تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكما أن بعض المتدينين مثلاً يقولون وبصدق أن الإسلام هو الحل دون أن يكون عند كثيرين منهم تصور عميق لذلك، فكذلك أتباع الدين الجديد يبشرون بأن الاقتصاد هو الحل [وهو الذي سيوفر كل الضمانات ويحل كل المشاكل، وهناك دول عديدة انهمكت أنظمتها بعمليات تجميل (اقتصادية) ظانة أن ذلك سينسي شعوبها حرمانها من أبسط حقوق الإنسان ومن الضمانات القانونية وسيلغي من ذاكرتها الجماعية كل الاضطهاد والسجن والتعذيب والمذابح والنهب والسلب والظلم الذي قامت به تلك الأنظمة، والتي توهم الشعوب أن الأمر كان مجرد خطأ فني يمكن تعويضه بسهولة عن طريق نثر بعض النقود (المنهوبة أصلاً) فوق رؤوس الخارجين (كمجتمع أو أفراد) للتو من حمامات الرعب والدم والاضطهاد، ويمكن للشعب الذي ترك منظومته الأخلاقية لصالح الدين الاقتصادي الجديد أن يستسلم بسهولة مثل ..... تبيع نفسها وتنسى أنها بيعت في سوق النخاسة بمجرد التلويح لها بالنقود، أما الشعوب ذات المنظومة الدينية والأخلاقية والقيمية المغايرة، فهي رقم صعب ومتعب وتذليله يحتاج إلى جهد طويل وقد لا ينجح في النهاية].

[ليس الدين الرأسمالي شيئاً سهلاً وإن تظاهر بالليونة وعدم التدخل بل هو ماكر ويتدخل في كل شيء، و يزرع فيروساته في كل جزء حي، بحيث لا ترجى له العافية بعد ذلك، منتهكاً بل ومغتصباً قيماً وأخلاقاً كثيرة في طريقه] ولعله أكثر الأديان أتباعاً وأوسعها انتشاراً، فالمليارات من البشر يدينون به، مع أنهم يظنون أنفسهم مسيحيين أو بوذيين أو حتى مسلمين .. أو لادينيين .. [فالفيروس سكن في كل خلية منهم وإن لم يدركوا ذلك].

في الدين الرأسمالي وسائل الانتاج يجب أن تكون ملكاً لأفراد، ودور الحكومات ينحصر في حماية الأفراد وهم يتنافسون على المزيد من الأرباح.

الربح و [قداسة] الفرد وعدم التدخل هي الأقانيم الأساسية لدين الرأسمالية! هل تشعر أن ذلك لايكفي! وهل مازلت تحس أن الدين يحتاج إلى خضوع واستسلام لقوة عظمى ... وبحيث لايكون الأمر مقصوراً فقط على مصطلح اليد الخفية بل يضم عقيدة دينية مذهلة تابع تسللها معي إذا سمحت.

[هل أنت عالم، مفكر، مخترع، طبيب، داعية، كنز مخفي ... كل ذلك لايهم] فالحقيقة أنه إذا كان معك قرش فأنت (بتسوى) قرش .... لاغير.

الخضوع ليس تابعاً لمجرد الفكرة [الغامضة] بل لآثارها! ومنها: ازدياد الهوة بين الفقراء والأغنياء، ودمار البيئة، واحتكار الأغنياء لمصادر الثروة، والحروب الطاحنة والقلاقل الاجتماعية، والأمراض القاتلة [لاحظ أن هناك من يعتقد أن مرض الإيدز، وربما جنون البقر، وحتى حمى الطيور إنما سببها تجارب جرثومية قامت بها الولايات المتحدة ثم أفلت الزمام من يدها ... ] والتدخل لإيقاف نهب الشعوب، ولمنع الحروب، ولإسقاط الأنظمة الديكتاتورية كله وإيقاف جنون التسلح .. ومنع الدول التوسعية من العدوان، والإصرار على اتفاقيات حماية البيئة، وغير ذلك ... كله هرطقة وكفر بالدين الرأسمالي وهو ضد مبدأه الأساسي (عدم التدخل) اللهم إلا إذا قررت (اليد الخفية) التدخل فذلك ممكن ولو أدى إلى نهب ثروات الأرض، أو ابتلاع الشركات الاحتكارية العالمية لآلاف الشركات الأصغر، وازدياد معدلات الفقر والبطالة، وإشعال الحرب بين العراق وإيران (لتأكل أكثر من مليون شاب إيراني وأقل منهم بقليل من العراقيين)، أوذبح أكثر من مليون أفريقي من التوتسي والهوتو، أو احتلال جزر الفوكلند، أو أفغانستان بحجة وجود دولة إرهابية، أو العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل (والجارة (إسرائيل) تملك من أسلحة الدمار الشامل مايفني العالم العربي كله، بل إنها قصفت المفاعل النووي العراقي وهددت بضرب الباكستاني - قبل أن يتاح لها حاكم شديد الإخلاص والانصياع فيفكك برنامج بلاده النووي بالمجان - ولولا الخشية من انفجار المنطقة لما ترددت بضرب المفاعل الإيراني) ... وكذلك المجازر في فلسطين ولبنان فيجب فيها عدم التدخل التزاماً بمبادئ الدين الماكر الجديد].

يجب عدم التدخل لأن مصالح الأفراد! [نعم ياسيدي الأفراد] مصونة ويجب على الجميع حمايتها ولو وصل العالم إلى الفناء الأكيد!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير