تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[صفوة الأمة بعد الأنبياء 35]

ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[24 Oct 2005, 05:31 م]ـ

[صفوة الأمة بعد الأنبياء 35]

الحلقة الخامسة والثلاثون

جدٌ وجود

(إيها يابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك)

النبي صلى الله عليه وسلم

من فضلك شارك في إرسال هذه الحلقات لتنال أجر الذب عن الصحابة والعلماء الربانيين؛ ولن يضيع عند الله شيء ما دامت النية خالصة له سبحانه ...

[الصحابة والعلماء هم حملة ديننا إلى أن تقوم الساعة، من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين، و ذلك دليل على أنه يمارس ما يمارسه بدون روية ولا تفكير،،ويهرف بما لا يعرف، وتخفى عليه غاية ونتيجة ممارسته، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه ويوصلوه إلينا نقيا صافيا].

{حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني بن وهب قال حدثني عمر هو بن محمد أن زيد بن أسلم حدثه عن أبيه قال سألني بن عمر عن بعض شأنه يعني عمر فأخبرته فقال ما رأيت أحدا قط بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من حين قبض كان أجد وأجود حتى انتهى من عمر بن الخطاب} [1]

(حدثني عمر هو بن محمد ووقع في رواية حرملة عن بن وهب حدثني عمر بن محمد بن زيد أي بن عبد الله بن عمر. قوله سألني بن عمر عن بعض شانه يعني عمر يريد أن بن عمر سأل أسلم مولى عمر عن بعض شأن عمر. قوله فقال ما رأيت؛ هو مقول بن عمر.قوله أجد بفتح الجيم والتشديد أفعل من جد إذا اجتهد وأجودأفعل من الجود. قوله بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتمل أن يكون المراد بالبعدية في الصفات ولا يتعرض فيه للزمان فيتناول زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بعده فيشكل بابي بكر الصديق وبغيره من الصحابة ممن كان يتصف بالجود المفرط أو بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشكل بابي بكر الصديق أيضا ويمكن تأويله بزمان خلافته وأجود أفعل من الجود أي لم يكن أحد أجد منه في الأمور ولا أجود بالأموال وهو محمول على وقت مخصوص وهو مدة خلافته ليخرج النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر من ذلك قوله حتى انتهى أي إلى آخر عمره وهذا بناء على أن فاعل انتهى عمر وقائل ذلك بن عمر ويحتمل أن يكون فاعل انتهى بن عمر أي انتهى في الإنصاف بعد أجد وأجود حتى فرغ مما عنده وقائل ذلك نافع والله اعلم.) [2]

فهذه شهادة وثناء من عدول الناس بعد الأنبياء تشهد بجود الخليفة الراشد أبي حفص وجده رضي الله عنه وأرضاه لا يصل إليه أحد عدا النبي صلى الله عليه وسلم والصديق رضي الله عنه.

وهاتان صفتان مهمتان للقائد الفذ الذي يقود بكفاءة ومهارة.


[1]- البخاري 3/ 1348 رقم 3484.

[2]- الفتح 7/ 49

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير