تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مختارات 100 (تربويات)]

ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[21 Oct 2005, 07:38 ص]ـ

[مختارات 100 (تربويات)]

النقاء الذي نفتقده *

في أول مقابلة تلفزيونية له بعد خروجه من السجن فاجأ الزعيم الماليزي أنور إبراهيم الناس عندما ذهب يتحدث عن خصمه (محاضير محمد) ويقول إن محاضير ظلمني كثيراً .. ولكن إذا كان لمحاضر سيئة واحدة بظلمي فإن له الكثير الكثير من الحسنات لماليزيا وشعبها؟!

والمعلوم أن محاضر محمد هو من وقف وراء الحملة التي أطاحت بإبراهيم وسجنه بشكل مهين من موقع الرجل الثاني في الحزب والدولة إلى السجن مع تهم مست عرضه وشرفه بصورة لم يسبق أن تعرض لها أحد!

ومع هذا كله يؤكد أنور إبراهيم في نهاية حديثه بأن الإنصاف يقتضي أن نقول بأن محاضير رجل عظيم يستحق الاحترام!

لكن الحقيقة أيضاً أن ما فعله وقاله أنور إبراهيم هنا وفي وقت ما زال يحمل مرارة الظلم والقهر .. هو الأكثر عظمة ويستحق الاحترام والتأمل .. فالعدل والإنصاف وتجسيد «ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا» وبهذه الصورة الجميلة صفة من صفات أهل الجنة وأخلاق من أخلاق التمكين الحضاري وجزء من النقاء الفردي الذي يقف وراء المعجزة الماليزية ويفسر لنا سر الفعل الاستثنائي للماليزيين .. وهو خلق مفقود وأمر صعب .. صعب يعجز عنه الكثير ممن يقومون الليل ويصومون النهار ويتصدرون للدعوة.

ويقف فقدان هذا الخلق وهذا النقاء الفردي وراء التخلف ووراء كل الإرباك الذي تعيشه الأمة ويكفي أن نعرف أننا غالباً ما نتجاوز الإنصاف إلى دائرة الظلم وفي كل حالاتنا تقريباً عند الحب وعند الكره على السواء؛ فإذا أحببنا (فلاناً) فإننا نتجاوز الإنصاف بهذا الحب فنعطيه حقه وحق الآخرين ونحمله ما لا يطيق حتى نكسر ظهره والآخرين، وإذا ما بغضنا (فلانا) فإننا نتجاوز الإنصاف إلى الظلم فنجرد هذا من كل حسناته ونحمله سيئات الإنس والجن ونجره إلى عثرته جراً وبكل سرور حتى يخيل لك أحياناً بأننا أمة ممتحنة في نفسها فكلما تحرك أبناؤها لفعل شيء ما حتى يحولون بدون إنذار إلى سباع تأكل بعضها لحوم بعض ويحسبون أنهم يقفون على ثغرة بينما هم في الحقيقة يفتحون ثغرة جديدة على الجدار بل ثغرات عديدة لصالح الشيطان

* الصحوة نت -أحمد عثمان

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير