وكانت الحلقات العلمية التي يعقدها السيوطي يقبل عليها الطلاب، فقد عُيّن في أول الأمر مدرسًا للفقه بالشيخونية، وهي المدرسة التي كان يلقي فيها أبوه دروسه من قبل، ثم جلس لإملاء الحديث والإفتاء بجامع ابن طولون، ثم تولى مشيخة الخانقاه البيبرسية التي كانت تمتلئ برجال الصوفية.
وقد نشب خلاف بين السيوطي وهؤلاء المتصوفة، وكاد هؤلاء المتصوفة يقتلون الرجل، حينئذ قرر أن يترك الخانقاه البيبرسية، ويعتزل الناس ومجتمعاتهم ويتفرغ للتأليف والعبادة. السيوطي وعلم التفسير:
للسيوطي رحمه الله باع طويل فة التفسير وعلوم القرآن، لا يقل شلأنا عن أحد من علماء عصره فى ذلك، إن لم يكن أطولهم باع، وأكثرهم تبحرا وتصنيف، يدلنا على ذلك آثاره وما حبرته يده من تواليف ما زالت المرجع فى موضوعاتها حتى اليوم.
يقول السيوطي:" لقد رزقت ولله الحمد التبحر فى سبعة علوم: التفسير والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني، والبيان، والبديع.
ومن آثاره فى تفسير القرآن: 1 - الدر المنثور فى التفسير بالمأثور، طبع فى ست مجلدات.
2 - التفسير المسند المسمي " ترجمان القرآن " 3 - الإتقان فى علوم القرآن، وقد جمع فيه ثمانين نوع من علوم القرآن، وما زال هذا الكتاب عمدة الدراسات القرآنية، فلم يصنف أوعب، ولا أجمع منه. 4 - التحبير فى علوم التفسير 5 - الناسخ والمنسوخ فى القرآن، وغير ذلك الكثير والكثير من الدراسات التي تخص القرآن الكريم. منهجه في التفسير:
صنف السيوطي رحمه الله كتابا كبيرا بعنوان " ترجمان القرآن فى تفسير المسند " جمع فيه ما رواه الحفاظ فى الصحاح، والسنن، والمسانيد، والمعاجم، والأجزاء، وأضاف إلبيه ما رواه المفسرون المسندون مثل ابن جرير الطبري، وعبد الرزاق الصنعاني وغيرهم .....
وأهم ما يميز تفسير السيوطي:
1 - يذكر مكان نزول السورة، وهل هي مكية أو مدنية. 2 - يذكر ما ورد فى هذه السورة من فضائل.
3 - يقسم السورة إلي مقاطع، فيذكر الآية أو الآيتين في السورة المدنية الطوال، أو مجموعة من الآيات فى السورة المكية القصار.
4 - ثم يفسر الكلمة أو الجملة مبينا فيه:
أ _ سبب النزول إن وجد ب- القراءات: إن ورد فيها قراءات ج- الناسخ والمنسوخ د_ شرح غريب اللفظ ومبهم العبارات ه _ إذا كانت الآية تتضمن أحكاما فقهية، فإنه يذكر ما ورد فيها من أحكام. السيوطي وعلم التاريخ:
صنف السيوطي رحمه الله كتبا كثيرة فى التاريخ مثل " حسن المحاضرة فى أخبار مصر والقاهرة " و" تحفة المذاكر فى المنتقي فى تاريخ ابن عساكر " و" التحفة الظريفة فى السيرة الشريفة " و" الشماريخ فى علم التاريخ "
منهجه في كتابة التاريخ:
كان للسيوطي رحمه الله منهج فى بحثه التاريخي نستطيع أن نتلمس آثاره فى كتبه التي صنفه:
1 - كان السيوطي حريصا على ذكر المصادر التي أخذ عنهامعلوماته، فبركة العلم نسبة القول إلي قائله، بل هو فى التاريخ أكثر ضرورة، نظرا لحاجة التاريخ لمصدر يوثق الحادثة.
2 - يوضح المسألة بإبراز الأقوال التي جاءت فيه، والردود التي وردت باسم صاحبه، وذلك نظرا لسعة إطلاعه على المرويات والأخبار.
3 - اتبع السيوطي منهج المحدثين بتتبع الأخبار ونقده، كما بين ذلك فى فصل له بعنوان " فصل فى بيان كونه عيه الصلاة والسلام لم يستخلف وسر ذلك " حيث أظهر رايه فى آخر الروايات التيذكره، ودفع المتعارضص منه، وبينأنه لا منفاة بين الأخبار، وهو منهج طبقه أهل الحديث على المرويات، واستفاد منه السيوطي فى التاريخ
. بعض مؤلفاته:
وزادت مؤلفات السيوطي على الثلاثمائة كتاب ورسالة، عدّ له بروكلمان (415) مؤلفا، وأحصى له "حاجي خليفة" في كتابه "كشف الظنون" حوالي (576) مؤلفا، ووصل بها البعض كابن إياس إلى (600) مؤلف.
ومن مؤلفاته في علوم القرآن والتفسير:
1 - "الاتقان في علوم التفسير" 2 - "متشابه القرآن" 3 - " الإكليل في استنباط التنزيل" 4 - "مفاتح الغيب في التفسير"5 - "طبقات المفسرين"، 6 - "الألفية في القراءات العشر
أما الحديث وعلومه، فكان السيوطي يحفظ مائتي ألف حديث كما روى عن نفسه، وكان مغرما بجمع الحديث واستقصائه لذلك ألف عشرات الكتب في هذا المجال، يشتمل الواحد منها على بضعة أجزاء، وفي أحيان أخرى لا يزيد عن بضع صفحات .. ومن كتبه:
¥