تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لماذا بنك المعلومات الإسلامي " أمتي "؟]

ـ[سامي التوني]ــــــــ[01 - 04 - 10, 07:24 م]ـ

قبل أن تقرأ ...

[لماذا بنك المعلومات الإسلامي " أمتي "؟]

ذاكرةُ الأمَّة

لماذا تتفتت الأمةُ عند كل خلاف؟

يثور في أذهان المخلصين والمهمومين بمشاكل أمتنا سؤال عجيب: لماذا تتفتت الأمة عند كل خلاف علمي؟

النقاب، الختان، إمامة المرأة، المساواة بين الرجل والمرأة، أحكام تحديد النسل وما سمي بتنظيم الأسرة، فوائد البنوك، ...

لماذا يشعر المتابع أن الأرض تميد تحت أقدام القوم فيفترقون وكأنها لا توجد ثوابت لا تحتمل اختلافا أو انقساما؟

...

في كل يوم يمر بي أزداد يقينا أننا بحاجة ملحة إلى إيجاد كتاب شامل موثوق به يرجع إليه المسلمون فيما يختلفون فيه ليجدوا فيه المعلومة الموجزة الدقيقة المحررة، ويجد فيه الباحثون والمتخصصون مفتاحا منه ينطلقون إلى أبحاث عميقة تجيب على كثير من الأسئلة التي تُدِيْرُ الأمة اليوم في حلقة مفرغة من الجهل والتخبط ..

مثل هذا النوع من الكتب عرفه الناس في هذا الزمان وأسموه بالموسوعات أو دوائر المعارف، لا تهمنا التسميات فليس هذا اللون من التآليف بجديد على المسلمين فقد كان علماء السلف حريصون على الوصول إلى مثل هذا النوع .. كتاب جامع هو نهاية المقتصد وبداية المجتهد، لكن ظروف عصرهم حالت دون الوصول للغاية على الصورة المثلى ..

وما زالت الحاجة اليوم تلح بشدة .. هذا شبابنا المسلم يجهل الكثير والكثير حتى صدق علينا قول بعضهم: " نحن أمة نسيت نفسها "، نعم فقد صرنا " أمة بلا ذاكرة " وذلك لأنها لا تجد مرجعا موثقا أمينا جامعا تثق به وترجع إليه وتأخذ عنه ...

... ترى ماذا تعرف أمتنا عن الفيليبين قبل أن يستولى عليها النصارى ... ماذا يعرفون عن الدول الإسلامية في إفريقيا ... وعن ملكهم العظيم الذي أقاموه في الهند والصين والأندلس ... ماذا يعرفون عن محمود بن سبكتكين و ... غيره من أبطال الإسلام ...

ثمة حاجة ملحة يطلبها المسلم اليوم - سواء كان من الشباب الناشئ أو من طلاب العلم أو من الباحثين أو المتخصصين أراها تشكل فراغا كبيرا يؤدي بشبابنا إلى الجهل أو القصور في معرفة وتصوره الإسلامي والمعرفي الصحيح - وهذا جد خطير -، ويؤدي ببحوث ودراسات المتخصصين من علمائنا وباحثينا إلى السطحية أو القصور أو الخطأ أحيانا - رغم أنفهم -، أو إلى أمر آخر هو أدهى وأمرّ ألا وهو الاعتماد على كتابات المستشرقين ودراساتهم وأبحاثهم المفعمة بالسم القاتل فيأخذون مما كتبوا ويبثونه في مناهج الدراسة في مدارس المسلمين ومعاهدهم وجامعاتهم، أو فيما يكتبون وينشرون في الصحف والمجلات والدوريات والمؤلفات المختلفة، وهذا ما وقع للأمة خلال أكثر من نصف قرن مضى من الزمان ...

وما ذلك إلا لأن الاختيار الآخر جد صعب ومضنٍ بل ومُهلك أعني دراسة وتحقيق وتحرير كل مسألة على حدة قبل تدوينها.

المسلمون اليوم بحاجة إلى كتاب جامع مبسط محرر منظم يجمع بين دفتيه ما يحتاجه المسلم من معرفة في شتى المجالات ... يرجع إليه القارئ العَجِل فيأخذ منه قولا موجزا يثق به ويقتصر عليه ... ويرجع إليه طالب المعرفة فيكون له نقطة انطلاق وتُكَأَة يتكئُ عليها وينطق منها إلى التوسع والتبحر ... ويرجع إليه متخصص عرضت له حاجة علمية في غير تخصصه فيأخذ منه قولا مختصرا موجزا يستفيد منه في مجاله ... ويأخذ منه المتخصص في مجال تخصصه ليغوص في أعماق بحوثه وتكون عونا له ليحرر ويحقق ويحسم مسائل طالما عانت الأمة من طول الخلاف فيها ... هذا اللون من المصنفات معروف اليوم باسم " دوائر المعارف " و " الموسوعات " ... فصناعة "دائرة المعارف" و"الموسوعة" ليست ترفا ثقافيا بل فيها خيرٌ للمسلمين أي خير ... وصناعة الموسوعات ليست بدعا في تاريخ هذه الأمة بل عرفته في نتاج سلفنا - جزاهم الله خيرا - فهذه "البداية والنهاية" لابن كثير و"تاريخ الإسلام" للذهبي موسوعتان في التاريخ، و"الجامع الكبير" للسيوطي و"جامع الأصول" لابن الأثير موسوعتان في الحديث، و"جمع الجوامع" لابن السُّبْكِيّ موسوعة في أصول الفقه، و"لسان العرب" لابن منظور و"تاج العروس" للزَّبِيْدِيّ موسوعتان في اللغة ... إلخ مع الفارق بحكم ظروف العصر لنا ولهم فالموسوعة اليوم لا تقتصر على الجمع لكنها تجعل أساس ما تدونه أن يكون علما محررا فلا تثبت الضعيف من الأقوال ولا تبني على الهزيل من الآراء ...

وصناعة مثل هذه الموسوعات اهتم بها الناس في عصرنا كثيرا - لما علموا من عظيم أهميتها وجليل خطرها - فصدر العديد منها باللغات المختلفة إلا المسلمين فهم يلهجون ويحلمون بصناعة شيء من ذلك ثم لا يصنعون شيئا.

والحق أن هذا يحتاج إلى جهد تمهيدي قد يمتد لزمان طويل ليكون أساسا تقوم عليه هذه الأعمال ...

فلا بد أن تسبق ذلك صناعة فهارس واسعة يتكئ عليها فريق الباحثين لصناعة موسوعة ما ... فعلينا أن نبدأ، وصدق القائل:

ولم أر في عيوب الناس شيئا * كنقص القادرين على التمام

ولهذا الذي سبق كله رأينا أن نبدأ - وكان ذلك لقرابة ربع قرن (23 سنة) - بصناعة فهارس جامعة، وركزنا أكثر جهدنا ابتداء على (الشخصيات) (أي: الأعلام) مع العناية بعدها بالمؤلفات وجوانب المعرفة الأخرى حتى إذا فرغنا من الأول تحولنا إلى التالي نزيده ثراء وعمقا ...

ومن هنا كان هذا المشروع الطموح الذي تجد تعريفا مفصلا به بين يديك "بنك المعلومات الإسلامي (أمتي) " وطليعته الموجزة: (مفتاح المعرفة) ...

والله من وراء القصد، والله المستعان.


مرفق

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير