تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهل لمجرد أن محمد فؤاد عبد الباقي هو أول من رقم صحيح مسلم، وبُني على طبعته تخريج كثير من الكتب، نضطر إلى أن نمشي على مقولة " هذا ما وجدنا عليه آباءنا "، حتى وإن كان في ذلك شيئ من المشقة!!!

نعم، قد نضطر لذلك، في عصر ما قبل الكمبيوتر، أما مع وجود هذا الجهاز، فاصبح البحث عن الحديث بأي لفظة من ألفاظة عملية سهلة جدا، حتى وإن كان الكتاب غير مرقم أصلا.

لكن ليس معنى كلامي هذا، أني أرى عدم فائدة إضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي إلى الترقيم الجديد، بل إن الجمع بين الحسنين أمر جميل، ولولا أنه سيستغرق وقتا طويلا لإضافته لسارعت بفعله منذ البداية، لكن كل ما في الأمر، أنني اعتبرته من الكماليات، التي يحب الباحث أن تكون عنده، لكن لو لم تتوفر، فلن يضره ذلك شيئا كثيرا، لأن أهم ما يهم الباحث أن يكون نص الكتاب متقنا، مقابلا على أصله، ومادام أنه من الكماليات، فهناك من الأولويات ما ينبغي أن تُقدم عليه، فأنا عندي مثلا أن أُمضي الوقت في نسخ مخطوطة لم تُنسخ من قبل، أولى من أن أُمضيه في إضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي إلى نسختي.

وعلى كل حال، قد أعدت النظر في هذه المسألة، لأن إضافة الترقيم، وإن كان من الكماليات، فعلى الأقل صحيح مسلم يستحق ذلك.

وإن لم تكن خدمة الصحيحين تستحق ذلك، فأي الكتب تستحق!!!

لكن مما لفت نظري، أن جميع الإخوة الفضلاء الذين اهتموا بترقيم محمد فؤاد عبد الباقي، لم يعرض أحد منهم المساعدة في التكفل بإضافة هذا الترقيم، رغم أنها عملية سهلة جدا لا تحتاج إلا للوقت.

وسنقوم بها إن شاء الله، لكن ليس الآن، لأن جميع من يعمل معي الآن مشغولون بأعمال أخرى، لا أحب أن يوقفوها، حتى ينتهوا منها.

أما فيما يتعلق بالتساؤلات الأخرى، فإجابتي عليها كالتالي:

بالنسبة لصحيح البخاري، ما فعلناه معه شبيه نوعا ما بما فعلناه مع صحيح مسلم، فمن حيث المقابلة، قابلناه على النسخة اليونينية والطبعة السلفية لفتح الباري، أما حواشيه فيختلف العمل فيها قليلا عما فعلناه مع صحيح مسلم، ففي صحيح مسلم كانت أغلب الحواشي منقولة من حواشي طبعة دار طيبة، وقليل منها نحن الذين أضفناها، بينما في صحيح البخاري، قمنا بانتقاء الحواشي المهمة من هوامش النسخة اليونينية، وتعليقات ابن حجر في الفتح، وكلام ابن خلفون في كتابه "المعلم بشيوخ البخاري ومسلم"، وقصدت بالحواشي المهمة ما كان له علاقة بالحديث من فروق النسخ المؤثرة، كاختلافات صيغ التحمل، واختلافات أسماء الرواة، واختلافات ألفاظ المتن التي قد تؤثر على المعنى. كما أضفنا لذلك توضيح للرواة الذين أهملت أنسابهم، وشرح لبعض الكلمات الغريبة، وما شابه ذلك. وتركنا أغلب ما ليس له علاقة بالصناعة الحديثية من لغة، وفقه، وشروح، وفروق غير مؤثرة بين النسخ، كالفرق بين سبحانه وتعالى، وعز وجل، وعليه السلام، وصلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنه، ورحمه الله، وماشابه هذه الفروقات، ولا شك أن الأفضل نسخ جميع هوامش النسخة اليونينية، لكنها كثيرة جدا بحيث لو طبعت مفردة بحجم الخط الطبيعي، لخرجت في حوالي مجلدين، ولو أضفنا عليها جميع تعليقات ابن حجر في الفتح، لكان لزاما علينا أن ننقل الفتح بكامله تقريبا في هذه النسخة، لكننا تخيّرنا من تعليقاته ما رأينا أنه مهم، وقد نكون وُفّقنا في اختياراتنا، وقد يكون جانبنا الصواب، المهم أننا اجتهدنا، ولك أن تتخيل فقط الوقت اللازم لاستقراء كامل فتح الباري لاستخراج فوائده.

وأما فوائد ابن خلفون من كتابه "المعلم" فهي كثيرة ومفيدة، وكتابه لم ينسخ من قبل على الشاملة حسب علمي، لكن مع ذلك لم ننسخ إلا القليل منها، لأن أغلب الرواة المهملين الذين تكلم عنهم ابن خلفون، ذكرهم بصورة عامة، ولم يبين في أي موضع من الصحيح ذُكروا، إلا في مواضع قليلة، هي التي قمنا بإثباتها.

الخلاصة، أن مقصودنا الأهم كان إخراج متنا متقنا مقابلا على نسختين، مع إضافة بعض الفوائد الأخرى في الحواشي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير