تلك الأزمات والنكسات النفسية التي مرّ بها ولدت في داخله انفعالات ورؤية قاتمة للحياة، حتى أصيب بما نسميه اليوم (بالأمراض النفسية) وقد أوجدت فيه إرهاصات وصراعات وتناقضات في تركيبته الروحية أنتجت فيما بعد ذلك الإلحاد المشهور المعروف عنه.
ولكنه لمّا رأى حاله وأنه غمر لا يعبأ به أراد إشهار نفسه؛ ليغطي النقص الذي وجده في حياته؛ فراح يصاول بسيف غيره، فكان من أوائل ما كتب (كتاب البروق النجدية في اكتساح الظلمات الدجوية) ردّا على يوسف الدجوي أحد شيوخ الأزهر في مسألة التوسل بالأموات، وكان عمره حين صنف الكتاب لم يتعد العشرين، وكتابه ذلك يعلم منه كل من قرأه وكان ذو اطلاع أنه من باب ما نسميه اليوم بالسرقة العلمية، إذ حاول أن يصهر كتاب شيخ الإسلام (التوسل والوسيلة) في بوتقة كتابه هذا دون أن يتطرق لذكر استفادته منه.
فمن علم ذلك بطل عجبه من التصنيف، ومن لم يعلم ذلك استعظم ذلك النشء قويّ البيان جريء الجنان؟!!! ولكنه حاول أن يُبعد الأنظار عن تلك السرقة فلطّفها بشيء من التعابير الأدبية كثيرة الحشو قليلة الفائدة، من باب التكثر والتشبع بالتفاصح.
ثم أعقب ذلك بكتب هي كأوّلها؛ سرقات علمية مغطاة بتفاصح أدبي وتوسّع بياني عند أهل الخبرة والمعرفة، وإبداع عند قليلي البضاعة من العلم الشرعي وقليلي التتبع لمظان العلم وأهله وآثارهم.
ومع ذلك فقد كان يتماوت في طلب التقديمات من العلماء والمشايخ لكتبه رغبة في الشهرة والتعاظم، حتى لقد كان يطلب مرارًا وتكرارًا من علماء نجد أن يقدّموا لكتبه، وقد حصل ذلك بالفعل لبعض كتبه مثل كتاب (الصراع بين الإسلام والوثنية)، وهم معذورون بتقديمهم لأمور:
1 ـ عدم علمهم بالغيب وما يضمره ذلك الملحد.
2 ـ إحسان الظن فيه من باب (إجراء الناس على الظاهر)، فلا يتهمونه بطلب الشهرة.
3 - المصلحة المرجوة من وراء ما قرؤوه له على غير أهل جزيرة العرب من أهل مصر والشام، لكونه أحد رجالاتهم وكونه قد يعين على نشر دعوة التوحيد في تلك الديار؛ المعادية ـ وقتئذٍ ـ لكل ما يجيء عمّن ينبزونهم بـ (بدْوِ نجد) أو (الأعراب).
4 ـ كون ديار نجد آنذاك منهمكة في الحروب الداخلية بين (أهل دعوة التوحيد من آل سعود وآل الشيخ ومناصروهم) وبين (أعدائها من القبائل الجاهلة للتوحيد الذي بعث الله به المرسلين، ومن غير القبائل كالطامعين في نشر الفرقة لاكتساح نواة الإسلام)، وعدم تفرّغ الكثير من العلماء للتصدّي لأعداء الدعوة من الخارج.
5 ـ كون مصر حينئذٍ كانت تفوق نجد في التحضر ووسائل الطبع والنشر، وامتناع الكثير من دور النشر في مصر من طبع كتب الدعوة النجدية المخالف للمذهب السائد في مصر آنذاك، وقلة إقبال المطالعين إلى كتب من ينبزونهم بـ (الأعراب).
6 ـ كون أهل مصر أعلم بما يدور في ساحتها (وأهل مكة أدرى بشعابها)، والقصيمي منهم، فلا ضرر في فتح الباب له للردّ على ما يخالف الإسلام ويشوهه من الخرافات والبدع، من باب أن (الكل على ثغر من ثغور الإسلام، وعليه أن يحرس ثغره).
7 ـ وأما تقديم الشيخ (أبو السمح المصري) إمام الحرم آنذاك لكتابه (الصراع بين الإسلام والوثنية) في الرد على الرافضي محسن العاملي مع أنّ الأخير ليس من أهل مصر، فذلك بسبب إلحاح القصيمي المتكرر على طلب التقديمات لكتبه، وإبداء خصوصية لنفسه في الرد على الرافضة لكونه قد زار العراق ودرس بمدرستها (الكظمية) والتقى برؤوسهم وعلم منهم ما لا يعلمه من لم يخالطهم، إضافة لاختلاطه بباطنية الهند من إسماعيلية وإمامية وبُهَرَةٍ هنود ومعرفته بدواخلهم ومعتقداتهم.
هذه بعض الأسباب وراء ذلك ولولا انشغالي بما هو أنفع لي لأقمت دراسية وافية ضافية عنه، لكنني _ والله ـ أضن بوقتي عن قراءة غثائه ومطالعة قيئه الذي قاءه بعد إلحاده.
وهنا بعض الكتب التي وعدت بها في هذه المقدمة التي استطردت بها كثيرًا، وأرجو من الإخوة عذري، والله الموفق.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[25 - 02 - 08, 07:44 م]ـ
وهذه هي الكتب أرفقتها في أول المشاركة لكنها لم تظهر ولا أعلم السبب
وهذا أولها وهو للشيخ ابن عقيل الظاهري
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[25 - 02 - 08, 09:14 م]ـ
اللهم سلم يا رب
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[25 - 02 - 08, 09:35 م]ـ
وقد حاولت أن أكمل في المرفقات لكنني لم تفلح محاولاتي
فقمت برفعها على الأرشيف وهذه هي الروابط:
(بيان الهدى من الضلال في الرد على صاحب الأغلال) للعلامة إبراهيم السويح النجدي
المجلد الأول
http://ia341033.us.archive.org/3/items/qaseemy.books/bayan.p1.pdf
الملجد الثاني
http://ia341033.us.archive.org/3/items/qaseemy.books/bayan.p2.pdf
( تنزيه الدين وحملته ورجاله مما افتراه القصيمي فى أغلاله) لابن سعدي
http://ia341033.us.archive.org/3/items/qaseemy.books/tnzeeh.pdf
ورسالة ماجستير لمستشرق ألماني بعنوان:
(من أصولي إلى ملحد)
http://ia341033.us.archive.org/3/items/qaseemy.books/alqaseemy.jurgen.wasella.pdf
¥