التي جابت البلاد اليمنية وهو يهودي نمساوي قام خلال السنوات 1882 إلى 1892 بأربع رحلات إلى اليمن، كان يشتري خلالها كُلَّ ما يقع عليه نظره، وكانت حصيلته في هذه الرحلات:
250 (مئتان وخمسون) مخطوطة باعها للمتحف البريطاني وَ246 (مئتان وستة وأربعون) مخطوطة اشترتها منه المكتبة الملكية ببرلين سنة 1877م.
ثم يتحدث عن غيرهم من المستشرقين الذين ترددوا على اليمن وكان لهم شأنٌ في تغريب التراث كـ (لاتينس) وَ (ويسمان) والمبشر (أولف هوير) و (سيرميلين) و (ويزمان) وكان الأخيران قد اخترقا وادي عمد بحضرموت سنة 1921م.
ويذكر قصة (جريفيني) الإيطالي الذي عُين مديراً للمكتبة الملكية في مصر من سنة 1920 - 1925 والذي قام بترحلَّ (1221) مخطوطة عربية، وأقنع التاجر الإيطالي (كابروتي) ببيع مخطوطاته اليمنية التي بلغ عددُها ألفاً وستمائة وعشر مخطوطات (1610) اشترتها منه مكتبة ميلانو وتحتفظ بها اليوم مكتبة الأمبروزيانا، ويؤكد العديد من الباحثين أن عدد المخطوطات اليمنية في هذه المكتبة يصل إلى قرابة العشرة آلاف مخطوطة.
ثم تحدث (صالحية) عن الوثائق التي هي أساس الكتاب وفتح ملف كارلو لند برج والتراث واستعرض (91) وثيقة مراسلة بين هذا المستشرق وعملائه في عدن، وذكر أنه حصل على أكثر من (2000) مخطوط من البلاد العربية، وكانت زيارته لعدن في ربيع سنة 1895م وكانت الفترة الزمنية التي غطتها الوثائق في سنة 1896م إلى 1914م نجح خلالها الرجلُ في حمل عشرات المخطوطات الثمينة وآلاف الأحجار الحميرية المنقوشة، منها 16 حمل جمل من منطقة العوالق وحدها بواسطة عميلين، وعشرات الآثار والنقوش.
وتحدثت الوثائق عن تفصيلات كثيرة لا غنى عنها للباحث عن الأوضاع الاقتصادية والإجتماعية ووسائل نهب التراث في ذلك الوقت.
وفي كتابه "مصادر التراث اليمني" يذكر الدكتور حسين العمري أنه توجدُ في المتحف البريطاني مخطوطاتٌ يمنية تصل إلى ثلاثة آلاف نسخة.
وفي دراسة أكاديمية بعنوان "المنهاج المعرفي لعلماء اليمن في القرنين السابع والثامن الهجري" يصل فيها مؤلفها أستاذ الآثار والعمارة بجامعة صنعاء الدكتور محمد علي العروسي إلى أن (عدد المخطوطات اليمنية الموجودة في بريطانيا وحدها تصل إلى نحو ستين ألفَ مخطوطة!).
وتحدثت عن الدراسة صحيفة "الدستور" الأردنية والتي جاء فيها: (إن غالبية المخطوطات اليمنية في بريطانيا نقلت أثناء الاحتلال البريطاني عن طريق البيع والتهريب والرحالين والمستشرقين التي كانت أسفارهم تشجعهم على شراء المخطوطات والآثار ونقلها إِلَى بلدانهم.
أما الباحثُ والمحققُ الأستاذ عبدُالسلام عباس الوجيه فيؤكد في كتابه (مصادر التراث اليمني في المكتبات الخاصة) أن "ما نقله العثمانيون إلى تركيا من مخطوطات أيام إحتلالهم لليمن تقدَّرُ بالآلاف حوتها مكتباتُ تركيا الخاصة والعامة ضمن ربع مليون مخطوط نقلها الولاة العثمانيون من مختلف عواصم العالم العربي والإسلامي ومدنه أيام الدولة العثمانية، .... وكان لشغف الأتراك بنوادر المخطوطات أثرٌ كبيرٌ في تسرب كتب التراث اليمني، وعُرف من هؤلاء هواةٌ كبار كالشيخ علي أميري الذي يقول عنه أيمن فؤاد السيد: إنه كان متجرداً طول حياته لابتياع الكتب، وكان دفتر دار للأتراك في اليمن، فبلغت الكتب التي ابتاعها من اليمن نحو ألف مجلد، وهو مثالٌ بسيط لما حصل من قبل الأتراك.
وكذلك ما حوته المكتبات الأوربية والعالمية من مخطوطات يمنية تسربت عبر القرون الماضية بمختلف الطرق والوسائل غير الشريفة، ومن تلك المكتبات الأمبروزيانا في إيطاليا ومكتبات برلين، وفينا، وباريس، ومدريد، وليدن، وهولندا، ومكتبة المتحف البريطاني وغيرها من مكتبات لندن، وكثيراً من المكتبات الأوربية والأمريكية.
هذا غير ما حوته مكتبات الهند والعراق وإيران ومصر وبلاد الشام ودول الخليج وعلى رأسها السعودية من مخطوطات يمنية تعد بالآلاف تسربت بيعاً وسطواً ونهباً في ظل الظروف التي شهدتها اليمن.
إرشيف النهب والتهريب المنظم
> في العصر الحديث يذكر الناسُ ما حصل من نهب للمخطوطات وغيرها في أحداث ثورة سنة 1948 وثورة سبتمبر سنة 1962 وما تلاهما من أحداث نهبت فيها العشرات من المكتبات الخاصة في مختلف مناطق اليمن، وفيما يلي مجموعة معلومات مختصرة تم تجميعها من عدة مراجع:
¥