تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مختارات (70) (هموم تربوية ودعوية) + فن توجيه الحدث]

ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[27 Mar 2005, 07:25 ص]ـ

عشرون طريقة لمواجهة تمرد الطفل العنوان *

تربوي الموضوع

ابني -8 سنوات- عاطفي وحنون جدا، ولكن لديه الكثير من السلوكيات الصعبة التي أفقد معها السيطرة على نفسي، مع أني امرأة قوية، وأقصد بذلك أني أمتلك من الإرادة والإيمان ما جعلني أتفوق وأتميز في أمور عديدة، إلا أني أشعر بإحباط وألم عميق عندما أجد نفسي أفشل أمام صغيري الذي جعل الله له في قلبي حبا يختلف عن الآخرين، ولكنه بتصرفاته لا يسمح لي أن أعبر عن حبي هذا في جميع الأوقات، فتنقلب إلى جدل وصوت عال وغضب لسلوكه الذي يتركز على الإهمال وعدم الجدية في أعماله أو بشخصيته؛ فهو يحاول أن يجعل نفسه مهرجا أغلب الأوقات ولا يتصرف بشكل عادي، لا أريد منه أن يكون متزنا وحكيما، ولكن طفلا عاديا.

ثم إنه لا يتحمل مسئولية أي عمل وينسى ولا يهتم بما يجب عليه؛ فواجباته يجب أن أذكره بها عدة مرات لكي يؤديها، وفراشه وملابسه وكل صغيرة وكبيرة يجب أن أنبهه عليها، مع أني علمته وأخته النظام والمسئولية منذ الصغر حسب ما يتوافق مع أعمارهما، وغالبا ما أجد أخته وهي أكبر منه بسنتين تستجيب بشكل جيد، في حين تكاد استجابته تكون صفرا في أغلب الأمور.

وهذا الملاحظات لا تنطبق في البيت فقط وإنما في المدرسة أيضا؛ فهو لا يتبع النظام والروتين وغالبا ما يقوم بسلوكيات غير مسموح بها سواء بالمدرسة أو البيت أو خارج البيت، كأن يرفض أداء واجب معين في المدرسة أو يرفض القراءة في البيت وأمور عديدة أخرى.

حاولت معه مختلف أنواع الترغيب من خلال جداول المكافآت أو حتى العقاب كحرمانه من بعض الأمور التي يحبها ولكن لم أجد نتيجة إيجابية، وحتى عندما أحاول أن أنذره بالعقاب كأن يحرم من مشاهدة التلفزيون يكون جوابه مثيرا؛ فيقول لا يهمني أنا أستطيع أن أفعل كذا وكذا.

وإذا ما اشتد الأمر بيننا فإنه يفقد أعصابه ويتجاوز حدود الأدب في الكلام، وهذا ما يرعبني؛ لأن الطفل عادة يخاف ويهدأ عندما يثور الكبير أمامه سواء كان والديه أو معلمته أو أي شخص آخر، ولكن ابني يتجاوز كل شيء ولا يدرك مع من يتكلم وماذا يقول ثم يندم بعد فترة قصيرة ويعتذر، وغالبا ما أكون في قمة الحزن، فلا أستطيع أن أشعر به أو حتى أن أتكلم معه.

أنا خائفة عليه كثيرا وأكثر ما يؤلمني هو عدم مقدرتي في السيطرة على أعصابي أمام هذه التحديات، أراجع نفسي كثيرا وأقويها بالدعاء والإيمان، إلا أني غالبا ما أفشل، مزاجي أصبح حادا، وأصبحت لا أستطيع أن أمارس بقية أعمالي بشكل طبيعي كواجباتي نحو زوجي وابنتي وأيضا عملي وحتى علاقاتي الخارجية أصبحت أتهرب منها.

أنا أقرأ كثيرا وأحب أن أتعلم وأثقف نفسي في كل مجال، ولكن تبقى أمنيتي الأولى أن أكون أما ناجحة وصالحة؛ فصناعة الإنسان أمر صعب ونبيل في نفس الوقت، وأنا أريد أن أكون مربية ومصلحة قبل أن أكون أما، ولكني لست راضية عن نفسي لعدم قدرتي السيطرة على غضبي وعصبيتي بالشكل الذي يريحني وينفع ولدي وعائلتي.

أسأل الله لكم التوفيق والسداد والعون على تقديم الحلول، وإن أردتم المزيد من الاستفسار والتوضيح فإني على أتم الاستعداد لذلك.

ملاحظه أود استشارة د/حمدي عبد الحفيظ شعيب إن كان ممكنا أو أي استشاري آخر إن لم يكن ممكنا.

الاستشارة

د/حمدي عبد الحفيظ شعيب اسم الخبير

الحل

الأخت الفاضلة السائلة الأستاذة/ سما السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وشكر الله لكم استشارتنا.

فلقد تساءلتم عن حالة ولدكم الحبيب؛ والذي يعاني من حالة (العناد والتمرد)؛ كما ورد في رسالتكم الطيبة.

أولا: فإني أشكر الله إليكم حرصكم على أبنائكم، واجتهادكم في تنشئتهم ورعايتهم ومتابعتهم.

ثانيا: فإني أحييكم على هذا الأسلوب الراقي، والشرح الطيب الدقيق، وهذه المشاعر الوالدية الفائقة، ولِمَ لا وقد جعلكم الحق سبحانه أحق الناس بصحبة الأبناء، وأن الجنان تجري تحت أقدامكن؟!!.فهنيئا لأبنائكم هذه الوالدية الراقية. وهنيئا لكنَّ تلك المنزلة الربانية الخالدة.

ثالثا: فمعذرة؛ لتأخر ردي؛ وذلك لأنني عادة ما أتمهل في أي قضية أكتب عنها؛ لأفيد إخواني بحق، ولأمر آخر هو طلبكم استشارة شخصي وبالاسم؛ لذا فإنني أسأله سبحانه التوفيق.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير