تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1 - أن والدي النبي صلى الله عليه وسلم توفيا قبل بعثته؛ فأبوه صلى الله عليه وسلم توفي قبل أن يولد، وتوفيت أمه صلى الله عليه وسلم وهو في السادسة من عمره ([57])، فكيف يكونا من أصحاب الجحيم ولم تأتهم رسالة. قال تعالى:) وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ((15:الإسراء)، فهما من أهل الفترة؛ قال تعالى) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ((19:المائدة).

2 - ورد في الآثار السابقة التي ردّها الإمام السيوطي من حيث السند قول النبي صلى الله عليه وسلم: ليت شعري ... . وهذا من حيث المتن أردّه أيضا؛ فمن يقول ليت شعري مرّة لا بد أن يكررها في قوله مرّة أخرى ولا نجد حديثا آخر ورد فيه مثل هذا اللفظ، بل الأكثر من ذلك أن هذا القول يخالف نص الآية الكريمة) وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ ((69:يس).

المسالة الثالثة: المعنى المستفاد من تنوع القراءات

تأمل أخي الحبيب بَصَّرَنِي الله وإياك بنور كتابه كيف أن تنوع القراءات في هذه الآية الكريمة يظهر إعجاز القرآن في بيانه، فهو ليس بَيِّنٌ فقط بل هو مُبِينٌ معرب ومفصح عن كل ما يحويه من معاني على نحو قوله سبحانه وتعالى:) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ((195: الشعراء)، وكل قراءة من القراءات المتواترة تصف جانبا من جوانب المعنى كأنها آية مستقلة، وعند الجمع بين القراءتين تنجلي حقيقة المعنى مكتملة دون نقص.

فهذه الآية الكريمة بقراءتيها تدل دلالة ظاهرة على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على كل البشرية أن يهديها الله سبحانه وتعالى سبيل الصلاح والتقى، وهذا ما تؤيده الآيات الأخرى ومنها قوله تعالى:) فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ((8:فاطر)، وقوله تعالى:) يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ ((41: المائدة). وتدل أيضا على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأل جهدا في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ولم يقصِّر في شيء، وإنما كان كُفْرُ من كَفرَ لعدم إتباعه سبيل الرشد التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وفساد سريرة الكافر وفقا لقوله سبحانه وتعالى:) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً ((75: الكهف)، وقوله سبحانه وتعالى:) إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ((56: القصص).

المبحث الخامس: قوله سبحانه وتعالى:

] وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [(125: البقرة).

المسالة الأولى: القراءات الواردة في هذه الآية الكريمة

أشار ابن مجاهد إلى أوجه القراءات الواردة في هذه الآية الكريمة مسندا كل وجه إلى من قرأ به فقال: ” واختلفوا في قوله تعالى:) وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً (في فتح الخاء وكسرها؛ فقرأ ابن كثير وعاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي) وَاتَّخِذُوا (مكسورة الخاء، وقرأ نافع وابن عامر) وَاتَّخَذُوا (مفتوحة الخاء على الخبر “ ([58]).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير