تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[واجب الأمة نحو حملة دينها مع أفضل أناس بعد الأنبياء (الصحابة والعلماء)]

ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[13 Apr 2005, 07:03 ص]ـ

الحلقة الرابعة

الخليفة الأول (الصديق رضي الله عنه [2])

في هذه الحلقة نستعرض حديثا طويلا في الصحيح للإمام البخاري رحمه الله تعالى ونأخذ منه المعالم الآتية من جوانب عظمة الصديق رضي الله عنه ومكانته عند الله وعند رسوله وفي الإسلام وعند المؤمنين:

1 - أول من صدق وأمن من الرجال. 2 - لم يتلعثم بها –قط- بل استجاب للنبي صلى الله عليه وسلم ودخل الإسلام دون تلكأ وهذا دليل على كمال عقله وفطنته حيث وفق بفضل الله تعالى إلى تمييز الحق في أول لحظة لسماعه إياه. 3 - تصديقه المستمر للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يتردد أبدا – في كل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولا أدل على ذلك من حادثة الإسراء والمعراج. 4 - شجاعته في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ومواجهة كفار قريش وهم يحاولون قتله عليه الصلاة والسلام في وقت ومرحلة عصيبة من مراحل الدعوة إذ من المحتمل جدا أن يتعرض للقتل في وقوفه ودفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم .. 5 - الثقة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يوليها للصديق يدل على ذلك تردده إلى منزله ما يعادل في اليوم الواحد مرتين فقد كان بيته مأوى للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا دليل على مكانة بيت أبي بكر رضي الله عنه في نصرة الإسلام من أول يوم مع الخوف الذي كان يخيم في تلك المرحلة من تاريخ الدعوة فالاحتمال كبير أن يتعرض لأذى قريش لقد الجانب الأمني منعدم تماما في وضع تتبع قريش كل من أسلم فكيف بمن يأوي النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم في اليوم الواحد أكثر من مرة فمخابرات قريش نشطة ومبثوثة ومتوثبة وقصة الإمام علي رضي الله عنه حين آوى أبا ذر معلومة ... وسواها في السيرة (المرحلة المكية كثير). 6 - اختيار أبي بكر من سائر الناس ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة له مدلول واضح يبين مكانة الصديق من نفس النبي صلى الله عليه وسلم وفي معيته بل وتشريفه أن يكون مع النبي صلى الله عليه وسلم في معية الله كما دلت أية براءة على ذلك. 7 - تضحياته المتعددة الجوانب في نفسه وماله وأهله وولده ووقته لم يبخل من ذلك بشيء فقد كان ينفق ماله كله ولا يُبقي لأهله وولده ومن يعولهم شيئا كما دل على ذلك فعله في الهجرة وحين حاول الفاروق رضي الله عنه أن يسبقه في الإنفاق فأتى بنصف ماله فجاء أبو بكر بماله كله! فقال عمر قولته المشهورة: لا أسابق أبا بكر بعد اليوم. 8 - تحمله لأذى قريش وهجرته في سبيل الله تعالى ومفارقة الأهل والأولاد والوطن ليعبد الله تعالى في مكان يأمن فيه على سلامة دينه. 9 - وصف ابن الدغنة له بتلك الأوصاف العظيمة (إن أبا بكر لا يُخرج مثله ولا يَخرج أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق). وعدم اعتراض قريش على ابن الدغنة في ذلك مع أنهم يعتبرون الصديق عدوا لهم دليل أجماع على جلالة الصديق في جاهليته وفي إسلامه ... وفي الحديث جوانب أخرى لكن نكتفي بهذا وإلى الحديث مسندا:

حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل قال بن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشية فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه بن الدغنة وهو سيد القارة فقال أين تريد يا أبا بكر فقال أبو بكر أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي قال بن الدغنة فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج إنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فأنا لك جار ارجع واعبد ربك ببلدك فرجع وارتحل معه بن الدغنة فطاف بن الدغنة عشية في أشراف قريش فقال لهم إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق فلم تكذب قريش بجوار بن الدغنة وقالوا لابن الدغنة مر أبا بكر فليعبد ربه في داره فليصل فيها وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به فإنا نخشى أن يفتن نساءنا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير