تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن هنا يبدو أن الكاتب واع بلعبة الكبار، وكيف يديرون العالم و يديرون السياسة لأن السياسة في نظره (فن تنجح مع السذج و الغفلة، يشوش عليها العلم، وتقومها الديموقراطية).

وهذا العالم الذي نعيش فيه مجرد أرقام ضائعة، تتجاذبه الصراعات تنتهي بسيطرة القوي و موت الضعيف و يبقى (الجوع يذبحنا من أعناقنا، يا هذا، و الغني يحيى في المخازن المخبأة تحت الأرض، ونحن من صرنا نأكل بالتقسيط، ونفترش الدوم اليابس، ونستعمل ظل الصبار كمراحيض مشتركة).

و دائما تشعر بأن الكاتب بلغة السرد، وبتحكمه في الأبطال يرفض هذا الواقع المأساوي المتسلط، فكان دائما واعيا بحقوقه، ويرفض كل أنواع الاستغلال، وهذا يظهر للقارئ عندما رفض البطل التعامل مع الادارة بهذا الشكل السلطوي، وذلك عندما رفض بطاقة التعريف (لا أريد بطاقة التعريف ... و لا أريد أن أنتمي إلى هذه المقاطعة).

من خلال قراءتنا للمجموعة القصصية الأرقام الضائعة، نلاحظ بأن الكاتب بوعزة الفرحان، يهدف من خلال رصده للواقع الاجتماعي إلى إرسال رسالة تتكرر بصور، وطرق مختلفة حسب اختلاف أحداث وشخوص القصة، هذه الرسالة هي تبليغ رؤيته إلى العالم، من خلال عالم أدبي متخيل، يعرف الكاتب كيفية التحكم فيه، و محاولة إيصاله بجرعات متنوعة و مختلفة حسب ظروف و مناسبة كل قصة، وهذه الرسالة يبعثها بهذه الطريقة حسب الترسيمة التالية.

المرسل


الرؤية إلى العالم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير