أما الحديث وعلومه، فكان السيوطي يحفظ مائتي ألف حديث كما روى عن نفسه، وكان مغرما بجمع الحديث واستقصائه لذلك ألف عشرات الكتب في هذا المجال، يشتمل الواحد منها على بضعة أجزاء، وفي أحيان أخرى لا يزيد عن بضع صفحات .. ومن كتبه:
7 - "إسعاف المبطأ في رجال الموطأ" 8 - تنوير الحوالك في شرح موطأ الإمام مالك" 9 - " جمع الجوامع" 10 - " الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة" 11 - " المنتقى من شعب الإيمان للبيهقي" 12 - "أسماء المدلسين"13 - "آداب الفتيا" 14 - " طبقات الحفاظ
وفي الفقه ألف.
15 - "الأشباه والنظائر في فقه الإمام الشافعي 16 - "الحاوي في الفتاوي" 17 الجامع في الفرائض" 18 تشنيف الأسماع بمسائل الإجماع
وفي اللغة وعلومها كان له فيها أكثر من مائة كتاب ورسالة منها:
19 - "المزهر في اللغة"، 20 - "الأشباه والنظائر في اللغة"، 21 - "الاقتراح في النحو"، 22 - "التوشيح على التوضيح"، 23 - "المهذب فيما ورد في القرآن من المعرب"، 24 - "البهجة المرضية في شرح ألفية ابن مالك".
وفي ميدان البديع كان له:
"25 - عقود الجمان في علم المعاني والبيان"، 26 - "الجمع والتفريق في شرح النظم البديع"، 27 - "فتح الجليل للعبد الذليل
وفي التاريخ والطبقات ألف أكثر من (55) كتابًا ورسالة يأتي في مقدمتها:
28 - "حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة"، 29 - "تاريخ الخلفاء"، 30 - "الشماريخ في علم التاريخ"، 31 - "تاريخ الملك الأشرف قايتباي"، 32 - "عين الإصابة في معرفة الصحابة"، 33 - "بغية الوعاة في طبقات النحاة"، 34 - "نظم العقيان في أعيان الأعيان"، 35 - "در السحابة فيمن دخل مصر من الصحابة"، 36 - "طبقات الأصوليين".
ومن مؤلفاته الأخرى الطريفة:
37 - "منهل اللطايف في الكنافة والقطايف"، 38 - "الرحمة في الطب والحكمة"، 39 - "الفارق بين المؤلف والسارق"، 40 - "الفتاش على القشاش"، 41 - "الرد على من أخلد إلى الأرض وجهل أن الاجتهاد في كل عصر فرض
وقد شاءت إرادة الله أن تحتفظ المكتبة العربية والإسلامية بأغلب تراث الإمام السيوطي، وأن تطبع غالبية كتبه القيمة وينهل من علمه الكثيرون. اعتزال السيوطي الحياة العامة:
قضى السيوطي فترة غير قصيرة في خصومات مع عدد من علماء عصره، كان ميدانها الحملات الشرسة في النقد اللاذع في الترجمة المتبادلة، ومن خصومه: البرهان الكركي، وأحمد بن محمد القسطلاني، والشمس الجوجري، غير أن أشد خصوماته وأعنفها كانت مع شمس الدين السخاوي، الذي اتهم السيوطي بسرقة بعض مؤلفاته، واغتصاب الكتب القديمة التي لا عهد للناس بها ونسبتها إلى نفسه.
ولم يقف السيوطي مكتوف الأيدي في هذه الحملات، بل دافع عن نفسه بحماسة بالغة وكان من عادته أن يدعم موقفه وقراره بوثيقة ذات طابع أدبي، فألف رسالة في الرد على السخاوي، اسمها "مقامة الكاوي في الرد على السخاوي" نسب إليه فيها تزوير التاريخ، وأكل لحوم العلماء والقضاة ومشايخ الإسلام
وكان لهذه العلاقة المضطربة بينه وبين بعض علماء عصره، وما تعرض له من اعتداء في الخانقاه البيبرسية أثر في اعتزال الإفتاء والتدريس والحياة العامة ولزوم بيته في روضة المقياس على النيل، وهو في الأربعين من عمره، وألف بمناسبة اعتزاله رسالة أسماها "المقامة اللؤلؤية"، ورسالة "التنفيس في الاعتذار عن ترك الإفتاء والتدريس "
وقد تنبه بعض خصوم السيوطي إلى خطئهم فيما صوبوه إلى هذا العالم الجليل من سهام في النقد والتجريح وخصومات ظالمة، فأعلنوا عن خطئهم، وفي مقدمتهم الشيخ القسطلاني الذي أراد أن يسترضي هذا العالم الجليل الذي لزم بيته وعزف عن لقاء الناس، فتوجه إليه حافيًا معتذرًا، غير أن هذا الأمر لم يجعل السيوطي يقطع عزلته ويعود إلى الناس، ولكنه استمر في تفرغه للعبادة والتأليف. اعتزال السلاطين:
عاصر السيوطي (13) سلطانًا مملوكيًا، وكانت علاقته بهم متحفظة، وطابعها العام المقاطعة وإن كان ثمة لقاء بينه وبينهم، وضع نفسه في مكانته التي يستحقها، وسلك معهم سلوك العلماء الأتقياء، فإذا لم يقع سلوكه منهم موقع الرضا قاطعهم وتجاهلهم، فقد ذهب يومًا للقاء السلطان الأشرف قايتباي وعلى رأسه الطيلسان [عمامة طويلة] فعاتبه البعض، فأنشأ رسالة في تبرير سلوكه أطلق عليها "الأحاديث الحسان في فضل الطيلسان"".
¥