تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[صفوة الأمة بعد الأنبياء 23]

ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[07 Jul 2005, 07:12 ص]ـ

من فضلك شارك في إرسال هذه الحلقات لتنال أجر الذب عن الصحابة والعلماء الربانيين؛بأسلوب علمي بعيد عن التجريح ومجاراة الآخرين. ولن يضيع عند الله شيء ما دامت النية خالصة له سبحانه ...

الحلقة الثالثة والعشرون

بيتٌ خيرُه متعدٍ

[الصحابة والعلماء الربانيون هم حملة ديننا إلى أن تقوم الساعة، من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين، و ذلك دليل على أنه يمارس ما يمارسه بدون روية ولا تفكير،،ويهرف بما لا يعرف، وتخفى عليه غاية ونتيجة ممارسته، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه ويوصلوه إلينا نقيا صافيا وقد أفضى من مات إلى ما قدم والله يتولى أمره]

حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتى الناس أبا بكر فقالوا ألا ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء قالت فعاتبني وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن الحضير ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر فقالت عائشة فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته) [1]

هنا في هذا الحديث يظهر من فضائل الصديق أمور: الأمر الأول تأثيره على بيته بتربيته أهله وأولاده؛ وهو في الغالب أن أهل المصلحين والصالحين وأولادهم يغلب عليهم الصلاح وما سوى ذلك شاذ وقليل. والأمر الثاني جريان فوائد للأمة من الله تعالى كان سببه بيت الصديق، وهي مسألة ذات بال في اتصال الخير والحسنات لمن تسبب في الخير، كما هو واضح من الأدلة في هذا والتي تدل على أن من دل على خير فله مثل أجر فاعله من غير أن ينقص من أجر الفاعل شيئا، وهو يدل على كرم الله تعالى. فعلى هذا فإن كل عمل يقوم به أحد من المسلمين فإن للنبي صلى الله عليه وسلم مثل آجره، ويأتي في المرتبة الثانية الصديق فإنه رضي الله عنه حمل مع النبي صلى الله عليه وسلم عبئ التبليغ وتوسيع دائرة الخير منذ أسلم، وكان أول من أسلم – كما هو معروف من الرجال- حيث دخل على يده عدد من كبار الصحابة الذين كان لهم دور كبير في الإسلام، ولقد كانت مواقف الصديق في حياته مع النبي صلى الله عليه وسلم وبعد أن لحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى مواقف خير متعدية فهو يجني ثمرة هذا الخير إلى يومنا هذا وإلى أن تقوم الساعة رضي الله عنه وأرضاه وحشرنا معه تحت لواء الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. والأمر الثالث أن أسلوب الداعية والمصلح إذا كان فيه حكمة بالإضافة إخلاص النية ينفع كثيرا، ويؤدي دورا تربويا عظيما ... والأمر الرابع التنويه بفضل أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وأرضاها وسيأتي الحديث عنها إن شاء الله تعالى.


[1]- البخاري 3/ 1342رقم 3469.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير