تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الوصايا الجامعة للحجاج والزوار]

ـ[محمد بن احمد ابوحذيفة]ــــــــ[17 - 11 - 09, 09:21 ص]ـ

http://www.wathakker.net/matwyat/images/wasaya.jpg

http://www.wathakker.net/matwyat/download/1159/attach_1

نص المطوية:

http://www.wathakker.net/images/zoom_in.gif http://www.wathakker.net/images/zoom_out.gif

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد: فإلى حجاج بيت الله الحرام أقدم هذه الوصايا عملا بقول الله سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقوَى} [المائدة: 2] وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة. قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» [رواه مسلم].

الأولى: الوصية بتقوى الله تعالى في جميع الأحوال، والتقوى هي جماع الخير وهي وصية الله سبحانه ووصية رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفسٍ وَ حِدَةٍ} [النساء:1] وقال سبحانه: {وَلَقَد وَصَّينَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَبَ مِن قَبلِكُم وَإِيَّاكُم أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} [النساء:131] وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي في خطبه كثيرا بتقوى الله. وحقيقة التقوى أداء ما افترض الله على العبد وترك ما حرم الله عليه عن إخلاص لله ومحبة له ورغبة في ثوابه وحذر من عقابه على الوجه الذي شرعه الله لعباده على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- وهو أحد علماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم-: "تقوى الله حق تقاته أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر".

وقال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله: "ليست تقوى الله بصيام النهار ولا قيام الليل والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله أداء ما افترض الله وترك ما حرم الله، فمن رزق بعد ذلك خيرا فهو خير إلى خير".

وقال طلق بن حبيب التابعي الجليل رحمه الله: "تقوى الله سبحانه هي أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله". وهذا كلام جيد، ومعناه أن الواجب على المسلم أن يتفقه في دين الله، وأن يتعلم ما لا يسعه جهله، حتى يعمل بطاعة الله على بصيرة ويدع محارم الله على بصيرة، وهذا هو تحقيق العمل بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإن الشهادة الأولى تقتضي الإيمان بالله وحده، وتخصيصه بالعبادة دون كل ما سواه، وإخلاص جميع الأعمال لوجهه الكريم، رجاء رحمته وخشية عقابه.

والشهادة الثانية تقتضي الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه رسول الله إلى جميع الجن والإنس، وتصديق أخباره واتباع شريعته والحذر مما خالفها. وهاتان الشهادتان هما أصل الدين وأساس الملة، كما قال الله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَآ إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالمَلَئِكَةُ وَأُولوا العِلمِ قَائِمًا بِالقِسطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} [آل عمران: 18]، وقال سبحانه: {وَإِلَهُكُم إِلَه وَ حِد لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163]، وقال عز وجل: {قُل يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيكُم جَمِيعًا الَّذِى لَه مُلكُ السَّمَوَ تِ وَالأَرضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحىِ وَيُمِيتُ فَامِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِىِّ الأُمِّىِّ الَّذِى يُؤمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَتِهِ واتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُم تَهتَدُونَ} [الأعراف: 158]، والآيات في هذا المعنى كثيرة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير