2. أو تكذيب بعض ماجاء به النبي عليه الصلاة و السلام، و منه من استهزأ بشيءٍ من دين الرسول عليه الصلاة والسلام، لأنَّ الاستهزاء هو تكذيبٌ مع زيادة معنى السخريَّة، و كذلك من لم يكفر المشركين، أو اعتقد أن أحداً بعد بعثه صلى الله عليه و سلَّم يسعُهُ الخروج على شريعة محمد عليه الصلاة و السلام.
وكذلك من اعتقد أن هدي غير النبي عليه الصلاة والسلام أكمل من هديه أو أن حكم غيره أحسن من حكمه، لأنَّ ذلك دالٌّ على شكِّه و تردُّدِه، و عدم صحَّة إيمانه.
3. بغض الرسول عليه الصلاة و السلام، و من ذلك بغض أصحابه، أو أزواجه، أو الصالحين من أهل بيته، قال عز و جل عن أصحاب النبي عليه الصلاة و السلام: {يعجب الزرَّاع ليغيظ بهم الكفار}، و قال عليه الصلاة و السلام: (بغض الأنصار نفاق).
و من ذلك أيضاً بغض السلف الصالح نقلة الدين و أئمة الهدى.
4. بغض بعض ماجاء به الرسول عليه الصلاة و السلام، و إن عمل به، كمن يبغض الحكم بما أنزل الله، أو يفضل حكم الطواغيت على حكم الله عز و جل، ومن اعتقد أن غير هدي النبي أكمل من هديه، أو أنَّ حكم غيره أحسن من حكمه.
و من علامات بغض ماجاء به الرسول عليه الصلاة و السلام: المسرَّة بانخفاض دين الرسول عليه الصلاة و السلام، كالذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.
و من علامات بغض ماجاء به الرسول عليه الصلاة و السلام: الكراهية لانتصار دين الرسول عليه الصلاة و السلام.
5. موالاة و تولِّي الكفَّار و المشركين، قال تعالى: {و من يتولَّهم منكم فإنَّه منهم}، ومنه مظاهرة المشركين على المسلمين، ومعاونتهم و لو بالإرجاف بين المسلمين.
6. التشكيك في ما هو معلومٌ من الدين بالضرورة، كمن يشكِّك في عدالة الصحابة، أو وجوب الصلاة، أو شكَّك في كفر المشركين، أو أن هدي النبي عليه الصلاة والسلام أكمل الهدي، أو أن حكمه عليه السلام أحسن الحكم.
• واعلم أنَّ هذه المظاهر حين صدرت من مدَّعي الإسلام دلَّت على نفاقه، لكنَّها حين تصدر من كافرٍ] أصلي أو مرتدٍّ مجاهِر فإنَّها تدلُّ على نوع كفره.
الباب الثاني
في
النواقِص
النواقص
1ـ الكفر الأصغر، و هو الذنوب التي وردت تسميتها في الكتاب و السنة كفراً ولم تصل إلى حدِّ الكفر الأكبر، و هو أنواع منها:
أـ كفر النعمة وهو مقابلة نعم الله عز وجل بالمعاصي، قال عز وجل {و ضرب الله مثلاً قريةً كانت آمنةً مطمئنَّة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع و الخوف بما كانوا يصنعون}، وقوله تعالى: {إنَّ الإنسان لظلومٌ كفَّار}.
ب ـ إتيان الكهان و العرافين و المنجمين.
جـ ـ قتال المسلم للمسلم، قال عليه الصلاة و السلام: (سباب المسلم فسوق، و قتاله كفر).
د ـ تكفير المسلم للمسلم.
2ـ الشرك الأصغر و هو: و سائل الشرك (أي: ما كان وسيلةً إلى الوقوع في الشرك الأكبر)، و هو غير مخرجٍ من الملَّة، و ينقسم إلى أنواع:
1: شرك الرياء وهو متعلقٌ بالنيات و المقاصد.
و المقصود يسير (الرياء): و الدليل عليه قوله تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربِّه فليعمل عملاً صالحاً و لا يشرك بعبادة ربه أحداً}، و قال عليه الصلاة والسلام: (من سمَّع سمَّع الله به، ومن يرائي يرائي الله به).
و قال عليه الصلاة و السلام: (إنَّ أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: و ما الشرك الأصغر، قال: الرياء) رواه أحمد و البغوي.
2 ـ إرادة الإنسان بعمله الدنيا، قال تعالى: {من كان يريد الحياة الدنيا و زينتها نُوفِّ إليهم أعمالهم فيها و هم فيها لا يبخسون. أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلاَّ النار و حبط ما صنعوا فيها و باطلٌ ما كانوا يعملون}.
و قال عز و جل: {ومن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة و ما له في الآخرة من خلاق}.
وقال عليه الصلاة و السلام فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد القطيفة، تعس و انتكس، و إذا شيك فلا انتقش) رواه البخاري.
3 ـ شرك التسوية: وهو ما تلفظ به المرء ـ عن غير قصد ـ من ألفاظٍ تحتمل معنى مساواة الله عز وجل بخلقه، فإن قصد مساواة الله عز وجل بخلقه فذلك شرك أكبر.
¥