تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أحمد بن بدوي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 11:41 ص]ـ

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الْفَاتِحِ الْخَاتِمِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلِّمْ.

الفاضل حسين بن محمد

قلتم – أكرمكم الله –: لا يصح أن توضع (الأليف) على الياء في مثل (هدى أو مصطفى) على كل حال؛ ذلك أنها تحذف في مثل (هدى الله) وغيرها؛ إذ وُضع الضبط على الوصل، وهي في الوصل محذوفة لالتقاء الساكنين.

كلامك يا أخي خطأ، فالألف الصغيرة لا تُحذَفُ في (هدى الله) عند الكتابة، وكذلك هي غير محذوفة في الوصل (لالتقاء الساكنين) كما تقول، اكتُبْ (هدى الله) بالألف الصغيرة من غير أن تحذفها، وتكون كتابتك صحيحة مائةً في المائة.

لقد التبس الأمر عليك يا أخي بين الحذف عند (النطق) والحذف عند (الكتابة)، فالألف في كلمة (هدى) تحذف في عبارة (هدى الله) نطقا لا كتابةً، فتنطقها هكذا (هُدَالله)، هذا في النطق فقط، لكن في الكتابة فأنت تُثْبِتُ الألف وتكتبها (هدى الله) ... ومناقشتنا كلها حول كتابة الألف، لا حول نطقها.

الأخ البشير الزيتوني - بُشِّرَ بما يَسُرُّه في الدارين - علمنا من أين أتيت بما تقول من كتب أهل العلم ولك الأجر والثواب عند الله، فإني أرى مثلا: كلمة (موسى) توضع فيها الألف في المصحف عندما تكون ألفها ستنطق، وتحذف عندما تكون ألفها ستسقط بسبب ما بعدها؛ إن كان ساكنا تحذف، أو كان متحركا تثبت وتنطق، وكنت أظن أنها ما هي في الكتابة إلا للنطق أصلا، وانظر مشكورا في مصحفك الآية 51: {وإذ آتينا موسى الكتاب} بلا ألف صغيرة في الرسم، وانظر الآية 55 من سورة البقرة: {وإذ قلتم يا موسى لن} بألف صغيرة في الرسم؛ لأن بعد الأولى ساكنا هو اللام القمرية، وبعد الثانية متحركا هو لامُ (لن)، فضع لنا قاعدة في هذا أو أرشدنا إلى قاعدته في كتب العلماء، أجزل الله لك المثوبة، وأرجو ألا تعجب مني كما عجبت من أبي رقية لأن هذا رأيي أيضا وكتبته كذلك في الألوكة في موضوع أبي رقية نفسه.

وقولك - أعزك الله - بوجود خلاف بين الرسم القرآني والرسم الإملائي وإن كان صحيحا إلا أني لا أظنه ينسحب على ما ذكرته لك الآن، فبيِّن لي بالإحالة على كتب أهل التخصص مشكورا إن كنتُ مخطئا.

وأنا معك في تعليقك على الأخ الفاضل حسين في كلمة (الأليف) فإن كنتُ حمدت له حسن التخلص بالقول بالتصغير، إلا أني لا أدري ماذا يقول في إرجاعه الضمائر إلى الأليف بالتأنيث! أيجوز هذا بعد التصغير كما كان يجوز قبله، والمسألة هينة جدا، خطأ يد.

وقولك - بارك الله فيك -: ولنعد إلى قضية (الخط القرآني) و (الخط الإملائي)، إن الخطاطين كاتبي القرآن قد وضعوا الألف اللينة في (هُدًى) ولم يضعوها في (الْهُدَى)، للتمييز بين الاسم المنون والاسم غير المنون، فجعلوها علامة فارقةً بين الأمرين: فالاسم المنون يُكتَبُ بدون ألف لينة، والاسم الغير المنون يُكتَبُ بألف لينة.

وأنا أقول لك أن تضعها للتمييز والتفرقة بين (الألف المنقلبة) إلى ياء، وبين (الياء)، وليس للتمييز بين الاسم المنون والاسم غير المنون، فهذه القضية في (الخط القرآني) ليست مطروحة في (الخط الإملائي) ... هذه مسألة أخرى.

إن (الخط الإملائي) مخالف (للخط القرآني) في أمور كثيرة، وللعلماء أن يضيفوا ويغيروا ويعدلوا في (الخط الإملائي) بما يحقق المطلوب: (الوضوح) و (البيان)، و (الدقة) لعدم اللَّبس، من غير مخالفة الصحة الإملائية.

ولهذا خالف (الخط الإملائي) (الخط القرآني) في أمور كثيرة لا علاقة لها بالخط العثماني الذي يكتب (الصلاة) هكذا (الصَّلو?ةَ??)، ويكتب (الحياة) هكذا: (الْحَيَو?ة)، و (الزكاة) هكذا: (الزَّكَو?ةَ) ... إلخ.

عندي في المصحف مثلا في سورة البقرة الآية 16: {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى} وعلى الهدى ألف، فماذا تقصد بأن الخطاطين كاتبي القرآن تبعا لعلماء الرسم لم يضعوا ألفا، أنا أتحدث عن مصحف المدينة والمصحف المصري، فلعل مصحفينا مختلفان! أو أن فهمي أيضا قصر عن نكتة أرجو التنبيه إليها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير