الشياطين< o:p>

ومن الأحاديث التي ظنوها سبة للمرأة حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ r، فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ- فقد بين رسول الله r، نقصان عقلها ودينها عند ما- قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ قُلْنَ بَلَى قَالَ: فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا). وهذا الوصف يراد به الصالحات، أما المترجلات من أمثال الشاوي، فوصفها بنقصان العقل والدين لا يستقيم ذلك لأنها في الحقيقة هي بلا عقل ولا دين، ورحم الله من قال: (أما أنتن فلا عقل ولا دين). وكذا من ترى البيت سجناً، والزوج سجاناً، والألاد قيداً، وانفراد زوجها بالعمل والنفقة إذلالاً لها وتحكماً فيها، فتأبى إلا الخروج والامتهان، وترضى بتحكم رئيسها وما يكلفها به من مشاق الأعمال، بينما تأنف من طاعة الزوج ولو بالمعروف [142] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn142). هذا ما أردت كتابته وقوله فإن كان صواباً فمن الله وإن كان غير ذلك فمني ومن الشيطان وأستغفر الله وأتوب إليه. ولم أضع لهذه الرسالة فهرساً لأسباب كثيرة أهمها أنها عبارة عن جواب مختصر. ليس إلا. هذا. وقد يقع في هذه الرسالة ما لا يخلو منه بشر من السهو والغلط ولذلك قيل عن المؤلفات، وحكم الناس عليها: (وفي هذا تتفاوت الأذهان، وتتسابق في النظر إليه مسابقة الرهان، فمن سابق بفهمه، وراشق كبد الرمية بسهمه، وآخر رمى فأشوى، وخبط في النظر خبط عشوا، وأين الدقيق من الركيك، وأين الزلال من الزعاق).< o:p>

وكتبه< o:p>

أبو الفضل عمر بن مسعود الحدوشي < o:p>

فك الله أسره< o:p>

[1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftnref1) انظر: (براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة). للشيخ بكر بن عبد الله. < o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير