تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[صفوة الأمة بعد الأنبياء 10، 11]

ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[11 May 2005, 12:16 ص]ـ

الحلقة العاشرة

مبشرون بالجنة

[الصحابة والعلماء إلى أن تقوم الساعة هم حملة ديننا، من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين، و ذلك دليل على أنه يمارس ما يمارسه بدون تفكير ولا روية،،ويهرف بما لا يعرف، وتخفى عليه غاية ونتيجة ممارسته، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه ويوصلوه إلينا نقيا صافيا]

وفي الحديث الصحيح الآتي بيان لبطلان ما يدعي البعض من أنه لم يبق على النهج بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا بضعة منهم فأهل بدر قد بشروا بالجنة وبقي منهم عدد كبير أولهم الصديق رضي الله عنه وعن جميع الصحابة، وأهل الحديبية كذلك وهذه الأحاديث وصلت إلينا بالطرق العلمية للنقل لا يتطرق إليها شك ... ولقد بقي جميع الأصحاب يناصرون هذا الدين حتى بلغ مشارق الأرض ومغاربها فتلك قبورهم في أقاصي الدنيا لم يخرجهم مال ولا جاه ولا شيء من متعلقات الدنيا الفانية ودليل صدق ذلك دخول البلاد المفتوحة الإسلام وبقائه فيهم إلى اليوم ... ولو كانوا يريدون مصالح آنية من الدنيا لانتهوا كما انتهى وينتهي أصحاب المصالح الآنية ولما بقي للإسلام بقية ... لقد ورّثوا الإسلام وبقي الإسلام القرون الطويلة المتعددة وهذا سر بقاء هذا الدين العظيم فلم تكن فتوحاته لمصالح آنية ولتطبيق رغبات أشخاص تنتهي آثارها بموتهم أو بدحرهم وخروجهم ولكنها فتوحاتأسست على تقوى من الله تعالى وإخلاص أولئك البررة الذين تشربوا تربيتهم من كتاب الله تعالى بتزكية رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم وبقيت حية في جميع المراحل والعصور إلى يومنا هذا لا يضرها من خالفها أو وقف تجاهها ... يقول الإمام العظيم الإمام البخاري راويا قصة حاطب والتي كان من نتائجها الجميلة بيان فضيلة أهل بدر وكانت سببا في تعضيد القاعدة العظيمة (حق أهل السابقة):

حدثنا يوسف بن بهلول حدثنا بن إدريس قال حدثني حصين بن عبد الرحمن عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه قال:

بعثني رسول الله ? والزبير بن العوام وأبا مرثد الغنوي وكلنا فارس فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها امرأة من المشركين معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين قال فأدركناها تسير على جمل لها حيث قال لنا رسول الله ? قال قلنا أين الكتاب الذي معك قالت ما معي كتاب فأنخنا بها فابتغينا في رحلها فما وجدنا شيئا قال صاحباي ما نرى كتابا قال قلت لقد علمت ما كذب رسول الله ? والذي يحلف به لتخرجن الكتاب أو لأجردنك قال فلما رأت الجد مني أهوت بيدها إلى حجزتها وهي محتجزة بكساء فأخرجت الكتاب قال فانطلقنا به إلى رسول الله ? فقال ما حملك يا حاطب على ما صنعت قال ما بي إلا أن أكون مؤمنا بالله ورسوله وما غيرت ولا بدلت أردت أن تكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي وليس من أصحابك هناك إلا وله من يدفع الله به عن أهله وماله قال صدق فلا تقولوا له الا خيرا قال فقال عمر بن الخطاب إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين فدعني فأضرب عنقه قال فقال يا عمر وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة قال فدمعت عينا عمر وقال الله ورسوله أعلم

شرح ابن حجر

قوله باب إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة والمؤمنات إذا عصين الله وتجريدهن أورد فيه حديث علي في قصة المرأة التي كتب معها حاطب إلى أهل مكة ومناسبته للترجمة ظاهرة في رؤية الشعر من قوله في الرواية الأخرى فأخرجته من عقاصها وهي ذوائبها المضفورة وفي التجريد من قول علي لأجردنك وقد تقدم في باب الجاسوس من وجه آخر عن علي ويأتي شرحه في تفسير سورة الممتحنة وقوله في الإسناد عن أبي عبد الرحمن هو السلمي وقوله وكان عثمانيا أي يقدم عثمان على علي في الفضل وقوله فقال لابن عطية هو حبان بكسر المهملة وبالموحدة على الصحيح كما سيأتي في استتابة المرتدين وقوله وكان علويا أي يقدم عليا في الفضل على عثمان وهو مذهب مشهور لجماعة من أهل السنة بالكوفة قال بن المنير ليس في الحديث بيان هل كانت المرأة مسلمة أو ذمية لكن لما استوى حكمهما في

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير