ـ[خالد أبو بسام]ــــــــ[21 - 04 - 10, 05:52 م]ـ
أحسنتم، باركك الله تعالى.
ـ[البشير الزيتوني]ــــــــ[21 - 04 - 10, 05:58 م]ـ
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الْفَاتِحِ الْخَاتِمِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلِّمْ.
الأخ الفاضل خالد أبو بسام:
ذكرتم في مشاركتكم رقم (44) أنه إذا كُتبت كلمة (جدَّاً) بجعل التنوين قبل الألف - وهو الصواب- فإنها تمازج الحركة التي قبلها، فتكون (جدًَّا).
يا أخي العزيز، ما ذكرتَهُ خطأٌ إملائي، وليس (هو الصواب) كما ظننتَ وكما يظن كثيرٌ من المعاصرين، ومنهم علماء في فروع أخرى غير اللغة العربية!
وهؤلاء يضعون تشكيلتين على حرفين (وهنا مكمن الخطأ)، يضعون فتحة وشدة فوق الدال، ويضعون تنوينا فوق الألف، ووجه الخطأ يكمن في الآتي:
الحركات توضع فوق الحرف الأخير من الكلمة، وهو (الدال)، وليس الألف (الزائدة للدلالة على التنوين)، فهذا الحرف الزائد لا توضع عليه حركات التشكيل.
مثال ذلك: (عمرو بن العاص)، الحرف الأخير (الذي توضع عليه حركات التشكيل) في كلمة (عمرو) ليس الواو الزائدة، بل الراء، فتكتبها في حالة الرفع هكذا (عمرُو)، وفي حالة الجر هكذا (عمرِو)، وفي حالة النصب هكذا (عمرَو بن العاص)، وفي حالة النصب المنون تحذف الحرف الزائد (الواو) فتصير (عمرًا)، فتقول مثلا: رأيت عَمْرًا.
والحكمة من الحرف الزائد: التفرقة - عند الكتابة- بين الكلمتين المتشابهتين في الشكل: (عُمَر)، و (عَمْرو)، فعندما ترى الواو في آخر الكلمة تعرف أن المكتوب (عَمْرو) وليس (عُمَر).
لذا أضافوا الحرف الزائد في آخر الكلمة المرفوعة والمجرورة، وليس الكلمة المنصوبة، ففي حالة النصب تُحذف الواو الزائدة، لأن التمييز بين الكلمتين صار بالألف، فلم نعد نحتاج لحرف آخر للتفرقة بين الكلمتين، فإنك إذا قرأت كلمة (عَمْرًا) لابد أن تعرف أنه (عَمْرو) وليس (عُمَر)، لأن كلمة (عَمْرو) تُصرَف، أما كلمة (عُمَر) فممنوعة من الصرف، أي من التنوين، فمن المحال أن تضع بعدها ألِفًا، فإذا رأيتَها منوَّنةً وبعدها ألف: (عمرا)، عرفت أن الكلمة المكتوبة مصروفة، أي ليست (عُمَر).
عَوْدٌ إلى ما بدأنا الحديث عنه، وهو أنه كما في كلمة (عمرو) توضع الحركات فوق الحرف الأخير من الاسم (الراء) وليس فوق الحرف الزائد، فكذلك في الألف الزائدة بعد الأسماء المنونة المنصوبة، مثل كلمة (كتابًا)، توضع الحركات فوق الحرف الأخير من الاسم، وهو الباء، ففي حالة رفع كلمة (كتاب) توضع الضمتان فوق الباء (كتابٌ)، وفي حالة الجر توضع الكسرتان تحت الحرف الأخير من الاسم وهو الباء فتقول (كتابٍ)، وفي حالة النصب لابد أن توضع الفتحتان فوق الحرف الأخير من الاسم (كما حدث في حالتي الرفع والجر)، أي فوق الباء، فتقول (كتابًا)، والألف لا يوجد فوقها شيء، (فهو حرف زائد لبيان أن الاسم الذي أمامك نكرة منون بالنصب)، وليس حرفا من حروف الاسم لكي تضع عليه حركة الإعراب.
والدليل على ذلك أنك إذا أردت أن تنطق الاسم منصوبا غير منون – كأن يكون قافية بيت شعر مثلا – فإنك تقول: (كتابَا)، لاحظ يا أخي أن الفتحة فوق الباء، وانطقها فإنك تجد أنك تنطق باء مفتوحة ومددت بها نفَسَك. فالحركة على الباء، ولا شيء على الألف الزائدة.
ولماذا أُكثِرُ عليك في الشرح، افتح المصحف على أية كلمة منونة منصوبة، ولتكن سورة النصر، وانظر كيفية كتابة (أفواجًا) و (توابًا)، ستجد التشكيل على الحرف السابق للألف (الطرفية الزائدة)، أما الألف فلا شيء عليها.
من هنا تعرف الخطأ الذي يقع فيه كثير من الناس اليوم، عندما يضعون التنوين فوق الألف، ويضعون فتحة في الحرف السابق للألف، فيكتبون (كتابَاً) و (جدَّاً)، والعجيب يا أخي العزيز أنك تجد شخصا يطالب بالاجتهاد في الدين، ويجتهد، فيحلل ويحرم، وهو يخطئ هذا الخطأ الإملائي! يجتهد في الدين وهو لا يعرف الإملاء!
¥