تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مثله، وأن تكون الاستعارات والتمثيلات لائقة بما استعيرت له وغير منافرة لمعناه؛ فإن الكلام لا يكتسي البهاء والرونق إلا إذا كان بهذا الوصف، وتلك طريقة البحتري" ([7] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn7))، ويمثل هذا الاتجاه من الآمدي تحاملا على أبي تمام، ولم يكن الاتهام للآمدي بالتعصب ضد أبي تمام بالجديد فقد اتهم كثير من النقاد والباحثين الآمدي بالتعصب ضد أبي تمام، وقد تحدث عنهم الدكتور محمد رشاد محمد صالح: في كتابه نقد الموازنة بين أبي تمام والبحتري، وعد منهم ياقوت الحموي وأبا الفرج الأصفهاني وابن النديم ابن المستوفي، ومن المحدثين الدكتور أحمد أمين، وجرجي زيدان والدكتور عبده عزام (*) ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn8).

وإن كان يمثل أبو تمام يمثل النموذج الجيد فإنه يحمل درجة أقل جودة من النموذج الذي يمثله البحتري"لأن أبا تمام شديد التكلف، صاحب صنعةٍ، ويستكره الألفاظ والمعاني وشعره لا يشبه أشعار الأوائل، ولا على طريقتهم؛ لما فيه من الاستعارات البعيدة، والمعاني المولدة، فهو بأن يكون في حيز مسلم بن الوليد ومن حذا حذوه - أحق وأشبه" ([8] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn9)).

وهذا الرأي في ظني يهدم موازنة الآمدي ويجتثها من جذورها لأنه يقول:"وعلى أنى لا أجد من أقرنه به؛ لأنه ينحط عن درجة مسلم؛ لسلامة شعر مسلم وحسن سبكه وصحة معانيه، ويرتفع عن سائر من ذهب هذا المذهب وسلك هذا الأسلوب؛ لكثرة محاسنه وبدائعه واختراعاته" ([9] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn10))؛ فإذا كان هذا رأيه فلماذا لم يجعل الموازنة بين مسلم والبحتري بدلا من أبي تمام، وما قيمة الموازنة بين شاعرين مختلفين، وهذا الأمر يؤكد تحامله الشديد منذ اللحظة الأولى على أبي تمام، وهذا الموقف جعل إحسان عباس متحيرا فإذا كانا بعيدين فلما الموازنة إذن يقول إحسان عباس:" إذا كان أبو تمام لا يقترن بأحد من أبناء مذهبه وطبقته فهل من الممكن إجراء الموازنة بين شاعرين متباعدين في الطريقة؟ أليست هذه الموازنة كوضع حديد في كفة ميزان ووضع نحاس في كفة أخرى، ولا يكون الحكم بعد ذلك إلا حول أيهما يرجح بالآخر من حيث الكم لا من حيث النوع؟ وعلى هذا يظل السؤال الأول " لم الموازنة؟ " وارداً دون جواب" ([10] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn11))، وهذا الكلام الذي قاله الدكتور إحسان عباس في تعليليه لرفضه فكرة الموازنة بين الطائيين على أساس أنهما مختلفان في المذهب والاتجاه هو ما قاله الآمدي نفسه عندما أثبت نصا يقول:"وأخبرني بعض الشيوخ عن أبي العباس ثعلب عن ابن الأعرابي عن المفضل أن سائلا سأله عن الراعي وذي الرمة أيهما أشعر، فصاح عليه صيحة منكرة: أي لا يقاس ذو الرمة بالراعي، وكذلك غير المفضل لا يقيسه به ولا يقارب بينهما" ([11] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn12))، فهو قد أنكر قياس الراعي على ذي الرمة لاختلاف مذهبيهما في قول الشعر، وهو يقر باختلاف أبي تمام عن البحتري في المذهب لاعتبارات كثيرة عدها في موازنته، ومع إقراره بكل هذا يقيم هذه الموازنة، فكيف يسمح لنفسه بما حذر منه الآخرين؟ وبما يخالف مذهبه في النقد.

[1] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref1) - الآمدي: الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري، مصدر سابق، ص:3.

[2] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref2) - الآمدي: الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري، مصدر سابق، ص:4.

[3] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref3) - الآمدي: الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري، مصدر سابق، ص:4.

[4] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref4) - الآمدي: الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري، مصدر سابق، ص:4.

[5] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref5) - ابن قتيبة: الشعر والشعراء، مصدر سابق، ج1، ص:77.

[6] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref6) - الآمدي: الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري، مصدر سابق، ص:11 - 21.

[7] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref7) - الآمدي: الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري، مصدر سابق، ص:423

(*) ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref8) راجع هذا الموضوع بالتفصيل مع أقوال الذين نقدوا موقف الآمدي مع أبي تمام عند د/ محمد رشاد محمد صالح: نقد الموازنة بين أبي تمام والبحتري، مرجع سابق ص:84:81.

[8] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref9) - الآمدي: الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري، مصدر سابق، ص:4 - 5.

[9] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref10) - الآمدي: الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري، مصدر سابق، ص:5.

[10] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref11) - إحسان عباس: تاريخ النقد الأدبي عند العرب، مرجع سابق، ص:159.

[11] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref12) - الآمدي: الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري، مصدر سابق، ص:416

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير