تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لوركزنا فقط على وسائل الإنتاج وغدارة الأعمال فإن نخبة من 1% فقط ستحصل على 90 - 95% من كل مصادر الدخل!

العشرة بالمائة الأغنى سيحصلون على (ومنهم النخبة الأولى 1%) يحصلون على 99% من مصادر الدخل!!

كل من في الفردوس الأرضي الآخرون لهم فقط [وفقط] 1% واحد بالمائة من كل مصادر الدخل!

الزيادة في الدخل القومي الأميركي GNP بين عامي 1983 - 1998 ذهبت كلها لطبقة 1% حصرياً والتي تمتعت بزيادة صافية قدرها 17% بينما باقي ال99% جميعاً هبط دخلهم بنسب متفاوتة.

يبدو أنه ليست هناك يد خفية بل قبضة حديدية، قبضة ال1%، والتي تجعل 12.5% من الأميركيين يعيشون تحت خط الفقر الفيدرالي الرسمي (أي حوالي 36 مليون شخص).

الخط الرسمي ليس هو الحقيقي فكلفة النقل في مجتمع لايمتلك وسائل نقل عامة كافية والضمان الصحي وغير ذلك يجعل خط الفقر الحقيقي أعلى، حيث تذكر بعض الدراسات أنه يشمل 30% من السكان جلهم من الأطفال والنساء والسود!

أليست هناك أرض الفردوس ومنابع الثروة وبلاد من جد وجد ....

نعم ذاك زعمهم ولكن الأرقام تشير إلى أن 70 - 80% من الثروة مركوز في يد 10 - 20% الأغنى طوال التاريخ الأميركي، وظلت تلك النسبة تتقلص باستمرار إلى أن تركزت الثروة في يد طبقة الواحد بالمائة (ذوي اليد الخفية).

كانت الرأسمالية تروج إلى أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء هي مرحلة عابرة من التطور وسينتهي الأمر برخاء عميم، أما اليوم فالأدبيات الرأسمالية تروج لإبقاء الفجوة لأن ذلك مفيد للاقتصاد، ولكن كيف يسكت الناس والملايين عن ذلك الوضع؟

يجب أن نفهم الوضع الطبقي للمجتمع الأميركي! ففيه ثلاث طبقات:

الطبقة الأولى: هي الطبقة التي لا تعمل لأنها لا تستطيع أن تعمل ومكونة من المشردين والمعاقين الفقراء والمنبوذين والذين ليست لهم بيوت، ويقدر عددهم بما يقارب ثلاثة ملايين إنسان، هم ال1% الأفقر.

الطبقة الثانية: وفيها أربع فئات أولاها العمال اليدويون غير المهرة ولهم حد أدنى من الأجور بالكاد يبقيهم على الرمق ولهم أقل الضمانات، والفئة الثانية هي العمال اليدويون المهرة (أصحاب الياقات الزرقاء) وأجورهم منخفضة ويكافحون لعدم السقوط إلى الفئة الأولى! أما الفئة الثالثة فهم الأشخاص الذين يستخدمون عقولهم وليس أيديهم (أصحاب الياقات البيضاء) ومنهم الصحفيون والأساتذة والأكاديميون ويحاولون الصعود إلى المرتبة الأعلى! والفئة الرابعة تستخدم أفواهها كالموظفين الكبار والسياسيين والمحامون والأطباء الكبار ورجال الأعمال المستقلون ... وعادة يتخيلون أنهم يقودون العالم ويقفون على قمته، وفي الحقيقة فهم يعملون عند الطبقة التالية، طبقة العاطلين عن العمل!

الطبقة الثالثة: هذه الطبقة لاتعمل لأنها لا تحتاج إلى العمل! ولكنها تحصل على أموال طائلة، إنها طبقة الواحد بالمائة الأغنى، صاحبة اليد الخفية، وهي التي تحوز على أرباح الطبقات كلها، وقد يكون لبعضهم وظائف ولكنها مجرد طقس شكلي فالدخل الشخصي ليس من العمل نفسه بل من استثمارات رأسمالية ضخمة!

قد تتداخل بعض الطبقات ولكن بحدود ضيقة، وكما في بعض الديانات الشرقية فالطبقة التي تلدك فيها أمك هي طبقتك النهائية بشكل عام، ماعدا استثناء مدهش وأخاذ! وهو أن أصحاب المرتبة الثالثة (وهم أصحاب الشهادات العليا عموماً) يمكن لهم أن يتحولوا إلى المرتبة الرابعة [مع ملاحظة أن المرتبتين الثالثة والرابعة تقعان في الفئة الثانية].

هذه الإمكانية في الصعود تفسر كل السكوت على الاحتكار الذي تمارسه نخبة [اليد الخفية] والتي لاتتجاوز 1%.

إنه الوعد بالصعود والحلم بالثراء المدهش انتقالاً إلى المرتبة الأعلى ومع وجود عقيدة الفردية [أو عبادة الذات إن شئت] التي يستنشق الجميع وجودهم من خلالها يصبح قبول ذلك الظلم شرطاً من شروط اللعبة، فلا بأس أن يحتكر الواحد بالمائة من الأفراد تسعين بالمائة من المقدرات مادام هناك احتمال [ولو وهمي] أن يصبح من نخبة [اليد الخفية].

اللعبة الذكية هو أن الواقفين عند المرتبتين الثالثة والرابعة هم الطبقة التي تصنع الرأي العام، وستبقى تنقل قواعد اللعبة وتعممها على كل الطبقات

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير