3/ الانسجام: تنتج مجموعة من شروط بلاغية المعاني المفردة عند المؤلف إلى ضمان انسجام الخطاب في مستويين:
1 - الدلائل المنطقية (تجنب الاستحالة والتناقض)، (عدم وضع الجائز بدل الممتنع)
2 - الموضوع ومستوى المحتويات.
4/ التناسب:- التناسب هنا غير المناسبة، ذلك أن المناسبة حكم منحه يتعلق بوضع الأمور في مواضيعها المناسبة. ومن هنا اعتبرناها منحة عامة مطلوبة عند ابن سنان بوجه عام أما التناسب فينصرف إلى وجود طرفين متجاوبين دلالياً أو صوتياً.
أ) التناسب الدلالي: التعادل
حاولنا أن نستوعب نحن مجموعة من شروط بلاغية المعاني بالإضافة إلى القسم الثالث من تناسب الألفاظ من جهة المعنى أي الطباق وعلى ذلك فالتعادل الدلالي يضم:-
1 - صحة التقسيم 2 - صحة المقابلة 3 - صحة التفسير
4 - تناسب الألفاظ جهة المعاني.
أما العلاقة بين المقابلة والطباق من جهة المخالفة فقد تجلت دون لبس في تمثيل المقابلة بقول أبي إسحاق الصاني (وإن تخلد في بطون الصحائف غلطنا وغلطك في إحساننا وإساءتك، وحفظنا وإضاعتك).
ب) التناسب الصوتي: التوازن قضية التوازن الصوتي من زاويتين في موقعين مختلفين من كتابة، تناولها من زاوية سلب العيب في باب شروط مضادة اللفظ، وتناولها زاوية تحصيل المزية.
ولقد قام ابن سنان بتصنيف هذه المكونات الإيقاعية تحت مفهوم واحد أوسع وأدق عملية عرفتها اللغة العربية إلى حدود عقده، وقد استطاع تجريد هذا المفهوم من مباحث كانت قائمة الذات ومن شأنها أن تشكل عائقاً في وجه أي عملية بنيوية من هذا القبيل. المباحث المقصودة هي:
1/ العروض 2/ القوافي 3/ البديع.
خلاصة البلاغة وجنس الخطاب [المقام الخطابي والمقام الشعري]
محاولة تفسير
رفض ابن سنان التمييز بين الخطابة والشعر والرسائل واعتبر الفصاحة واحدة في جميع أجناس الخطاب، باعتبارها الوظيفة الأولى للغة، وهي الإيضاح والفهم، ولذلك تعذر عليه الحسم في كثير من القضايا الخاصة بالخطابة مثل أحوال المتخاطبين.
إننا لم نعتمد في قول ما تقدم علي خطة الكتاب، وعلي صمت المؤلف عن إثارة هذه الإشكالية منذ البداية، وحسب، بل اعتمدنا علي تصريحه بعدم التميز في المناسبات التي ذهب النقاد والبلاغيون إلي ملاحظة الفروق فيها.
والمؤلف هنا يواجه تفريق النقاد بين الخطابة والشعر فقد كان الصاني حسب كلام ابن سنان، يزعم أن الحس من الشعر ما أعطاك معناه بعد مطاولة ومماطلة والحس من النثر ما سبق معناه لفظه.
وحجته هي أن وظيفة اللغة الوحيدة، فيما يبدو من كلامه هي التواصل. وأن مركز الكتاب سر الفصاحة هو الخطاب التداولي الناجح الذي يصل ويوصل بدقة، والشعر يشكل أزمة ومعارضة للمسار النثري للكتاب، وذلك كمثل ما شكل النثر أزمة ومعارضة بالنسبة لكتاب أسرار البلاغة.
الفصل الرابع: البلاغة المقصودة (بالنحو والمنطق)
من علم الأدب والبلاغة
1 - المشروع:-
اشتهر السكاكي في تاريخ الثقافة العربية بقراءته الخاصة للبلاغة العربية تلك القراءة التي صنفت مباحثها إلى معان وبيان وبديع. وقد ثبت هذا التقويم للرجل ولعمله فاستقر من خلال الشروح القوية التي تناولت الجزء البلاغي من كتابه مفتاح العلوم.
والواقع أن السكاكي لم يقصد في البداية إلى تأليف كتاب في البلاغة بمفهومها الخاص المتداول، وأول شاهد لذلك عنوان كتابه: مفتاح العلوم. غير أن هناك حصراً وتحديداً يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار وهو أن الكتاب ليس مفتاحاً لكل العلوم بل هو مفتاح العلم (الأدب) هذا النص صدع في بناء الأدب على أساسين:
1/ الصرف بتمامه، وتمامه بعلم الاشتقاق.
2/ والنحو بتمامه، وتمام بعلم المعاني والبيان.
وقد جعل كتابه في 3 أقسام:
1 - في علم الصرف 2 – في علم النحو 3 - في البيان والمعاني
ووظائف علم الأدب عند السكاكي 3 تحدد بحسب الباعث:-
1/ المستوى الأدنى: مستوى المعرفة الأولية بالموضوع
2/ المستوى الأوسط: مستوى إنتاج النصوص الأدبية السليمة
3/ المستوى الأعلى: الطموح إلى تحقيق مزية إضافية للصواب.
وهي القدرة على تلقي مراد الله تعالى في كلامه.
وإن المستوى الثالث يحددان ببعدين:
1/ بعد معياري هو الأساس يتعلق بإنتاج النصوص على وجه الصواب.
2/ بعد وصفي استعملت فيه عبارة التلقي تقابلها كلمة (الإنتاج).
¥