تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تحريم النظر لغير حاجة شملهما الدليل وقال بن التين أن كانت مشركة لم توافق الترجمة وأجيب بأنها كانت ذات عهد فحكمها حكم أهل الذمة وقوله فأخرجت من حجزتها كذا هنا بحذف المفعول وفي الأخرى فأخرجته والحجزة بضم المهملة وسكون الجيم بعدها زاي معقد الإزار والسراويل ووقع في رواية القابسي من حزتها بحذف الجيم قيل هي لغة عامية وتقدم في باب الجاسوس أنها أخرجته من عقاصها وجمع بينهما بأنها أخرجته من حجزتها فاخفته في عقاصها ثم اضطرت إلى إخراجه أو بالعكس أو بان تكون عقيصتها طويلة بحيث تصل إلى حجزتها فربطته في عقيصتها وغرزته بحجزتها وهذا الاحتمال أرجح وأجاب بعضهم باحتمال أن يكون معها كتابان إلى طائفتين أو المراد بالحجزة العقدة مطلقا وتكون رواية العقيصة أوضح من رواية الحجزة أو المراد بالحجزة الحبل لأن الحجز هو شد وسط يدي البعير بحبل ثم يخالف فتعقد رجلاه ثم يشد طرفاه إلى حقويه ويسمى أيضا الحجاز.

الحلقة الحادية عشرة

الخطأ وارد

ومن الذي لم يخط قط ومن له الحسنى فقط

[الصحابة والعلماء إلى أن تقوم الساعة هم حملة ديننا، من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين، و ذلك دليل على أنه يمارس ما يمارسه بدون تفكير ولا روية،،ويهرف بما لا يعرف، وتخفى عليه غاية ونتيجة ممارسته، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه ويوصلوه إلينا نقيا صافيا]

من المسلمات في النهج السوي الذي يتواءم مع الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها أن الإنسان معرض لأخطاء تعتوره في سيرته في هذه الحياة فهو مركب من جسم وروح ويحمل شهوة ورغبات ناتجة عنها، ويمر بلحظات تتراوح بين القوة والضعف، والصعود والهبوط، فيعلو الإنسان بالروح إلى مصاف الملائكة، في أوقات تتجلى فيها مرحلة الصفاء، وتهبط إلى الأرض عندما تنتابه فيها مراحل ضعف. فكان أن تضمن المنهج مراعاة ذلك وفتح باب التوبة على مصراعيه للأوبة ومراجعة النفس، ولا تغلق أبواب التوبة حتى تقوم الساعة، والوقوع في الخطاء تتفق مع قاعدة التوبة وإلا لما كان لوجود التوبة معنى؛ هذا ألمنطلق في ذهن المؤمن السوي يقيه التيه التطبيقي العملي الذي ينحرف به عن النظرة السوية إلى الأمور فيقع في مضيعات الإفراط والتفريط والتبديع والتفسيق والشطط الذي يخرج عن الجادة؛ فالصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم ليسوا معصومين من الخطأ الذي لا يسلم منه أحد ولكنه خطأ يختلف عن خطأ غيرهم ممن أتى بعدهم لقربهم من النبي صلى الله عليه وسلم الذي جعلهم خير القرون ... ولقد كان يحدث أخطاء في عصر النبوة وكان عليه الصلاة والسلام يعالجه ويسدد ما يبدر من أصحابه لكنه لم يكفر أحدا ولم يطرد أحدا، ولم يبغض أحدا ولم ينتقص أحدا بل ورد النهي عن تناول العاصي بما يعين عليه الشيطان بل الأمر أكبر من ذلك حيث جاء النص بميزة الخطأ والتوبة منه ولو لم يكن ذلك لذهب بمن ليسوا كذلك وأتى بقوم يخطئون ويتوبون ... والعصمة من الخطأ فيما يتعلق بالدين للأنبياء عليهم السلام - فقط – ليبقى المنهج المنطلق من الوحي معصوما وأما غيرهم فليس أحد معصوما منه، ومن انطلق من عصمة غيرهم فإنه يبني أحكامه وتصرفاته على انحراف عن النهج السوي والفطر السوية على أن الخليفة الأول الصديق خطأه نادر في سيرته الصحيحة والمواقف المتعددة. والأخطاء الواردة على سيرته رضي الله عنه تأويلات اجتهادية متعسفة من أصحاب الأهواء لا تثبت أمام البحث العلمي. وتصيد الأخطاء باب ولوجه سهل وميسور لمن ابتلي بهذا نسأل الله أن يحفظنا والمسلمين من ذلك.

قال الحاكم فيما رواه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله ? {كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون} هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

(قوله كل بن آدم خطاء أي كثير الخطأ أفرد نظرا إلى لفظ الكل وفي رواية خطاؤون نظرا إلى معنى الكل قيل أراد الكل من حديث هو كل أو كل واحد

وأما الأنبياء صلوات الله عليهم فإما مخصوصون عن ذلك وإما أنهم أصحاب صغائر والأول أولى فإن ما صدر عنهم من باب ترك الأولى أو يقال الزلات المنقولة عن بعضهم محمولة على الخطأ والنسيان من غير أن يكون لهم قصد إلى العصيان قاله القارىء وخير الخطائين التوابون أي الرجاعون إلى الله بالتوبة من المعصية إلى الطاعة)

وقد سبق أن الخطأ الجائز على الأنبياء إن وجد لا تعلق له الوحي.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير