تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[صفوة الأمة بعد الأنبياء 31]

ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[30 Sep 2005, 05:50 م]ـ

من فضلك شارك في إرسال هذه الحلقات إلى الكم الذي تستطيع عليه؛ لتنال أجر الذب عن الصحابة والعلماء الربانيين؛ ولن يضيع عند الله شيء ما دامت النية خالصة له سبحانه ...

[الصحابة والعلماء هم حملة ديننا إلى أن تقوم الساعة، من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين، و ذلك دليل على أنه يمارس ما يمارسه بدون روية ولا تفكير،،ويهرف بما لا يعرف، وتخفى عليه غاية ونتيجة ممارسته، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه ويوصلوه إلينا نقيا صافيا]

(إيها يابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك) النبي صلى الله عليه وسلم

الحلقة الواحدة والثلاثون

قوة برحمة وحكمة تساوي قيادة راشدة

المنهج المبني على كتاب الله وسنة نبيه، وما انبثق منهما يساوي قيادة وإدارة راشدة،

لقد كان الفاروق رضي الله عنه يتمتع بهذا؛ ولقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بهذا، فالحديث الذي معنا يوضح صفة القوة بخوف الشيطان منه وكذلك النساء، هذه القوة لو كانت خالية من الرحمة والحكمة والمنهج الراشد لما كانت قيادته موفقة لكن ثمة صفات الحكمة والعلم بكتاب الله وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وسياسة الناس بهما، وكونه مهيأ لأن يصلح أن يكون محدثا لولا أنه لانبي بعد النبي صلى الله عليه وسلم. هذه الصفات مهمة لمن يقود الناس قوة وحزم، ورحمة وحكمة وتحرٍ للحق من دوحتي الوحي، وما تفرع عنهما ... وبدون هذا تكون القيادة والإدارة غير موفقة ولا مسددة ... يقول الإمام البخاري رحمه الله تعالى:

حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح عن بن شهاب أخبرني عبد الحميد أن محمد بن سعد أخبره أن أباه قال حدثني عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن أبي شهاب عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته فلما استأذن عمر بن الخطاب قمن فبادرن الحجاب فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك فقال عمر أضحك الله سنك يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب فقال عمر فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ثم قال عمر يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إيها يا بن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك. [1]

قوله استأذن عمر على رسول الله e وعنده نسوة من قريش هن من أزواجه ويحتمل أن يكون معهن من غيرهن لكن قرينة قوله يستكثرنه يؤيد الأول والمراد أنهن يطلبن منه أكثر مما يعطيهن وزعم الداودي أن المراد أنهن يكثرن الكلام عنده وهو مردود بما وقع التصريح به في حديث جابر عند مسلم انهن يطلبن النفقة قوله عالية بالرفع على الصفة وبالنصب على الحال وقوله أصواتهن على صوته قال بن التين يحتمل أن يكون ذلك قبل نزول النهي عن رفع الصوت على صوته أو كان ذلك طبعهن انتهى وقال غيره يحتمل أن يكون الرفع حصل من مجموعهن لا أن كل واحدة منهن كان صوتها أرفع من صوته وفيه نظر.قيل ويحتمل أن يكون فيهن جهيرة أو النهي خاص بالرجال وقيل في حقهن للتنزيه أو كن في حال المخاصمة فلم يتعمدن أو وثقن بعفوه ويحتمل في الخلوة ما لا يحتمل في غيرها. قوله أضحك الله سنك لم يرد به الدعاء بكثرة الضحك بل لازمه وهو السرور أو نفي ضد لازمه وهو الحزن قوله أتهبنني من الهيبة أي توقرنني. ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير