تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والقراءة الثانية) كتابه (تدل على أن مضمون هذه الكتب السماوية -في توحيد الله سبحانه وتعالى - كله واحد، ولا تناقض بينها، لذلك فإننا نجد القرآن الكريم يشير إلى الكتب التي أنزلت على الأنبياء السابقين بـ (أل) التي هي للعهد، يقول تعالى:) وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ((53:البقرة)،) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً ((30:مريم)،) كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ((213:البقرة)، وهذا الكتاب هو نفسه الذي أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى:) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ ((3:آل عمران). فمن لم يؤمن بالكتاب الذي أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا يجوز أن يوصف بأنه مؤمن. وهذه القراءة فيها زيادة تخصيص بالقرآن الكريم، وكأنه خلاصة الإيمان بالكتب السابقة؛ فمن آمن بالكتب السابقة حقا فسيؤمن بهذا الكتاب الكريم، ومن لم يؤمن بهذا الكتاب فلم يكن قد آمن حقا بالكتب السابقة. وهذا ما أوصت به جميع الرسل أتباعها، وقد أخذ الله سبحانه وتعالى عليهم الميثاق بذلك، يقول تعالى:) وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ((81:آل عمران).

الخاتمة

الحمد لله الذي بفضله تتم النعمات، وبنوره تنقشع الظلمات، وبجوده وكرمه يُتجاوز عن الزلّات. أشكره سبحانه على ما يسره لي من إتمام هذا البحث، وإظهاره إلى حيّز الوجود بما هو عليه الآن. وتوصلت في هذا البحث إلى أهم النتائج الآتية:

· للقراءات القرآنية الكريمة عميق الأثر في التفسير؛ فبعض القراءات تؤكد الأخرى، وبعضها يزيدها بيانا، وبعضها يكسبها معاني جديدة.

· إن الفهم الصحيح والشمولي للآية القرآنية الكريمة يجب أن يكون بالجمع بين القراءات الواردة فيها.

وأوصي طلبة العلم أن تتضافر جهودهم، في سبيل خدمة كتاب الله عزََّ وجل، وإظهار أثر القراءات القرآنية في جميع المجالات، العلمية والفقهية و البيانيّة ...

وختاما أسأل الله العلي القدير، بفضله وجوده وكرمه، أن يوفق كافة المسلمين إلى كل خير في دينهم ودنياهم.

حاشية التوثيقات

1. ابن مجاهد؛ الإمام المقرئ المحدث النحوي شيخ المقرئين أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد البغدادي مصنف كتاب السبعة ولد سنة خمس وأربعين ومائتين أخذ الحروف عرضا عن طائفة وانتهى إليه علم هذا الشأن وتصدر مدة وقرأ عليه خلق و كان ابن مجاهد صاحب لطف وظرف يجيد معرفة الموسيقى وكان في حلقته من الذين يأخذون على الناس أربعة وثمانون مقرئا توفي في شعبان سنة أربع وعشرين وثلاث مئة. محمد بن أحمد ابن عثمان الذهبي (673 - 748هـ)، سير أعلام النبلاء، تحقيق: شعيب الأرناؤوط ومحمد نعيم، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1413هـ (ط9)، ج15، ص272 - 273

2. عاصم المقرئ أبو بكر عاصم بن أبي النجود مولى بني جذيمة بن مالك بن نصر كان أحد القراء السبعة والمشار إليه في القراءات توفي بالكوفة سنة سبع وعشرين ومائة رحمه الله تعالى. محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي (ت354)، مشاهير علماء الأمصار، تحقيق: م. فلايشهمر، بيروت، دار الكتب العلمية، 1959م، ج1، ص 165. وينظر أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر ابن خلكان (608 - 681هـ)، وفيات الأعيان وأنباء الزمان، تحقيق: د. إحسان عباس، بيروت، دار الثقافة، 1968م، ج3، ص 9

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير