ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[12 - 04 - 10, 01:23 ص]ـ
الأخ الفاضل
الكلام على الشرح الذي نشره عبدالمجيد دياب
فهو ليس للمعري قطعاً
وقد أخبرتك بطرف من الإشكالات عليه، وهي منشورة في المجلات العلمية منذ عشرين عاماً، ولم يستطع دياب الإجابة عليها
وطبعاً لا ينتظر منه أن يقول بأن موضوع رسالته للدكتوراه كتاب مزيف!
كما أخبرتك أن اللامع موجود بتمامه، وأن جزأه الأول مطبوع، ومع ذلك تقول لي (ثم أثبت د. عبد المجيد دياب أن (اللامع العزيزي) هو المفقود، وأن ما وصلنا هو وبلا أدنى شك (معجز أحمد).
وكلاهما: اللامع المخطوط والمطبوع عندي
وأما معجز أحمد فعنوان مكذوب لكتاب مكذوب على المعري
وقولك (بل هو أوفى شروح المتنبي استقصاءً لشعره. ونجد فيه ما لا نجده في كتاب، كقصة إنشاده: (بلى تستوي والورد والورد دونها). فإن هذه الحكاية موجودة في كتب كثيرة، وفي بعض نسخ ديوان المتنبي
ولعلمك الكريم: المعري لا يشرح الدواوين والكتب بهذه الطريقة، بل يملي نُكَتاً على المواضع المشكلة لا غير، ولدينا كثير من شروحه، وكلها كما وصفتُ.
والكتاب مصور على الشبكة منذ سنوات
ـ[البشير الزيتوني]ــــــــ[12 - 04 - 10, 03:17 م]ـ
الدكتور خزانة الأدب
شكرا على هذه المعلومات الجديدة، وعلى تصحيحكم للمعلومات التي (نقلتُها) من شبكة الفصيح والتي ذكرتُ قبلها رابطَها، شكرا جزيلا، ومن علمكم وفضلكم نستفيد دوما ما لم نكن له بعالِمين.
ـ[البشير الزيتوني]ــــــــ[12 - 04 - 10, 03:19 م]ـ
الدكتور خزانة الأدب
شكرا على هذه المعلومات الجديدة، وعلى تصحيحكم للمعلومات التي (نقلتُها) من شبكة الفصيح والتي ذكرتُ قبلها رابطَها، شكرا جزيلا، ومن علمكم وفضلكم نستفيد دوما ما لم نكن له بعالِمين.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[12 - 04 - 10, 05:47 م]ـ
وهذا نموذج لنقد الناقدين للكتاب، منقول من بعض المجلات.
وهو يدل على البلاء الذي أصاب الكتاب من هذا (التحقيق!)، وأن هذا (المحقق!) دخيل على هذا الفن، ولا قيمة لكلامه حول صحة الكتاب!
استشهد الشارح في ص 227 من الجزء الثالث بهذين البيتين لشاعر اسمه العَمْري:
يا ساكنَ النّوَبِ انهضْ طالباً حلباً * نهوضَ معنى لحَسْمَ الداءِ ملتَمِسِ
واخلعْ حذاءَك إن حاذيتها وَرَعاً * كفعلِ موسى كلِيمِ اللهِ في القدسِ
فضبط المحقق اسم الشاعر كما رأيت، وقال في التعريف به (أمية بن أبي عائذ العَمْري: شاعر أدرك الجاهلية وعاش في الإسلام ... الخ)، وأحال على خزانة الأدب للبغدادي 1/ 421.
وهذه حاشية كلها طوامّ:
فأولاها: أن التعريف منقول حرفياً من الأعلام للزركلي رحمه الله 2/ 22 ولكن الإحالة على الخزانة التي أحال عليها الزِّرِكلي، وقد استمرأ الناس السطوَ على الفوائد وغَمْط أصحابها وبخاصة كتاب الزِّرِكلي!
والثانية: أن أمية بن أبي عائذ ــ وهو هُذَلِي من بني عمرو بن الحارث ــ يقال له الهُذَلِي فحسب، بل يقال ذلك لمن هم أشهر منه كأبي ذُؤيب، ولم يبلغ هو أو قومه بني عمرو من الشهرة بحيث يقال له العَمْرِي، فلا بد من قرينة على أنه هو، مثل نسبة البيتين له في مصدر آخر.
والثالثة: أن ديوانه مطبوع بتمامه ضمن شرح أشعار الهذليين 2/ 486 ـ 543، فكان على المحقق، بعد الجزم بأنه هو، أن يرجع إليه ليبحث عن البيتين (ولن يجد شيئاً).
والرابعة: أن الجزم بأنه هو، على كثرة المنسوبين إلى عَمْرو وعُمَر، لا وجه له.
والخامسة: أن الذوق الأدبي السليم يدرك أنهما لا يكونان لشاعر جاهلي ولا مخضرم بدليل ذكر حَلَب والقُدْس والاقتباس من القرآن الكريم. بل يكاد يجزم الناظر بأن الشاعر إنما يمدح أحد سلاطين حلب بعد قيام الدول الإقليمية في القرن الرابع فما بعده.
والسادسة: أن الأول منهما لا معنى له بسبب التصحيف.
والسابعة، وهي الطامّة الكبرى: أن العَمْري ليست في واقع الأمر إلا تصحيف المعرّي أبي العلاء الذي نُشر الكتاب باسمه! والبيتان في شروح سقط الزند 2/ 690 من قصيدة طويلة، وصواب البيت الأول (يا شاكي ... نُهوضَ مُضْنىً).
والثامنة: إذا صحّ أن النسخ الثمان التي ذكرها المحقق قد تواطأت على هذا التصحيف فهي نسخ مكرورة ذات أصل واحد، وأن نسبة الكتاب إلى المعري قد انتقلت من نسخة إلى الخرى كما انتقل هذا التصحيف!
ثمانية أغلاط فاحشة - إن لم يكن أكثر - في تحقيق لفظة واحدة!
وتفسير ذلك فيما يظهر: أن المحقق بحث في كتاب الأعلام عن شاعر يلقب بالعمري، فوجد الإحالة في 5/ 87 على بضعة عشر رجلا يلقَّبون بذلك، فاختطف أوّلهم وهو أمية بن أبي عائذ وجزم بأنه هو لمجرَّد سدِّ الفراغ والوفاء بما يطلبه أهل الإشراف والمناقشة من التعريف بالأعلام!
والخطأ لا يسلم منه أحد، ولكن تراكم الأخطاء على هذه الشاكلة وتسميته تحقيقاً: يدعو الى الشك في العمل من أساسه، ولا سيما الجزم بأن الكتاب لأبي العلاء والادِّعاء بأنه لم يُذكر فيه أحد ممن عاش بعد المعري، فكيف يُقبل منه ذلك إذا كان يجري في تحقيق المسائل والترجمة للأعلام على هذا الطريقة؟
وفي الكتاب أسماء بعض المجاهيل كالبخاري وصاحب الجليل، فما يُدريه أنَّهم عاشوا قبل عصر أبي العَلاء؟ وستأتي أمثلة أخرى فيها مثل هذا التسَرُّع والمجازفة العلمية، وفي الكتاب كثير غيرها لا يتسع المقام لتفصيله.
انتهى المنقول
السؤال:
هل يستشهد المعري في كتابه بشعر نفسه؟!
الجواب طبعاً: لا
وهناك ما يؤكد أن الكتاب متأخر عن عصر أبي العلاء، كالنقل في بضعة مواضع من كلام ابن فورجة تلميذ المعري
وأشياء أخرى كثيرة جداً
وإن تعجب فاعجب لذلك القول في شبكة الفصيح:
وكان قد راج في أوائل هذا القرن أنه نفسه (اللامع العزيزي) كما ذهب بروكلمان وجرجي زيدان والميمني! وذهب بلاشير إلى أكثر من ذلك، فزعم أن (معجز أحمد) مفقود وأن الموجود بين أيدينا هو (اللامع العزيزي). ثم أثبت د. عبد المجيد دياب أن (اللامع العزيزي) هو المفقود، وأن ما وصلنا هو وبلا أدنى شك (معجز أحمد).
يُترك قول الميمني لقول عبد المجيد دياب الذي لم يخوض في هذه المسألة العظيمة وهو يجهل أن اللامع موجود بتمامه في إستانبول؟!
¥