(والفقه) – الذي هو الجزء الثاني – له معنى لغوي، وهو الفهْم، ومعنى شرعي: (معرفة الأحكام الشرعية التي طريقها الاجتهاد) كالعْم بأن النية في الوضوء واجبة، وأن الوتر مندوب، وأن النية مِن الليل شرط في صوم رمضان، وأن الزكاة واجبة في الحلي المباح (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1) ، وكالقتل بمثقل يوجب القصاص ونحو ذلك مِن مسائل الخلاف، بخلاف ما ليس طريقه الاجتهاد كالعلم بأن الصلوات الخمس واجبة، وأن الزنا يُحرم ونحو ذلك مِن المسائل القطعية؛ فلا يُسمَّى فقْهًا. فالمعرفة هنا العلم بمعنى الظن.< o:p>
( والأحكام) المرادة فيما ذكر (سبعة: (1) الواجب و (2) المندوب و (3) المباح و (4) المحظور و (5) المكروه و (6) الصحيح و (7) الباطل) فالفقه: العلم بالواجب والمندوب إلى آخر السبعة، أي بأن هذا الفعل واجب، وهذا مندوب، وهذا مباح، وهكذا إلى آخر السبعة.< o:p>
( فالواجب) مِن حيث وصفه بالوجوب (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3): ( ما يثاب على فعله ويعاقب على تركه) ويكفي[ (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn4) في صدق العقاب وجوده لواحد مِن العصاة مع العفو عن غيره، ويجوز أن يريد: ويترتب العقاب على تركه كما عبر به غيره، فلا ينافي العفو.< o:p>
( والمندوب) من حيث وصفه بالندب: (ما يثاب على فعله ولا يعاقب على تركه.< o:p>
( والمباح) من حيث وصفه بالإباحة: (ما لا يثاب على فعله) وتركه[ (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn5) ( ولا يعاقب على تركه) وفعله، أي ما لا يتعلق بكل من فعله وتركه ثواب ولا عقاب.< o:p>
( والمحظور) من حيث وصفه بالحظر: (ما يثاب على تركه) امتثالا[ (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn6)( ويعاقب على فعله) ويكفي في صدق العقاب وجوده لواحد مِن العصاة مع العفو عن غيره، ويجوز أن يريد: ويترتب العقاب على فعله كما عبر به غيره، فلا ينافي العفو.< o:p>
( والمكروه) من حيث وصفه بالكراهة: (ما يثاب على تركه) امتثالا (ولا يعاقب على فعله).< o:p>
( والصحيح) من حيث وصفه بالصحة: (ما يتعلق به النفوذ ويعتد به) بأن استجمع ما يعتبر فيه شرعًا عقدًا كان أو عبادةً.< o:p>
( والباطل) من حيث وصفه بالبطلان: (ما لا يتعلق به النفوذ ولا يعتد به) بأن لم يستجمع ما يعتبر فيه شرعا، عقدا كان أو عبادة. والعقد يتصف بالنفوذ والاعتداد، والعبادات تتصف بالاعتداد فقط اصطلاحًا.< o:p>
( والفقه) بالمعنى الشرعي (أخص من العلم) لصدق العلم بالنحو وغيره، فكل فقه علم، وليس كل علم فقها. (والعلم: معرفة المعلوم)، أي إدراك ما من شأنه أن يعلم (على ما هو به) في الواقع، كإدراك الإنسان بأنه حيوان ناطق [( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn7)
( والجهل: تصور الشيء) أي إدراكه (على خلاف ما هو في الواقع) كإدراك[ (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn8) الفلاسفة أن العالم – وهو ما سوى الله تعالى - قديم. وبعضهم وصف هذا الجهل بالمركب، وجعل الجهل البسيط عدم العلم بالشيء، كعدم علمنا بما تحت الأرضين وبما في بطون البحار، وعلى ما ذكره المصنف لا يسمى هذا جهلا.< o:p>
( والعلم الضروري: ما لا يقع عن نظر واستدلال، كالعلم الواقع بإحدى الحواس الخمس الظاهرة، وهي السمع والبصر واللمس والشم والذوق (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn9)) فإنه يحصل بمجرد الإحساس بها من غير نظر واستدلال.< o:p>
( وأما العلم المكتسب: فهو الموقوف على النظر والاستدلال) كالعلم بأن العالم حادث، فإنه موقوف على النظر في العالم وما تشاهده فيه من التغيير، فينتقل من تغييره إلى حدوثه.< o:p>
( والنظر: هو الفكر في المنظور فيه) ليؤدِّي[ (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn10) إلى المطلوب.< o:p>
¥