تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال ابن هشام: حدثني بعض أهل العلم أنه قال يا أبت من الرجل الذي زجر القوم عنك يوم أسلمت، وهم يقاتلونك، جزاه الله خيرا؟ قال يا بني ذاك العاص بن وائل لا جزاه الله خيرا.

وذكر قول عمر لجميل بن معمر الجمحي إني قد أسلمت، وبايعت محمدا، فصرخ جميل بأعلى صوته ألا إن عمر قد صبأ. [3]

جميل هذا هو الذي كان يقال له ذو القلبين وفيه نزلت في أحد الأقوال [4] قوله تعالى {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)} [5]

قال القرطبي: نزلت في جميل بن معمر الفهري، وكان رجلا حافظا لما يسمع. فقالت قريش: ما يحفظ هذه الأشياء إلا وله قلبان. وكان يقول: لي قلبان أعقل بهما أفضل من عقل محمد. فلما هزم المشركون يوم بدر ومعهم جميل بن معمر، رآه أبو سفيان في العير وهو معلق إحدى نعليه في يده والأخرى في رجله؛ فقال أبو سفيان: ما حال الناس؟ قال انهزموا. قال: فما بال إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك؟ قال: ما شعرت إلا أنهما في رجلي؛ فعرفوا يومئذ أنه لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده. وقال السهيلّي: كان جميل بن معمر الجمحّي، وهو ابن معمر بن حبيب بن وهب ابن حذافة بن جمح، واسم جمح: تيم؛ وكان يدعى ذا القلبين فنزلت فيه الآية، وفيه يقول الشاعر:

وكيف ثوائي بالمدينة بعد ما قضى وطرا منها جميل بن معمر. [6]

وحدثنا عبد الله قثنا أحمد بن محمد بن أيوب قثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الحارث عن بعض آل عمر أو عن بعض أهله قال قال عمر لما أسلمت تلك الليلة تذكرت أي أهل مكة أشد لرسول الله e عداوة حتى آتيه فأخبره أني قد أسلمت قال قلت أبو جهل بن هشام وكان من أخوال أم عمر حنتمة بنت هشام بن المغيرة فأقبلت حين أصبحت حتى ضربت عليه بابه فخرج إلي فقال مرحبا وأهلا يا بن أختي ما جاء بك قال قلت جئت أخبرك أني قد آمنت بالله ورسوله محمد e وصدقته بما جاء به قال فضرب بالباب في وجهي وقال قبحك الله وقبح ما جئت به فزعموا أن عمر بن الخطاب قال في إسلامه حين أسلم يذكر بدء إسلامه وما كان بينه وبين أخته فاطمة بنت الخطاب حين كان أمره وأمرها ما كان

الحمد لله ذي الفضل الذي وجبت

منه علينا اياد ما لها غير

وقد بدأنا فكذبنا فقال لنا

صدق الحديث نبي عنده الخبر

وقد ظلمت ابنة الخطاب ثم هدى

ربي عشية قالوا قد صبا عمر

وقد ندمت على ما كان من زللي

وظلمها حين تتلى عندها السور

لما دعت ربها ذا العرش جاهدة

والدمع من عينها عجلان ينحدر

ايقنت ان الذي تدعو لخالقها

وكاد يسبقني من عبرة درر

فقلت اشهد ان الله خالقنا

وان أحمد فينا اليوم مشتهر

نبي صدق أتى بالصدق من ثقة

وافى الأمانة ما في عوده خور

من هاشم في الذرى والأنف حيث ربت

منها الذوائب والأسماع والبصر

وحيث يلجأ ذو خوف ومفتقر

وحيث يسمو إذا ما فاخرت مضر

يتلو من الله آيات منزلة

يظل يسجد منها النجم والشجر

به هدى الله قوما من ضلالتهم

وقد أعدت لهم إذ ابلسوا سقر [7]

اللهم احشرنا مع نبيك صلى الله عليه وسلم وصحبه؛ فإنك تعلم أننا إنما أحببناهم من أجلك، ونكتب عنهم تقربا إليك.

وصل على حبيبك وآله وصحبه ما ذكرك الذاكرون آناء الليل وأطراف النهار.


[1]- البخاري 3/ 1403. رقم 3652.

[2]- صحيح ابن حبان 15/ 302. رقم 6879.

[3]- أصله في البخاري

[4]- تفسير القرطبي عند تفسير الآية

[5]- سورة الأحزاب

[6]- القرطبي (المرجع السابق)

[7]- فضائل الصحابة 1/ 284. رقم 375.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير