تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مع صفوة الأمة بعد نبيها]

ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[03 May 2005, 06:48 ص]ـ

الحلقة الثامنة ترتيب الصديق عند الصحابة الكرام

مكانة الصديق عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم معلومة؛ في كتاب الله تعالى وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأما مكانته بين الأصحاب فنذكر هنا بعض الأمثلة أحدهما للإمام علي والثاني لأنس رضي الله عنهما وأرضاهما ليتبين مكانة الصديق عند صفوة الأمة بعد الأنبياء، ومن لم يكفه كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عاليه وسلم وصفوة الأمة قلا شيء يكفيه.

قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى: حدثني الوليد بن صالح حدثنا عيسى بن يونس حدثنا عمر بن سعيد بن أبي الحسين المكي عن بن أبي مليكة عن بن عباس رضي الله عنهما قال إني لواقف في قوم فدعوا الله لعمر بن الخطاب وقد وضع على سريره إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول رحمك الله إن كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك لأني كثيرا مما كنت أسمع رسول الله e يقول كنت وأبو بكر وعمر وفعلت وأبو بكر وعمر وانطلقت وأبو بكر وعمر فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب ([1] [1]

لقد كان الصديق أهلا لحمل الأمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم رضيه الله تعالى لعلمه بما سيفعله ذلك الخليفة العظيم بالحدث الجلل الذي حدث وهو الردة والمؤامرة الرهيبة على المدينة مهبط الوحي وعاصمة الإسلام الأولى ومع أن خلافته كانت قليلة؛كانت سنتين انشغل بها كثيرا بحروب الردة وهي مسألة طبيعية أن يبدأ بتثبيت الأمر في داخل الجزيرة قبل أن يتوجه نحو الفتوحات بتوسع إلا إنه لم يغفل رضي الله عنه عن الفتوحات خارج الجزيرة بل لقد انفرد بالرأي في إمضاء جيش أسامة إلى خارج الجزيرة العربية كما سبق .. وقد بدأ بالفتوحات التي أكملها الفاروق حيث توفي ومعركة اليرموك في اللمسات الأخيرة لخوضها؛ تلك هي وظيفة الخلافة الإسلامية؛ دعوة الناس إلى الله تعالى لا تتوقف ... وقد أشارت بعض الأحاديث .. إلى ذلك

في بعض الرؤى وكان في (ذلك إشارة إلى ما فتح في زمانه من الفتوح الكبار وهي ثلاثة ولذلك لم يتعرض في ذكر عمر إلى عدد ما نزعه من الدلاء وإنما وصف نزعه بالعظمة إشارة إلى كثرة ما وقع في خلافته من الفتوحات والله اعلم وقد ذكر الشافعي تفسير هذا الحديث في الأم فقال بعد أن ساقه ومعنى قوله وفي نزعه ضعف قصر مدته وعجلة موته وشغله بالحرب لأهل الردة عن الافتتاح والازدياد الذي بلغه عمر في طول مدته انتهى فجمع في كلامه ما تفرق في كلام غيره ويؤيد ذلك ما وقع في حديث بن مسعود في نحو هذه القصة فقال قال النبي e فاعبرها يا أبا بكر فقال إلي الأمر من بعدك ثم يليه عمر قال كذلك عبرها الملك أخرجه الطبراني لكن في إسناده أيوب بن جابر وهو ضعيف قوله وفي نزعه ضعف أي انه على مهل ورفق قوله والله يغفر له قال النووي هذا دعاء من المتكلم أي انه لا مفهوم له وقال غيره فيه إشارة إلى قرب وفاة أبي بكر وهو نظير قوله تعالى لنبيه عليه السلام فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا فانها إشارة إلى قرب وفاة النبي e قلت ويحتمل ان يكون فيه إشارة إلى ان قلة الفتوح في زمانه لا صنع له فيه لان سببه قصر مدته فمعنى المغفرة له رفع الملامة عنه. قوله فاستحالت في يده غربا بفتح المعجمة وسكون الراء بعدها موحدة أي دلوا عظيمة قوله فلم ار عبقريا بفتح المهملة وسكون الموحدة بعدها قاف مفتوحة وراء مكسورة وتحتانية ثقيلة والمراد به كل شيء بلغ النهاية واصله ارض يسكنها الجن ضرب بها العرب المثل في كل شيء عظيم وقيل قرية يعمل فيها الثياب البالغة في الحسن وسيأتي بقية ما فيه في مناقب عمر قوله يفري بفتح أوله وسكون الفاء وكسر الراء وسكون التحتانية وقوله فرية بفتح الفاء وكسر الراء وتشديد التحتانية المفتوحة وروي بسكون الراء وخطأه الخليل ومعناه يعمل عمله البالغ ووقع في حديث أبي عمر ينزع نزع عمرا قوله حتى ضرب الناس بعطن بفتح المهملتين واخره نون هو مناخ الإبل إذا شربت ثم صدرت وسيأتي في مناقب عمر بلفظ حتى روي الناس وضربوا بعطن ووقع في حديث أبي الطفيل بإسناد حسن عند البزار والطبراني ان رسول الله e قال بينا انا انزع الليلة إذ وردت علي غنم سود وعفر فجاء أبو بكر فنزع فذكره وقال في عمر فملأ الحياض وأروى الواردة وقال

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير