ولما كان الخط الإملائي لا يطابق الخط القرآني، وليس من المفترض أن يتطابق معه، استخدم اللغويون والكتّاب الألف اللينة للدلالة على كل ألف، سواء في حالة الإضافة أو غير الإضافة، سواء أكانت منونة أم غير منونة، وذلك في (الخط الإملائي) لا القرآني، مثلما غيروا في رمز المد (??) عن الاستخدام القرآني.
ففي (الخط القرآني) يُستخدَم هذا الرمز (باضطراد) للدلالة على (مد الفتحة بمقدار أربع حركات) إذا لم يأت بعدها شدة، فإن جاء بعدها شدة فإنها تدل (باضطراد) على (مد الفتحة بمقدار ست حركات).
ورغم أن هذه القاعدة (مضطردة) في (الخط القرآني)، فإن اللغويين استخدموا رمز المد (??) – في (الخط الإملائي) – للدلالة على (مد الفتحة بمقدار حركتين) اثنتين فقط، لا برمزيته الحرفية في القرآن، مثل كلمة (آمن)، ولم يعاتبهم أحد على مخالفة هذا الرمز في (الخط الإملائي) عن معناه في (الخط القرآني)، مثلما لم يلمهم أحد أن استخدموا (رمز الألف اللينة) ((? للدلالة على أن الألف المنقلبة ياء تُنطَق ألفا، مثل (الأعلى) – باضطراد – دون النظر إلى استثناء أحوال حذفها نطقا عند التنوين والإضافة في القرآن الكريم ... فالخط الإملائي ليس صورة من الخط القرآني، وليس من المفترض أن يتطابق معه.
ونحن عندما طالبنا بجعلها في خط لوتس، طالبنا بهذا على أنها رمز يدل على هذا المعنى، لا بأي معنى آخر، ولما كانت القاعدة مضطردة، ومستخدَمة من قِبَلِ السابقين، فلا حَرَجَ من إضافتها إلى الخط الذهبي، وجعلها أساس كتابة الألف، فمن ناحية تفرّق العين بينها وبين الياء بمجرد النظر، ومن ناحية أخرى لا يخطئ الكتّاب على الكمبيوتر فيضعون الألف مكان الياء، كما حدث في عشرات الكتب، فكثيرا ما أنسخُ كتابا من كتب برامج الكتب الإسلامية المنتشرة في الأسواق والمرفوعة على الشبكة، فأجد الكتاب عند تحويله إلى خط لوتس (الذي رفعه الأخ شتا العربي)، أجد فيه كثيرا من الياءات قد صار فوقها ألف لينة!! لأن الكاتب على الكمبيوتر – رغم أنه موظف متخصّص في الكتابة – كتب الألف مكان الياء، لتشابههما في نظره في غير خط لوتس (شتا العربي) الذي يميز بينهما بالألف اللينة.
وإذا كان الموظف المتخصّص في الكتابة على الكمبيوتر يغلط في الكتابة ويخلط بينهما، فخطأ غيره أولى وأجدر.
لذا كان الأفضل أن تكون الألف المنقلبة ياءً التي عليها الألف اللينة هي الأصل في خط لوتس الذهبي:
• وبخاصة أن قاعدتها في الخط الإملائي قاعدة مضطردة.
• وبخاصة أنها أوضح وأجمل.
• وبخاصة أنها تكسب الخط طابعا إسلاميا بديعا، محببا إلى القلوب.
• وبدلا من التفرقة بين الألف والياء بشيء واحد كما يريد أخي الحبيب أبو رقية، يكون التفرقة بينما بشيئين: بأن تكون علامة الياء أن توضع تحتها نقطتان، وعلامة الألف أن توضع فوقها ألف لينة.
ما أجملَ هذا وما أوضحَه، والتفرقة بعلامتين أقوى وأوضح من التفرقة بعلامة واحدة، مثلما أن الحديث إذا جاءك من طريقين كان أقوى من أن يأتيك من طريق واحد.
وقد استجاب أخي أبو رقية فجعل الألف اللينة في خط لوتس، ولكنه جعله اختياريا، فله الشكر والثناء منا، لكن السؤال: لماذا جعله اختياريا؟ لماذا لا تكون الألف اللينة والسكون القرآني الذي يشبه حرف الخاء هو الخط الافتراضي، ومن شاء التغيير فليلجأ إلى الرموز الاختيارية؟
ولأضرب لك يا أخي الكريم مثالا يوضح وجهة نظري: فأنت رجل كريم (في المثال والحقيقة)، إذا دعوتنا إلى مائدتك، أسَتُقَدّم لنا على مائدتك الأفضل (كأنواع اللحوم وأطايب الطعام)، أم سَتُقَدّم لنا الأدون (كالفول والطعمية) وتجعل الكباب اختياريا؟ (اوعى تقول: آدي دقني لو قدّمت لكم حاجة، ولا حتى الفول يا ولاد الذين).
البخيل سيجعل الفول افتراضيا، واللحم اختياريا لمن أراده، لكن الكريم – كأبي رقية – سيجعل الأفضل هو الافتراضي، والفول والطعمية هو الطعام الاختياري لمن يريد الأدون.
ولك يا أخي الكريم في الله تعالى أُسْوَةٌ حسنة، حين (عزم) بني إسرائيل على الطعام أنزل عليهم المن والسلوى، ولم ينزل عليهم الفوم والعدس والبصل، فلما (اختار) مَن يرضى (بالأدون) الفوم والعدس والبصل قال لهم موسى عليه السلام: ?أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ [!!!] اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ?.
فلا تفعل يا أخي مثل بني إسرائيل، فتستبدل ?الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ?، ولكن اقْتَدِ بالله تعالى، وبالأنبياء عليهم السلام، وقَدّمْ لضيوفك الأفضل.
لا تجعل الألف العادية والسكون المدورة هو الافتراضي، والألف القرآنية والسكون القرآني هو الاختياري، ولكن قدِّمْ لنا على مائدتك التي عزمتنا عليها، الألف القرآنية والسكون القرآني. واجعل الفول والعدس والبصل والألف العادية والسكون المدورة كلها اختيارية، لمن يستبدل ?الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ?.
نريد منك يا أخي الحبيب أن تجعل (الأفضل) هو (الافتراضي).
¥