وقولك - بارك الله فيك -: أقول: خالف (الخط الإملائي) (الخط القرآني) في أمور كثيرة، مثل كتابة كلمة: (مائة)، فهي في القرآن: (مئة)، و (مائتين) فهي في القرآن (مئتين) بدون ألف [الأنفال 65].
وأضاف (الخط الإملائي) الألف المحذوفة من آلاف الكلمات القرآنية، التي يشار إليها بالألف اللينة، فقد استبدل بها الخط الإملائي ألفا كاملة:
فأضاف الألف إلى (إِسْمَـ?عِيلَ)، فصار: إسماعيل.
وأضاف الألف إلى (سُلَيْمَـ?نَ)، فصار: (سليمان).
وإلى (الْكِتَـ?ب)، فصار: (الكتاب). ما أعلمه أن ما ذكرته مخصص بكتابة القرآن، بل هو في كثير جدا من المخطوطات العربية، وفي كتب الإملاء كلام كثير عن زيادة ألف مئة وسببها التاريخي، وعن جواز حذف الألفات مما ذكرتَ من الأمثلة.
وهكذا في آلاف الكلمات، وقداسة القرآن لم تمنع الخطاطين واللغويين من أن يغيروا في الخط الإملائي بما يفيد (الوضوح) و (البيان)، و (الدقة) لعدم اللَّبس، حتى لو خالفوا (الخط القرآني)، فخط الإملاء ليس منزلا من السماء، لكنه اجتهاد بشر، بما يساعد على الكتابة بوضوح وبيان، من غير مخالفة الصحة اللغوية.
أظن ظنا أن من العلماء من قال إن الرسم توقيفي، ومن أجل ذلك أخذوا يعللون لما ورد منه في المصحف! وهو رأي ضعيف.
وقولك: ولهذا لم يستنكف المغاربة أن يخالفوا (الخط القرآني) و (الخط المشرقي) معا في كلمات كثيرة، مثل كلمة (لكن)، فهم يكتبونها هكذا: (لاكن) هلا ذكرت لي أين هذا وأنا أعلم أن هذا خطأ محض يفعله نعم بعض الجهال من النساخ كما ذكره العلامة الهوريني لا أنه مذهب للمغاربة.
وقولك: أما (كتابة) همزة القطع نفسها فلم تعرفها اللغة العربية منذ نشأتها وحتى عصر المطبعة.
فكتابة همزة القطع بدعة!! أول من أدخلها إلى لغتنا (الفرنجة) ... (العلوج) على رأي الصّحّاف ... حين أتى نابليون إلى مصر واحتلها، وأتى معه بالعلماء الفرنسيين، وأتى معه بذلك الاختراع الجديد العجيب: المطبعة.
فعند تصميم خط الكتابة، تم (اختراع) حرف الألف المهموزة لأول مرة! رغم أنها لم تكن موجودة في اللغة العربية، لا في المصحف ولا خارجه، وذلك لأن الغرض من الخط: الوضوح والبيان، فأراد الفرنجة أن يفرّقوا بين همزة الوصل وهمزة القطع، فلم يكتفوا بوضع الفتحة على الألف للدلالة على أن ثَمّةَ همزة قطع مفتوحة، ولم يكتفوا بوضع كسرة أو تنوين تحت الألف للدلالة على أن ثَمّةَ همزة قطع مكسورة، كما كان موجودا في القرآن والخط اليدوي على السواء، بل أضافوا بدعتهم الحسنة الرائعة إلى الخط العربي؛ وهي همزة القطع.
فبدلا من الدلالة على همزة القطع بوضع فتحة أو ضمة أو كسرة فوق أو تحت الألف، أضافوا علامة أخرى فارقة للدلالة على همزة القطع، يفهمها مَن يفهم ومَن لا يفهم، العالم والعامي؛ وهي الهمزة.
يعني بدلا من الدلالة على همزة القطع بعلامة واحدة (الحركة)، جعلوا الدلالة عليها بعلامتين: الهمزة والحركة.
وقد رضي اللغويون عن هذه البدعة الحسنة، فأضافوها إلى القرآن، فكل همزات القطع الموجودة في آلاف الكلمات القرآنية، لم تكن مكتوبة بهذه الصورة، صورة وجود همزة القطع، (مثل همزة أحمد و إبراهيم ونحو ذلك) قبل أن يأتي الغزاة بها، فأضافها العلماء المسلمون إلى المصحف رغم أنها لم تكن موجودة فيه، لأنها بدعة حسنة، تزيد الكلام وضوحا وبيانا، وتبعد بالقارئ عن الخطأ، لأن الدلالة على همزة القطع بعلامتين أفضل وأوضح من الدلالة عليها بعلامة واحدة، كما يقول العقل السليم. لم أقف على هذا الكلام لأحد في الدنيا قبلك، ولقد مرست المخطوطات منذ أمد بعيد وإني لواجد فيها همزات القطع فوقها قطعة في كثير منها، مع أني أسلم أيضا أن هناك الكثير منها يتساهل بعدم وضع القطعة الصغيرة على الألف، لكنها كانت معلومة منذ زمن بعيد أكاد أزعم أنها معلومة منذ زمن وضع علامات الضبط، ليس لي سند في ذلك، وأحتاج بحثه.
وقولك: لأننا غير ملتزمين في (الخط الإملائي) (بالخط القرآني)، بل ملتزمون بالوضوح مع الصحة اللغوية. أوافقك لكن نحن ملتزمون أيضا باصطلاحات علماء الرسم وعلى ما استقروا عليه.
هذا بعض ما رأيته من التعليق على مشاركتك الكريمة، وفيها عندي غير ذلك، واعذرني كل العذر على ما كتبت وما تركت!
ـ[أحمد بن بدوي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 12:10 م]ـ
تصحيح [ QUOTE= أحمد بن بدوي;1275710] [/ COLOR][/SIZE]
وقولك - بارك الله فيك -: ما أعلمه أن ما ذكرته غير مخصص بكتابة القرآن، بل هو في كثير جدا من المخطوطات العربية، وفي كتب الإملاء كلام كثير عن زيادة ألف مئة وسببها التاريخي، وعن جواز حذف الألفات مما ذكرتَ من الأمثلة.
[ COLOR=blue][COLOR=blue]
ـ[خالد أبو بسام]ــــــــ[03 - 05 - 10, 02:43 م]ـ
ومما لاحظته، وأريد أخذ رأيكم فيه:
وضع اللام مع الميم المنتهية بألف مثل «لما»؛ مقارنة بالخط قبل التعديل.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=75438&stc=1&d=1272854906
وللعلم؛ فهذا الفرق لم يكن مقصودًا، وإنما نشأ نتيجة فقدان بعض شروط برمجة مقطع الميم-ألف المتطرف (= ـما).
فلما رأيت أن الشكل الجديد أفضل من سابقه؛ سَكَتُّ عنه، ولم أنبهكم عليه.
وفي رأيي! أن الشكل الجديد أفضل من القديم:
وتكمن تلك الأفضلية في سهولة تمييز تشكيل حرفي اللام والميم فيه عن بعضهما؛ كما هو موضح في الصورة السابقة.
بخلاف الخط القديم؛ فليس فيه ذاك التمييز؛ بل فيه صعوبة في تمييز تشكيل الحرفين؛ لاسيما إذا كان الحرفان مفتوحان!!!. فهو بذلك يحتوي على نفس مشكلة اللام-ميم المبتدئة (لمـ)، والتي عانينا جميعًا من تراكب التشكيل فيها.
فهل لكم اعتراض على الشكل الجديد، وما وجهه؟!
نعم ... هو كما ذكرت أخانا الكريم، وأحسن منه -في ظني- أن تكون الميم مستديرة، وذلك بإضافة (كشيدة).
¥