فطالب العلم لا يجادل الأستاذ ولا يطالبه بدليله على ما يقول، ولا ينبغي له ذلك، بل هو متلقٍ للعلم فقط ... مثل أطباء الامتياز والنواب مع الأستاذ في المرور على المرضى، يشرح الأستاذ الحالة، وأسبابها، وكيفية تشخيصها، وكيفية علاجها، وأطباء الامتياز والنواب بل طلاب الماجستير والدكتوراه له منصتون يتعلمون، لا يسأله أحد أن يثبت صحة ما يقول.
وهذا ليس في الطب فقط، ولا مع الشيخ المطيعي فقط، ولكن في كل علم، حسْبُ طلاب العلم أن يذكر الأستاذ معلومة، حتى يتلقفوها، وليس لهم أن يسألوه عن دليله، أو حتى يشكّوا فيها بينهم وبين أنفسهم.
وفي مسألة الهمزة الطرفية، فقد استفضت في الشرح، وقلت لك: إن شككت في قولي فارجع إلى مجمع اللغة العربية، فإنْ شُقّ عليك فاذهب إلى كلية دار العلوم، وسل أي أستاذ في النحو والصرف، فلم تفعل وتركت الشك يسكن قلبك، بدون سؤال أهل العلم باللغة! أهذا منهج علمي في البحث يا أخي الحبيب!
ثم عدت تكرر (السؤال الشبهة) للمرة الثالثة ... والمسألة أصبحت محرجة لي، فهذا اتهام ضمني لي بأني لا أجيد الشرح، ولا أصلح للتدريس ... ويبدو أني كذلك، لأني عاجز عن إفهام مبرمج كمبيوتر.
قلتم يا أخي الحبيب:
بل لم تجب على سؤالي إلى الآن!!
فكلامي كان عن وضع الهمزة في هذه الصورة للام-ألف (ـلإ) وليس هذه الصورة (لإ).
والإجابة على سؤالك – يا أخي الحبيب – هي أن الصورة التي تذكرها لا وجود لها في الخط الإملائي في اللغة العربية، لأنه خطأ لغوي كما قلت لك مرات ومرات.
نعم ... أنت تسأل عن صورة خطأ لا وجود لها في الخط الإملائي في اللغة العربية، ولنذكر قاعدة الهمزة الطرفية، التي لمتني عن الكلام عنها قائلا: (وفي ظني: أنك لو صرفت نصف همة كتابة تلك الصفحات! في عملية المقارنة؛ لخرجنا بما يعود على الخط بالفلاح والنجاح؛ بدلا من أن يتحول الموضوع عن هدفه -الذي أنشيء له- إلى دروس تفصيلية! في تاريخ الرسم والإملاء).
وقاعدة الهمزة جاءت في القرار الثاني لمجمع اللغة العربية، في الدورة السادسة والأربعين، من دورات مَجْمَع اللغة العربية بالقاهرة (1978 - 1979)، ونُشِرَ في ملحق محاضر جلسات المجلس والمؤتمر، في الدورة السادسة والأربعين (ص23 - 24). بعنوان (ضوابط رسم الهمزة)، ونشره الأستاذ الدكتور رمضان عبد التواب، اللغوي الشهير، والخبير بمجمع اللغة، في كتاب له باسم (مشكلة الهمزة العربية).
ولن أذكر لك كل قواعد الهمزة، لأنك لمتني بسبب التوسع في مسألة الرسم والإملاء، لذا سأذكر لك الجزء الخاص بالهمزة الطرفية، فقط، كما جاء في مجلة مجمع اللغة العربية:
(وأما في الآخر، فتُكْتَبُ بحسب ما قبلَها:
• فإنْ كان ما قبلها مكسورا كُتِبَتْ على ياء؛ مثل: بَرِئ، وقارئ.
• وإن كان مضموما كُتِبَتْ على واو؛ مثل: جَرُؤ، وتكافُؤ.
• وإن كان مفتوحا كُتِبَتْ على ألف مثل: بدَأ، وملجَأ.
• وإن كان ساكنا كُتِبَتْ على السطر؛ مثل: جزاء، وضوء، بطْء، دفْء، مضيء).
وكما رأيتم فقد ضرب مجمع اللغة على الحالة الثالثة مثالين فقال: (وإن كان مفتوحا كُتِبَتْ على ألف مثل: بدَأ، وملجَأ).
فكلمة (بدَأ) مثال على (الفعل) الذي ينتهي بهمزةٍ مفتوح ما قبلها.
وكلمة (ملجَأ) مثال على (الاسم) الذي ينتهي بهمزةٍ مفتوح ما قبلها، فهذا مجرد مثال، تجري على قاعدته جميع الأسماء التي تنتهي بهمزة مفتوح ما قبلها، مثل (نبأ)، و (سبأ)، و (الملأ) – التي تجادلني فيها – فكل هذه الكلمات توضع فيها الهمزة على ألف.
فإذا كان منصوبا، تضع فتحة فوق الهمزة (التي فوق الألف)، مثل (الملأَ).
وإن كان مرفوعا، تضع الضمة فوق الهمزة (التي فوق الألف)، مثل (الملأُ).
وإن كان مجرورا، تضع الكسرة تحت الهمزة (التي فوق الألف)، مثل (الملأ).
وصورة الهمزة ثابتة، (فوق الألف)، في كل اسم أو فعل ينتهي بهمزة مفتوح ما قبلها. (هذه صورة ثابتة)، ثم ضع عليها ما تشاء من حركات الإعراب.
¥